الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدورة التاسعة والخمسون لمهرجان لندن السينمائي 2

عدنان حسين أحمد

2015 / 10 / 7
الادب والفن


تنطلق فعاليات الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان لندن السينمائي الدولي في السابع من أكتوبر الجاري وتنتهي في الثامن عشر منه. وسوف يُعرض خلال أيام المهرجان 240 فيلماً تمثل 72 بلدًا. أما فيلم الافتتاح فهو "سَفْرِجيت"، أي المُدافعة عن حق المرأة في الانتخاب للمخرجة البريطانية سارة غافرون صاحبة "بريك لين" و "قرية في نهاية العالم". فيما سيُختتم المهرجان بفيلم "ستيف جوبز" للمخرج الإنكليزي داني بويل الحائز على جائزتي الأوسكار والغولدن غلوب عن فيلم "المليونير المتشرد" عام 2009.

المسابقة الرسمية
يتنافس 13 فيلمًا في المسابقة الرسمية على جائزة أفضل فيلم يجب أن يتوفر على ثلاثة عناصر أساسية وهي الإلهام والابتكار والتميّز وإلاّ ما فائدة الأفلام الجديدة التي تنتمي إلى النمط السائد الذي نراه يتكرر بين أوانٍ وآخر وكأنه نسخة طبق الأصل عن أفلام سابقة؟ سنتوقف عند بعض الأفلام المتنافسة وأولها "إحدى عشرة دقيقة" للمخرج البولندي جيرزي سكوليمفسكي الذي يركز في هذه المدة الزمنية القصيرة المكثفة جدًا على على حياة عدد من الشخصيات المُتنوعة التي يسلك كل منها طريقًا مختلفًا حيث يبدو بعضها مألوفًا جدًا، فيما يبدو البعض الآخر قلقًا مُترقبًا، أما النوع الثالث فلا يرتضي إلاّ بأن يقلب حياة الإنسان رأسًا عقب! تندفع سيارة إسعاف بأمرأة حامل صوب المستشفى، وثمة رجل يرسم جسرًا على نهر، وبائع متجوِّل يبيع سندويتشات سجق للراهبات ونحن المتلقين نراقب العالم من خلال عيني كلب هذه المرّة.
يقدِّم المخرج الأميركي كاري فوكوناغا في فيلمه الجديد "وحوش بلا وطن" صورة تقشعر لها الأبدان حيث يتناول فيها محنة الأطفال المُجندين التي تُروى من وجهة نظر شاب يافع. لقد تفادى المخرج اسم البلد الأفريقي الذي تمزقه الحرب الأهلية وتتعرض أسرته بالذات إلى أعمال شنيعة حيث يُعدم أباه وأخاه أمام عينية ولم يجد بُدًا من الهروب كي ينجوا مما لا تُحمد عقباه. من أفلام فوكوناغا المستقرة في ذاكرة المتلقين "جين أير"، "فوق الثلج" و "محقق فذّ".
نادرًا ما تغيب أفلام الهجرة أو المهاجرين عن المهرجانات السينمائية العالمية. وقد حضر في الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان لندن السينمائي فيلم "صحراء" للمخرج المكسيكي جوناس كوارون الذي يتناول قصة مجموعة من المهاجرين المكسيكيين الذين يجدون أنفسهم عالقين عندما تتعطّل شاحنتهم وهم يحاولون عبور الحدود الفاصلة بين المكسيك وأميركا الشمالية ولم يبقَ أمامهم سوى خيار واحد وهو المضي في الرحلة الشاقة سيرًا على الأقدام لكنهم ما أن يدخلوا الأراضي الأميركية حتى يصبحوا هدفًا لشخص عنصري مسلّح يقتنصهم واحدًا إثر الآخر.
وفي السياق ذاته تحضر أفلام الإبادة الجماعية لليهود في غالبية المهرجانات السينمائية العالمية فلا غرابة أن يشترك فيلم "ابن شاؤول" للمخرج الهنغاري لازلو نيمس الذي يركز على الشخصية الرئيسة في هذا الفيلم والذي يعمل في في أوشفيتز- بيركيناو بوصفه منتميًا إلى "الوحدات الخاصة" على الرغم من كونه نزيلاً في السجن لكنه أُجبر على العمل في عمليات الإبادة الجماعية التي كانت تحدث يوميًا في غرف الغار. وحينما يتعرف على صبي يقرر أن يدفنه على وفق الشعائر اليهودية المتبعة. من أبرز أفلام نيمس "مع قليل من الصبر".
تكاد تكون المخدرات هي الثيمة الأخرى التي تحضر بقوة في معظم المهرجانات السينمائية الدولية. وفي مهرجان هذه العام اشترك في المسابقة الرسمية فيلم عربي يحمل عنوان "فيلم كتير كبير" للمخرج اللبناني مير - جان بو شعيا الذي يدور حول ثلاثة أشقاء يجدون أنفسهم مشتبكين في نزاع مع رجل مسلّح لكن زياد يُطلق النار فيرديه قتيلاً في الحال. لا يدخل زياد السجن لأن شقيقه جاد هو الذي سيتحمل المسؤولية ويودع في السجن. وبعد خمس سنوات يحوّل زياد مخبزهم إلى بؤرة لعصابة محلية.

مسابقة الفيلم الأول
يتنافس في مسابقة الفيلم الأول 12 فيلمًا للحصول على جائزة سذرلاند التي تُمنح سنويًا للفيلم الأكثر أصالة وخيالا. ومن بين الأفلام المتنافسة فيلم "3000 ليلة" للمخرجة الفلسطينية مي مصري التي أنجزت عددًا مهمًا من الأفلام نذكر منها "أطفال شاتيلا"، " أحلام المنفى"و "يوميات بيروت". تدور قصة فيلمها الجديد حول مُدرِّسة فلسطينية شابة تُودَع في سجن النساء الإسرائيلي وتواجه أنواعًا مختلفة من القمع والإذلال، وفي الوقت نفسه تكافح لتربية طفلها الذي أنجبته في سجن النساء.
يشترك المخرج الأميركي تري إدوارد شولتس بفيلم "كريشا" ليقارب ثيمته من الناحيتين النفسية والاجتماعية، فما أن تصل كريشا إلى ضاحية من ضواحي تكساس حتى تقتل شكّها باليقين بأن الجميع لا يحبونها وأنهم ليسوا سعداء بوجودها في الأقل!
لا يبتعد المخرج الأثيوبي يارد زيليكي في فيلمه الموسوم "خروف" عن ثيمة شولتس كثيرًا، فبعد موت أمه يُرسل أفريم وخروفه من قبل والده إلى بعض أقاربه كي يعيشا هناك لأن الأب سيذهب إلى أديس أبابا للبحث عن عمل، لكنه ما أن يصل إلى هناك حتى يضع خطة للهرب، خصوصًا بعد أن يتناهى إلى سمعه بأن عمه ينوي أن يذبح خروفه في مناسبة عيد ديني قادم. اشترك هذا الفيلم في "نظرة خاصة" بمهرجان كان السينمائي وكان الفيلم الأثيوبي الأول الذي يشترك في مهرجان كان على مدى دوراته الثمانية والستين.
تتألق جولييت بينوش في فيلم "الانتظار" للإيطالي بييرو ميسينا وتمنح هذه الدراما العاطفية الغنية المزيد من الحيوية على الرغم من أن قصة الفيلم تدور حول أم ثكلى ترحب بخطيبة ابنها في البيت لكنها كانت تخبئ مأساتها في أعماق روحها الملتاعة.
يعود بنا المخرج الأميركي روبرت إيغرز إلى القرن السابع عشر حيث تعيش عائلة بروتستانتية على حافة البريّة في إقليم نيو إنجلاند الأميركي. ثم يختفي ابنهم الصغير فتحوم الشكوك حول ابنتهم التي يُعتقد أنها تمارس السحر فتبدأ الأسرة بمواجهة شرّ مجهول في ظروف غامضة.

مسابقة الأفلام الوثائقية
يتنافس 12 فيلمًا وثائقيًا على جائزة غريرسون ولا يصل إلى هذه المسابقة الرصينة إلا الأفلام الأصيلة، الصادقة، والنزيهة التي تنقل الحقيقة كاملة غير منقوصة. كما يجب أن يكون فحواها اجتماعي وثقافي يفتح أعين المتلقين وأذهانهم في آنٍ معا. أول الأفلام المتنافسة هو فيلم "انتماء" للمخرج البرتغالي جواو بيدرو بلاسيدو. تدور قصة الفيلم على الشاب دانييل الذي لا يشبه أقرانه في قرية "أوز" التي تقع شمالي البرتغال. لقد أغرته الحياة المدينية فقرر العيش هناك. وبينما تتيهيأ القرية لعرضها السنوي تغري دانييل امرأة جذابة فتلوح في الأفق إمكانية نشوء علاقة حُب وصحبة قد تترسخ في الأيام القادمة. أنجز بلاسيدو عددًا من الأفلام المهمة أبرزها "طريق الوصول"، "مدرسة" و "العودة إلى الأرض".
اشتركت المخرجة الأسترالية جنيفر بيدوم بفيلم "شيربا" الذي يحيلنا إلى المجموعة الإثنية شيربا التي تعيش في الهمالايا ويعمل أفرادها إما مرشدين أو مساعدين أو حمّالين عند هواة التسلق، فهم خبراء في هذا المضمار وبارعين فيه، لكنهم لا يستطيعون أن يتفادوا فواجع الدهر ونوائبه. ففي أبريل 2014 حدثت انهيارات ثلجية خطيرة راح ضحيتها 16 مواطنًا شيربيًا. ومن قلب هذه المحنة والفوضى والغضب انبثق هذا الفيلم الآسر الذي صورت فيه المخرجة أحزان الشيربيين ومشاعرهم الرقيقة التي غمرت كل القادمين إلى موقع الكارثة. إنه فيلم إنساني بكل ما تنطوي عليه الكلمة من معنى.
أما الفيلم الوثائقي المعنون "شيئ أفضل قادم" للمخرجة البولندية هانا بولاك فيتمحور على القصة التفصيلية لحياة بولا، وهي فتاة شابة نشأت وترعرعت في أكبر مقلب قمامة في العالم يقع عند مشارف مدينة موسكو. كان عمر يولا عشر سنوات حينما قابلتها المخرجة أول مرة ولفتت انتباهها، فهي فتاة شقراء، لعوبة، تلعب مع أصدقائها لكنها تؤمِّن حياتها المعيشية من الطعام والملابس وحتى الصفائح المعدنية التي تلتقطها من جبال القمامة لتقوي جدران كوخها المتواضع. فاز هذا الفيلم بجائزة أدفا للأفلام الوثائقية في أمستردام.
ثمة مسابقات أخرى مثل مسابقة الأفلام القصيرة، وبرامج متعددة انطوت تحت عناوين "حُب"، "سِجال"، "جرأة"، "ضحك"، "إثارة"، "كنوز" و "تجريب" وما إلى ذلك.
لابد من الإشارة إلى أن المشاركة العربية جيدة في هذه الدورة فقد عدد الأفلام المشاركة 12 فيلمًا نذكر منها "زنزانة" لماجد الأنصاري، و "من ألف إلى باء" لعلي مصطفى و "الزين اللي فيك" لنبيل عيوش، و "مدام كوراج" لمرزاق علواش و "السلام عليك يا مريم" للفلسطيني باسل خليل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا


.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح




.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر