الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتهاك أجواء تركيا وانتهاك حرمة العراق

طاهر مسلم البكاء

2015 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


قامت الدنيا ولم تقعد على إثر دخول أحدى الطائرات الروسية المجال الجوي التركي لثوان معدودة وبسبب سوء الأحوال الجوية ،وفقا ً للبيان الروسي .
ادعت تركيا ان مقاتلاتها لاحقت فورا ًالطائرات الروسية ،كما انها قامت بأستدعاء السـفير الروسـي وابلغته بالحـادث طالبة عدم تكرار ذلك مرة أخرى .
ومن جانبه ،وبصورة ابراز للعضلات، شدد الحلف الأطلسي على تأييده لتركيا وسلامة أجوائها وأكد على روسيا ان لاتكرر ذلك .
الأراضي و الأجواء العراقية مستباحة :
على مدى العديد من السنوات ولنقل انه منذ ترسيم الأجواء العراقية بالخطوط الأمريكية الغربية كمناطق حظر الطيران ،والتي نفذت في الشمال ولم تنفذ في الجنوب ،لأعتبارات أمريكية صرفة ،منذ ذلك الحين أخذت الطائرات الأمريكية والغربية والتركية تتخذ من الأجواء العراقية ملعبا ً وساحة للتدريب ونزهة دون رادع ،فأذا قبلنا بالطائرات الأمريكية والغربية على اننا بلد محتل فماذا نقول عن الطائرات التركية التي تدخل أجواءنا وقت مايحلو لها دون أن يصدر ولو صوت معترض من الحكومة العراقية وكأن الأمر لايعنينا .
إذا كان هناك من يبرر الأمر على ان تركيا تقاتل أكرادها داخل اراضينا ،فلينظر اليوم لما يحصل من اعتراضات امريكية وغربية وتركية على دخول غير متعمد لطائرة روسية في مهمة متفق عليها هي مقاتلة الأرهاب ،والتي ادعت كل الدول المعترضة بمافيها تركيا انها تقاتله وتريد التخلص منه !
العراق يبدو بلا والي :
يطلق مثل شعبي عراقي على الأشخاص الذين يتعرضون للفقر والأضطهاد بدون معونة من أحد ،على انهم (بدون والي ) أي لاحامي لهم ولاناصر ولامعين ،وهذا بالضبط هو حال العراق اليوم ،الذي يبدو وكأنه بيد غير أمينه تتقاذفه الرياح ،فلا قيادة أمينة واضحة وكفوءة تدافع عن ثروات وكرامة وعز البلاد ولا جهة حزبية متميزة تمسك بمقدراته وتستحق تمثيله،ولا شعبه قادر على التكاتف وانتهاج طريق يمثله ،فالكتل الحزبية كثيرة بدون فعل، وبرلمان يوصف بأنه كثرة غير منطقية تحمل بذور الفتنة والصراعات بلا فائدة عامة واشراف رقابي متميز وكفوء ،أنه بأختصار سفينة في مهب الريح وهذا يفسر حالة اليأس التي كان عليها الأعداد الغفيرة من الشباب التي هاجرت رغم صعوبة مثل تلك الهجرة الغير شرعية والتي تحملهم الى المجهول ،علما ًان من أهم ثروات البلاد هم الشباب وهجرتهم هي طاقات وثروات ضائعة ومبددة أسوة ً بطاقات وثروات البلد الأخرى .
لانستغرب حصول الأسوء في المستقبل :
لسنا من المتشائمين ،غير ان الوقائع على الأرض تؤشر مجموعة من الحقائق المؤلمة ، فشعب العراق ،الذي يقدم الغالي والنفيس ومنها زهرة شبانه ، لأجل تحرير مدنه واراضيه المحتلة ،عندما يسمع ان الدولة الفلانية تؤثر على القرار العراقي وتعمل على تأخير حسم المعركة المصيرية المرتقبة لتحرير الرمادي من دنس داعش ، فأنه يتوقع الأسوء من ذلك ، فأمريكا وحلفها وضعت توقيتات وفق مايحلو لها مدعية انها تساند العراق في حربه ضد داعش، ولكن قادتها يصرحون ان التحرير يستغرق ثلاث سنوات ولكنها أطبقت عام 1991على بلد مثل العراق كان يمتلك جيشا ً يعد من الجيوش المتقدمة في العالم ، بعشرين يوم فقط !
الا يستدعي مثل هذا الأمر القلق اذا اخذنا بنظر الأعتبار الأستنزاف الأقتصادي لموارده الذي انسحب على قوت الشعب لسنتين متتاليتين ،كما ان دخول الروس بقوة وتأثيرهم الواضح في سير الأحداث في سوريا خلال ايام معدودة كشف وعرى الزيف الأمريكي والغربي في تمثيلية تحالفهم لمحاربة داعش، وقد يكون هو هذا السبب الرئيس الذي يجعلهم يحاولون ثني روسيا عن تحطيم داعش وأخواتها في سوريا والعراق ،ففضيحتهم ستكون بجلاجل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-