الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في رحاب البصرة

منصور الريكان

2015 / 10 / 7
الادب والفن


لِمَ لا تعانقي صرخة الطفل الرضيع بحضن أمٍّ مُنهكةْ
من رحلة التجوال تستجدي الحفاة اللابسين بياضهم ويباس عيشة من تعبْ
الطفل يصرخ من هجير الشمس والأسفلت نارْ
والأم تنظر للذين توافدوا وبأعلى صوت تصدح رباه ياربي المعينْ
وتظل تندب قد تركنا بيوتنا الأوباش دمروا أرضنا الخضراء صرنا النازحينْ
في الساحة الجندي يحلم بالحبيبة والوطنْ
ويقبّل الطفل الرضيع ويرسم الوطن المعلق بالعلمْ
ويدور يبحث عن هوىً مرسوم في وجه الزمنْ
وانا ألمُّ جراحي التعبى وأخرج من سطور الذاكرةْ
وأدور بين الجالسين على الرصيفْ
البائعون حلاوة الأشياء قد كتموا النزيفْ
والغارفون مراحل الزمن الهصور بزيفْ
النازفون توكأوا في مقهى حسون القديم لشرب شاي الهيل والإرجيلةْ
شنشول يقرأ في الجريدة والصبيّة لم تزل في المقهى باعت علكها الوطني تجني من دراهمها القليلةْ
التلفاز يحكي عن مراحل حربنا العشواء في المدن القتيلةْ
وألمُّ نفسي باحثاً في الحَرِّ عمّا هاجرونا فجأة للغرب قل لي من نكونْ
أواه يا بلدي خطانا ضيَّعتها العنتريات ونبغي من رؤى حتى ولو كانت بديلةْ
ورسمت خطاً في الهواء وسرت أمشي في الدروب الكالحةْ
ووصلت جرف الشط بعض السفن الغرقى وبعض قوارب حُملّت بعشاق وصيادين من وهج الجنوبْ
السيّاب أشر لي هناكْ
وقفت أستجلي صداكْ
يا أيها الجندي أعطني وردة للسلم وزعني على كل البيوتْ
فدروبي تنزف ضيّعَتها الحرب في حضن الوطنْ
ورسمت جرحي ذكرياتي للأحبة واللياليْ
ها هنا كنا إذنْ .................
نحمل الطيبة للناس ونحتسي الأملْ
وأرى كل الجموع السائرين الآن تبحث عن عملْ
يا لهذا الدرب كم أنت طويلْ
إعذروني المدى خَجِلٌ وبوحي مستحيلْ
ثم عدت أمشي مكسوراً هنا كنا جلسنا ثلة من صحبة ولنا ذكرى بأعتاب المكانْ
أذكر الناس هنا متفائلونْ
وجميع الناس فيها قانعونْ
كم تمنيت أعود للشناشيل وعشق الأنهر الأجمل فيك يا جميلةْ
أتذكر كيف كان الناس فينا فرحينْ
قهقهي أم العيون الناعساتْ
نخلة البيت على الجنب تغنيْ
كنا لا حرب ولا حكم الطغاة واللصوصْ
يا بلادي مزقتنا الطائفيةْ
أوصدوا كل الملاهي حانة الشط أغلقوها الساسة الأوباش بسم الدين قل لي أين نهربْ
تاجر الأفيون في السر بعقل الجيل يلعبْ
صالة السيما أغلقوها حجروا كل الشعبْ
لا ثقافة لا مسارحْ
مهرجانات مكررة بنفس الخطباء والخطبْ
والناتج الوطني صفر في المهبْ
ويبولون علينا يا عجبْ
هذه الأيام سوداء وحدسي الآن ماتْ
ذكرياتْ ...................


5/10/2015
البصرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
منصور الريكان ( 2015 / 10 / 7 - 20:32 )
السادة القراء البيت الاول يقرأ

لِمَ لا تعانقين صرخة الطفل الرضيع بحضن أمٍّ مُنهكةْ

اسف واشكركم


2 - ملازمة الوطن
رائد الحواري ( 2015 / 10 / 8 - 22:03 )
الذي يقرأ ما يكتبه -منصور الريكان- يجد حالة من التلازم بينه وبين ما يمر به الوطن، فهو نظر نفسه للعراق وللعراقيين، من هنا نجده يستحضر الحالة الوطنية للعراق وما يمر به من محن.
ما يحسب لهذه النص استثارة القارئ من خلال الأم ورضيعها، وهي من يتحدث لنا عن بؤسها، مما يجعل تأثيره كبيرا وفاعلا فينا، ومن ثم يستخدم رمزية الطفل، الناشيء الجديد، ويقبّل الطفل الرضيع ويرسم الوطن المعلق بالعلمْ
ويدور يبحث عن هوىً مرسوم في وجه الزمن- كمحفز اضافي لكي نتخلص مما نحن فيه من صراعات، ومن ثم تظهير ذاتنا.
بعدها ينقلنا الشاعر الى الحديث عن نفسه وعن الذكريات الجميلة التي لم تعد حاضرة في زمن القتل والفساد.
ما يحسب لهذا النص التقدم من جديد الى الجندي العراقي الذي يشكل صمام الأمان للعراق وللعراقيين، -يا أيها الجندي أعطني وردة للسلم وزعني على كل البيوتْ- فهو العنصر الأهم في التقدم بالعراق الى بر الأمان


3 - محبتي
منصور الريكان ( 2015 / 10 / 9 - 18:49 )
تشكر مرورك باضافة نكهتك الرائعة استاذنا العزيز رائد الحواري لك مني كل المحبة

اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت