الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو إعادة صياغة الشرق الأوسط 1

خالد حسن يوسف

2015 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



الشرق الأوسط منطقة جغرافية مترامية الأطراف وتحديدا ما بين قارات آسيا,إفريقيا وأوروبا(قبرص), تضم المنطقة عرقيات منها:العربية,الطورنية,الكردية,الفارسية,البلوش,زنجية,نوبية,يهودية,يونانية,اشورية وغيرها, في حين أن الغلبة الثقافية والسياسية منها للموروث العربي,الفارسي,والطوراني الذي وضع بصمته على موروث وخيارات الشعوب الأخرى في المنطقة والتي وجدت ذاتها بعد مرحلة ميلاد الدول القطرية والاستقلال ككيانات اجتماعية تم تذويبها بفعل سطوة استبداد الدول القطرية القومية.

وقد افضى إرث الاستبداد منذ عشرات العقود إلى حدوث حالات حراك سياسي وثورات مسلحة على مستوى العديد من دول الشرق الأوسط مثالا: إيران,تركيا,العراق,سوريا,الأردن,اليمن,سلطنة عمان, وغيرها, إذ جاء ذلك الحراك على صورة مطالبات قومية كما حدث مع مطالب تجارب القومية الكردية في كل من إيران,تركيا,العراق,سورية أو إنطلاقا من رفع رأية المطلب العقائدي والطائفي كما تم في العراق(في ظل المعارضة الشيعية لرئيس صدام حسين),السودان والصراع القومي والجهوي شمال وجنوب وصولا إلى الانفصال, وفي مصر وسورية مع تجارب الإخوان المسلمين ومطالب الشيعة في السعودية والبحرين في صبغتها العقائدية الطائفية, ناهيك عن الحراك الايديولوجي اليساري في كل من الجمهورية العربية اليمنية,سلطنة عمان,البحرين,سورية,مصر في عقود السبعينيات والثمانينات القرن العشرين.

ولم يقتصر الحراك والصراع على المستويات السياسية والثقافية فحسب بل أنه شمل المنظومة الاجتماعية في بعدها القبلي, مع حراك قبائل منها بني مرة في قطر,الرشايدة في المملكة العربية السعودية,مذحج وحمير في اليمن,قبائل ظفار في سطنة عمان,قبائل شرقي ليبيا,صراع فتح وحماس والذي يحمل في أحد جوانبه البعد القبلي والمناطقي,صراع الطوائف اللبنانية قبل الطائف وبعدها؛ ويمكن إضافة فلسطيني الأردن إلى هذا السياق الاجتماعي في ظل تمييزهم عن قبائل الأردن.

ولمدة عقود ظلت أنظمة دول الشرق الأوسط الجمهورية والملكية منها كمنظومة سياسية تستند في الحفاظ على بقائها على السيطرة السياسية أكان عبر تزوير إرادة الشعوب في إختيار أنظمتها السياسية وحكامها,القمع الأمني والمسلح أو عبر سلوك شراء الذمم المالية و الهبات الخدمية والتجارية أكانت في صور مكارم ملكية وجمهورية أو من خلال مشاريع خدمية ثانوية كأداة لسيطرة الناعمة, في حين غلب الاقتصاد الريعي على عموم دول الشرق الأوسط وذلك في ظل غياب الاقتصاد المنتج مع إستثناء الحالة التركية في العقدين الأخيرين.

في حين أن النموذج الإسرائيلي ذاته لا يستثنى من الاستبداد والاحتلال الواقع على الشعب الفلسطيني وإعتماد الدولة على الهبات الخارجية والتي تشكل بدورها بجزء من دورة الاقتصاد الريعي.

في ظل هذه الأوضاع السالف ذكرها والمناخ السائد في منطقة الشرق الأوسط والتي يمثل الصراع العربي-الإسرائيلي بدوره بجزء كبير من منظومة معضلاتها المزمنة, جاءت رياح التغيير على العديد من دول الشرق الأوسط أكانت مباشرة من قبل قوى خارجية كما تم مع كل من الحالة العراقية في عام 2003 ,أو نظرا للعامل الداخلي مع الحالات(اللبنانية,التونسية,المصرية,اليمنية),وليبيا والتي تعد جزء من الإقليم ساهم فيها العامل الخارجي في إسقاط نظام القدافي, كما لا يستثنى من ذلك تأثير هذه الرياح على إيران ذاتها والتي تشهد تظلم القوميات فيها من العنصر الفارسي أو نظرا لوجود حالة الإستياء العام لدى الرأي العام الإيراني تجاه النظام الديني.

ومع بعض النضوج الجزئي لبعض مطالب الحراك الشعبي على مستوى العديد من تلك الدول منها تجارب,مصر,اليمن ودول ذات الصلة بالإقليم مثل ليبيا وتونس, وفوز السيد حسن روحاني في الإنتخابات الإيرانية الأخيرة وثورة الشعب السوري والتي لم تحسم نصرها بعد, إلى أن الواقع والمعطيات يشيران إلى أن قضايا هذه الشعوب وغيرها في إقليم الشرق الأوسط لم تحقق بعد مطامحها وحاجاتها في العدالة الاجتماعية,الممارسة الديمقراطية,الحقوق الثقافية والمواطنة وغير ذلك؛ نظرا لوجود إرث الدولة العميقة وانظمتها التي لم تسقط كليا بعد, والمسيطرة على المقدرات الاقتصادية,مفاصل الإدارة, البنى السياسية,المؤسسات الأمنية والإعلامية وبتالي تمارس مسلك الثورة المضادة, ناهيك عن تحالفهم مع البرجوازية الداخلية والمرتبطة بقوى الدورة الاقتصادية الخارجية.

ويمكن القول أنه من المعضلات حدوث تغيير سريع في حياة الشعوب خلال فترة زمنية قصيرة نظرا لوجود حالات تراجع اقتصادي حاد,وتحدياث أمنية داخلية,عدم تماسك النسيج المجتمعي بفعل غلبة الروح القبلية,العرقية,الطائفية والمذهبية,إنتشار منظومة قيم الفساد السياسي,الاقتصادي والاجتماعي, وهو ما سيتطلب بثورات إصلاحية تستمر على المدى البعيد وتتخطى المسلك الإنفعالي وحصر حالة الحراك للحسم المباشر(العسكري)والغير قابل لتطبيق حاليا بفعل التراكمات,التناقضات الداخلية وحالات اختراق القوى المعيقة لتغيير, والتدخلات الخارجية والتي بدورها تسعى لخطف نتائج التغيير وتطويعها لمصالحها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤكد أن نيكي هيلي ليست في قائمة المرشحين لمنصب نائب ال


.. هل انهارت مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس؟




.. الناطق باسم الدفاع المدني بغزة: القصف الإسرائيلي لم يتوقف دق


.. فلسطيني يوثق استشهاد شقيقه بقصف الاحتلال




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يهتفون بـ -انتفاضة- في طوكيو