الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عام مع الشوق

قحطان محمد صالح الهيتي

2015 / 10 / 6
سيرة ذاتية


حين ختمت قصيدتي دار سعدى في العام 2003 بقولي:
-
يا دارَ سُعدى إذا ما البعدُ غالبَني
غالبتُهُ باشــتياقي أنْ أراكِ غـَـدا
-
لم يخطر ببالي، أن يوما سيأتي وأعيش بعده البُعدَ والغربةَ، ولا أدري هل هي نُبوءَةٌ أو هو حلم ذلك الذي قلته في ختام القصيدة؟ وأيا كان قولي نُبوءةً أو حلماً فقد تحقق وما كنت أتمنى ذلك.
-
اليوم يكون الحَوْلُ قد اكتمل.ففي صباح السادس من تشرين الأول من العام الماضي ودعت مدينتي هيت، واودعت فيها كل أيامي وسنين عمري وذكرياتي وكتبي.في ذلك الصباح لم أستمع الى زقزقة العصافير، ولا إلى تغريد ذلك البلبل الذي بنى عشه على احدى شجرات حديقتي فكان موطنا آمناً له، لم اسمع تلك الزقزقة ولا ذلك التغريد، كون العصافير والبلابل قد (قتلت) بقصف همجي لدار جاري ابي حسين في الليلة التي سبقت ذلك الصباح.
-
كم هو حزين الصباح الذي تستيقظ فيه لتجد بيتك نصف مدمر، وانت بانتظار ساعة لم تكن تفكر بها من قبل. لم يخطر حينها قول شاعر،أو نحيب باكٍ في الوداع، لأنني لم أجد من استطاع منهم أن يصور الحالَ التي كانت.
-
أعزُّ من ودعتهم في ذلك الصباح هم جيراني الذين سكنوا في (مقبرة الشيخ أحمد) التي لا تبعد عن بيتي سوى خطوات معدودة ، ودعتهـم حاسدا بقاءهم في الأرض الطيبة التي احتضنتهم. قلت لهم: طوبى لكم البقاء في أرض ستحفظ لكم كرامتكم يا من حفظتم لها كرامتها.
-
وابتدأ مشوار الرحلة الطويلة، في شوارع كانت خالية صامتة، حتى من منبهات الصوت لقوافل سيارات الهاربين من الخوف ومن الموت؛ في طريق مرّوا به أكثر من مرة فرحين مستبشرين عند ذهابهم وإيابهم من عمل أو زيارة، أو في زفة عرس أو توديع حبيب.
-
كل شيء كان غريبا في ذلك اليوم،وأغرب ما فيه هم أولئك الغرباء الملثمون الفرِحون بـ(هجرتنا) الإجبارية وبالسطو على مدينتنا.
-
عام مضى وفي القلب لوعة وفي النفس حاجات وفيكم فطانةٌ. عام تفرّق فيه شمل الأهل والأصدقاء والأحبة ، ليعيش كل منهم الغربة في مدن شتى. منهم من وجد ملجئه في دار مستأجرة أو هيكل بناية،أو مدرسة، أو بقايا بيت مهجور، أو خيمة ممزقة أو كرفان بائس، يعللون النفس بأمل العودة الى حيث مدينتهم التي أحبوها بعد أيام أو أسابيع، ولكنَ الأيامَ صارت شهورا، والأسابيع صارت عاما، وأتمنى ألا تصير أعواما.
-
أقولُ لكم ما قلته ذات يوم، فاحفظوهُ واكتبوهُ، ولكم مني التحية والسلام:
-
قولي أُحبك واحْمِلي
اسمي على صدركِ عِقداً مِن ذهبْ
طرزيهِ عطريهِ
لونيهِ واختميهِ باللقب ْ
اكتبي الهيتيَّ أصلاً ونسبْ
فهي عندي خيرُ أمٍ
وهي عندي خيرُ أبْ
اكتبيه بيتَ شعرٍ
في دواوين ِالعربْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد تأكيد مقتل هاشم صفي الدين.. ما تأثير ذلك على حزب الله؟


.. الجيش الإسرائيلي يرصد صاروخين في منطقة حيفا




.. سقوط عدد من الصواريخ أطلقت من جنوب لبنان على منطقة روش بينا


.. استشهاد طفل إثر إطلاق الاحتلال صاروخا على مدرسة لنازحين بدير




.. كولومبيا وإسبانيا تجليان رعاياهما من لبنان