الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتفالات أكتوبر المكرورة

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2015 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


نقرأ الآن على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات على الاحتفال بحرب أكتوبر 1973، تشير إلى أنه لم يعد من المقبول الآن وبعد 42 عاماً، تناول هذه الحرب بمنطق المبالغة في نتائج ما نعتبره نصراً. كمعاصر ومشارك في هذه الحرب كجندي، أرى أن في أداء الجيش المصري في هذه الحرب ما يجدر بنا الفخر به، لكن دون مبالغة تفقد المدققين الثقة فينا وفي احتفالاتنا الديماجوجية. لن يضير العسكرية المصرية الآن أن نُقَيِّم هذه الحرب بصدق وأمانة، حتى نكون جديرين باحترام أنفسنا، قبل أن نكون أهلا لأن يحترمنا الآخرون.
الإنجاز الأعظم للسادات لم يكن عبور خط بارليف، الذي كانت إسرائيل قد تخلت عنه منذ زمن، ولم يتبق منه سوى الساتر الترابي ودشم خرسانية خاوية. كان إنجاز السادات الأعظم هو استشعاره المسئولية التاريخية تجاه شعبه، وتجاه سائر شعوب المنطقة والإنسانية جمعاء، بتضحيته بمستقبله السياسي وبحياته، وتساميه فوق تلال الأحقاد والكراهية التاريخية، ومد يده بالسلام لجيراننا المتحضرين. . ظللنا لعقود نقول أن "إسرائيل جسم غريب في جسد المنطقة"، حتى حان الوقت الذي أثبتنا فيه للعالم، أن "شعوب المنطقة جسم غريب في جسد البشرية"!!
كانت هزيمة 1967 عاراً على مصر وجيشها. في أكتوبر 1973 كان لدينا جيش حقيقي، وقائد بطل بما تعنيه الكلمة. ولقد حاربنا فيها كما يليق بالرجال، بغض النظر عن النتائج العسكرية النهائية للحرب، والتي كان لابد وأن تعكس فارق القوى والخبرة والمعدات بين الجيشين المتقاتلين. . النصر الحقيقي الذي نتج عن حرب أكتوبر 1973 هو توقيع معاهدة السلام عام 1979 في كامب ديفيد، وهو عيد النصر الحقيقي الذي يجب أن نحتفل به سنوياً.
بالإجمال كل الاحترام لذكرى السادات بطل الحرب وبطل السلام، رغم أنه مات منتحراً بيد صنيعته. فما أنجزه السادات في الحرب والسلام، يفوق في وزنه التاريخي جريمته، بتحوله من "رئيس مصري" إلى "رئيس مؤمن". . السادات مسؤول بالتأكيد عن تمكين الإخوان وأجنحتهم الجهادية في مصر. لكنني لا أظنه مسؤولاً عن مثيل ذلك في أفغانستان وباكستان والصومال والسودان والشيشان وغزة وليبيا وسوريا وتونس. . . . . إلخ!!











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قاعدة الإخوان في مصر والفروع في باكستان والشيشان
ليندا كبرييل ( 2015 / 10 / 8 - 05:11 )
الأستاذ كمال غبريال المحترم

حرب ال 73 غطت عليها حروب اليوم،وقد أشبعوها تزييفا وتلوينا في تلك الأيام ولا يعلمون أن المواطن في أعماقه لا يصدقهم

أما الرئيس السادات فإنه دون شك،بطل الحرب والسلام، ويُحسب له أنه أقدم على خطوة اللامعقول في قياس ظروف تلك الأيام، فمدّ يد السلام للجيران المتحضرين الذين ما زلنا حتى اللحظة نقرأ هنا في الموقع وغيره عن رفضهم لوجودهم واعتبارهم العنصر الغريب والدخيل، وما الدخيل الغريب إلا أجدادهم

إلى هنا ،معك، ولكني
..
أرفض أن تعتبر ما أنجزه السادات في الحرب والسلام يفوق في وزنه التاريخي جريمته الكبرى بتمكينه الإخوان والجماعات الجهادية

ما نراه اليوم من حروب طائفية وعنصرية وتهجير ونفي وقتل سببه بذرة الشر التي زرعها بيديه في أرض مصر، فنمتْ وترعرت وعلت رؤوس الأعشاب الضارة لتتمدد جذورها إلى كل الأراضي المجاورة

لا أنكر أن القاعدة الفكرية موجودة قبل السادات وغيره، لكنه منْ أنعشها، وقوّاها

اليوم لم يعد باستطاعة أي مجهود مهما كان جبارا أن يقضي على التنين ذي الرؤوس المتعددة

ما قيمة عمل السادات في الحرب والسلام أمام ما يجري اليوم من إرهاب بسبب شر أعماله؟

يتبع لطفا


2 - قاعدة الإخوان في مصر والفروع في باكستان والشيشان2
ليندا كبرييل ( 2015 / 10 / 8 - 05:24 )
يجب دراسة فترة السادات بذاتها، وبمعزل عن أي حدث آخر، ودون مقارنة فترة الحرب والسلام بصنيعته الفرانكشتانية القبيحة

إن اعتبارك أستاذنا إنجاز السادات السلامي يفوق جريمته في وزنه التاريخي، يقلل من قيمة إنجاز السادات فعلا، لأنه يضع فعله على مائدة التشريح، وهذه المقارنة بحد ذاتها تسيء كثيرا لعمله في الحرب والسلام
،
عمله نقطة سوداء لا تمحى، ولن تمحى، ستظل تداعيات انتشار الإرهاب تشمل العالم كله حتى تأتي القبضة الفولاذية ف ... إلى آخره

الحرب والسلام اتفاقية ككل الاتفاقيات التي تجري بين الدول، جاءت بمردود على المنطقة،و ما زالت قيد التشكيك حتى اليوم
أما عمل المنظمات الإرهابية التي أسس لها السادات ومدّها بكل عوامل القوة، فولدت لنا الأحفاد وأبناء الأحفاد ، فمردودها شمل كل بلد في هذا العالم، منْ يختلف على نتائجها الخطيرة المفزعة؟

احترامي

اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول