الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انزياحات داخل المعارضة السورية

محمد سيد رصاص

2005 / 10 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في محطات ( فك الإشتباك) في الجولان عام1974,والدخول السوري إلى لبنان/1976/ ,وحرب اجتياح1982, وانشقاق منظمة التحرير/1983/, وفي أزمة الكويت/1990-1991/,ومؤتمر مدريد/1991/- استطاعت المعارضة السورية الديموقراطية,بشقيها القومي والماركسي,أن تضع السلطة على يمينها في القضايا التي أثارتها تلك المحطات المفصلية أوترافقت معها .
كان ذلك مرتبطاً بتوجهات ايديولوجية, وايضاً باصطفافات سياسية -وجدت نفسها فيها المعارضة السورية-كانت تتحدد دولياً بالوقوف مع السوفييت ضد واشنطن/حتى ولو ترافق ذلك مع خلافات فكرية-سياسيةمع موسكو شملت الشيوعيين المعارضين, أوتعارضات ايديولوجية-سياسية حيال السوفييت حملها الناصريون والبعثيون المعارضون/ وبالوقوف عربياً في جبهة يسارية كانت تجد نفسها في تعارض جبهي ضدالأنظمة الموالية لواشنطن التي كانت تسعى إلى التسوية مع اسرائيل ,وضد القوى السياسية العربية التي كانت اثناء الحرب الباردة في تحالف موضوعي مع واشنطن والأنظمةالموالية لها,كما جرىفي سودان النميري لما وجد حليفه الترابي نفسه في صف واحد مع الاميركان المتحالفين مع النظام السوداني ضد اثيوبيا الموالية للسوفييت,أوكما حصل للإسلاميين عبر تحالفهم الذي أقاموه مع واشنطن ضد السوفييت عقب غزو موسكو لأفغانستان في الشهرالأخيرمن عام1979.
تغير ذلك كله في مرحلة (مابعد سقوط بغداد) : لم تظهر مفاعلات هذا التغير إلافي السنتين الماضيتين , والذي كان ناتجاً عن انزياحات ايديولوجية عند الكثيرمن الماركسيين السوريين باتجاه الليبرالية وجدت لها ترجمات سياسيةعديدة, إلاأن ذلك كان يمكن تلمسه قبل سنوات عديدة عند بعض هؤلاء ممن يملكون اسشرافاً سياسياً أوقدرة على فهم ان التحول الفكري-السياسي هو في رزمة مواقف وليس مفرداً أومحدداً في قضايا د ون اخرى , مثل الأستاذ رياض الترك الذي أطلق مواقف جديدة تجاه(التسوية ) ومن قوى في المجتمع الإسرائيلي لما دعا إلى "مواقف ايجابية من القوى > الإسرائيلية> المعا دية للصهيونية والعنصرية " ,ووصل إلى اجتهاد (انبنى على مسلمة , يبدو أنها كانت عنده يومها , بأن محادثات التسوية ستنجح ) بأنه " في ظروف التسوية المقبلة ستسود حالة من الهدوء النسبي من شأنها ان تضعف الطروحات العنصرية والصهيونية والاستيطانية... /وربما/ أخذ الصراع العربي الاسرئيلي أشكالاً جديدة تدخل في باب الصراع الحضاري " /جريدة "الحياة " ,17/1/2000/ , وهي مواقف تتعارض مع كل ماأخذه الحزب الشيوعي/المكتب السياسي/ من مواقف حيال الموضوع ,ومنها افتتاحية "نضال الشعب"/العدد199,أوائل كانون أول1977/ ,والتي وردت فيها هذه العبارة تعليقاً على زيارة السادات للقدس :"ففي الظروف الراهنة وفي ظل ميزان القوى الراهن /هل أصبح أفضل في القرن الجديد؟/ لاتوجد تسوية عادلة وأخرى غير عادلة... هناك فقط تسوية واحدة وحيدة يفرضها ميزان القوى المائل لصالح اسرائيل والإمبريالية الاميركية", فيما نجد في /بيان الألف/,وهو الوثيقة التأسيسية للجان المجتمع المدني الصادرة في الشهر الأول من عام2001, تركيزاًحصرياًعلى الأوضاع السورية,فيما كان الوضع العربي في وضعية المسكوت عنه هو والموضوع الفلسطيني,وكأن سوريا جزيرة معزولة عما حولها.

في العقد ونصف الفاصل بين سقوطي موسكووبغداد,حصلت تخمرات كثيرة تحت السطح عند الكثير من الماركسيين السوريين, وجدت لها ترجمة واضحة بعد(9نيسان2003)في شق ايديولوجي(الليبرالية) وفي آخر سياسي(المراهنة على الخارج الأميركي,الذي أصبح حاضراً اقليمياً,لتغيير الأوضاع الداخلية),والحقيقة أن من يقارن مواقف هؤلاء الراهنة,حتى ولو كان بعضهم مختلفأً في السابق مع السوفييت,وطريقة تعاملهم مع المركز الدولي الجديد لليبرالية-لايمكنه الاأن يستعيد طريقة تعاملهم السابقة مع موسكو, والتي ظلٌ حتى مخالفيها الماركسيين بمعظمهم ينظرون إليها بمثل نظرة الكاثوليكي ,المحروم كنسياً, والذي يظل يقبل بتماهي الكاثوليكية والفاتيكان.

استطاع هؤلاء,في السنتين الماضيتين, أن يفرضوا جواً جديداً على المعارضة السورية عبر طروحاتهم المستجدة, بحكم هيمنتهم الثقافية عليها,فيما لايقاومهم سوى المحتفظين بماركسيتهم,بينما يأخذ القوميون المعارضون (= حزب الاتحاد الإشتراكي العربي الديموقراطي) موقفاً متفرجاً تجاه أطروحات الليبراليين الجدد السوريين,وإن كان مع احتفاظه بمواقفه القوميةوالوطنية ورفضه الإستقواء بالخارج: البدء بطرح طروحات تنادي ب"وطنية سورية جديدة "تسكت عن عروبة سوريا, مواقف جديدة حيال مواضيع(فلسطين ) و(التسوية),الإقتراب من الأحزاب الكردية/بعد تباعد, استمر عقود حكم الرئيس حافظ الأسد ,بين المعارضة السورية وتلك الأحزاب ,المسيُرة من الطالباني والبرزاني وأوجلان الذين كانوا متحالفين مع السلطة السورية/ والتحالف معها سياسياً وعدم مقاومة أطروحاتها إذا لم يكن الأمر أبعد من ذلك عندما أصبحت مقولات "الشعب الكردي في سوريا" و "المسألة الكردية في سوريا" ذات طابع "عادي" عند الكثير من المعارضين السوريين فيما لانجد أي ربط عند هؤلاء لأحداث القامشلي بسقوط بغداد والحقائق السياسية الموجودة في أربيل والسليمانية,بينما نجد مواقف هؤلاءالمعارضين السوريين ,من ليبراليين جدد وأكراد,تتقاطع وتتلاقى مع اصطفافات معينة (وضد أخرى) في بغداد وبيروت وغزة,وتلتقي مع جو دولي جديد ولاتقف ضده أوتجد نفسها في خندق آخر بمواجهة (القطب الواحد).

في جلسة (منتدى جمال الأتاسي) الأخيرة بأيار الماضي عندما ألقيت كلمات القوى السياسية السورية ,كان هناك غياب واضح ل(فلسطين) و(العروبة) و(هوية سوريا العربية) مقابل طغيان وظهوربارز للأطروحات الكردية (وأيضاً الآشورية), وكأن هناك عودة إلى أطروحات مؤسس الليبراليةالسورية الجديدة,النائب رياض سيف,حول كون سوريا "لوحة فسيفسائية",دون الأخذ بواقع أن العرب يشكلون تسعة أعشار السكان/لايشكل الفرس أكثر من66%من سكان ايران/,ولم يكن تعليق أحد الأصدقاء,بعد حضوره لجلسة المنتدى آنذاك ,من أن "العروبة يتيمة في عاصمة الأمويين" ببعيد عن تكثيف جو تلك الجلسة لذلك المنتدى الذي يحمل اسم أحد أعلام الفكر القومي العربي الحديث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس


.. لحظة ضرب مستشفى للأطفال بصاروخ في وضح النهار بأوكرانيا




.. شيرين عبدالوهاب في أزمة جديدة وصور زفاف ناصيف زيتون ودانييلا