الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهاد و الجهادية السياسية

حميد المصباحي

2015 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


هي فكرة تم تمديد فعلها جغرافيا و حتى زمنيا,بحيث أن الدفاع عن النفس كان شريطة أن يكون المسلمون أخرجوا من ديارهم,بصريح النص القرآني,,فكان الرد جماعيا,ليعتبر جهادا,أي انتصارا للدين,و دفاعا عن الذات في الوقت نفسه,و قد كان ذلك ضد المشركين الذين تقاسم معهم المسلمون و الأرض و التاريخ,و بينهم وشائج الدم و أخوة الجلدة,و بعد أن استتب الأمر للمسلمين بدأت الغزوات توجه لخارج الحدود القبلية,وفق منطق,أن القبيلة لا تعرف حدودا,بل إنها تستقر حيث طاب لها المقام,و إن استطابته,اعتبرته حوزا لها,, لم يكن بإنكان المسلمين التخلي عن هذه العادات,القائمة على الغلبة,و حتى السلب و النهب,كما هو حال كل الأمم التي عايشوها أو سمعوا عنها,ممن تعلم الكتابة من أهل الكتاب,فكيف صارت الغزوات و الحملات مقدسة,لتسمى جهادا؟و كيف يغدو ركنا من أركان الإسلام,أكثر أهمية من العلم و التعلم و مقاومة الدونية و التخلف؟؟
1-فكرة الجهاد
بدأت مضمرة,فهي تحتمل مجاهدة النفس و التصدي لأهوائها,بعد القبول بما تمليه,و النفس أمارة باالسوء,و لذلك,كانت المجاهدة صراعا مريرا ضد كل إغواءات الجسد,حتى يتحرر الإنسان مما هو حيواني فيه,و تلك رسالة,حملها الزاهدون في متاعات الدنيا,و منهم صحابة,اقتدى الناس بهم,لدرجة أنهم سمو بالمتصوفة,إن كان الزهد,كما اتفق,بداية للتصوف بصيغته الفلسفية و التعبدية,.
2_الجهاد المعرفي
و هي صيغة أخرى للمجاهدة,أي مقاومة الجهل,بما يفرضه ذلك من تضحيات البحث عن العلم و المعرفة بقطع المسافات البعيدة,و التي قد تنتهي بالموت و الهلاك,ليصير الهالك شهيدا عند الله,لأنه ضحى بحثا عن العلم,سواء كان هذا العلم دينيا أو دنيويا,بحكم استفادة الناس منه,صحة و زراعة و صناعة.
3_الجهاد السياسي
و هو فتح باب الغزو المقدس,بحجة نشر الدعوة,و ما يحققه المجاهدون من منافع و مكاسب,يغتنون بها و تغتني الأمة معهم بخيرات الأمم,التي ترفض أداء الجزية ,أي القبول بالخضوع لإرادة الدولة التي تمكنت من التحول لإمبراطورية,ينبغي الخضوع لها و القبول بها كقوة دولية,كما يحدث في أيامنا هاته,و لم يكن بإمكان المسلمين,التوقف,لأن ذلك إن حدث حتما سوف يعرضهم لهجومات الخصوم من الحضارات و الأمم الأخرى,فالدولة لا يمكنها في تلك العصور,إلا الإمتداد نحو المجالات الحيوية,التي تضمن بها سيطرتها واستمرارها الإمبراطوري,في جو مشحون بالصراعات على النفوذ,بدوافع شتى,دينية أو حضارية أو حتى عرقية.
4_الجهاد الحزبي
لم يعد بإمكان الحركات الإسلامية واقعيا,تزعم السلطة التي طالما هيمنت بها على المجتمعات العربية و الإسلامية,إعلان الجهاد السياسي,لأن الحدود الوطنية صارت محمية بقوانين,دولية و ظهرت هيئات تحرص على حرص القوانين الدولية رغم ما فيها من حيف,فأوجدت حركات الإسلام صيغة جديدة تبرر بها ممارستها السياسية,بهدف تخليق المجتمعات العربية و الإسلامية و إعادتها لنقاء دينها,كل هذا من أجل إيجاد المبررات لخوض الصراعات السياسية من أجل السيطرة و تحقيق المصالح المتفق حولها بين جماعات أو لنقل طبقات,توحدها التجارة والفلاحة,لكنها امتدت دينيا لفئات أخرى.
خلاصات
إن أقدس جهاد في عصرنا,هو مقاومة التخلف الذي تعيشه المجتمعات العربية و الإسلامية,فلا يمكن القبول بهذه الدونية,فأي نموذج تريد الحضارة الإسلامية تقديمه للعالم,لذلك على المفتين أن ينتبهوا لحالهم,و تخلفهم,و بدل التحريض على التخريب و الجهاد الذي صار ارتزاقا في نظر الكثير من الأمم التي ترفض تحويل بلدانها لمعتركات صراعية بين الأديان,التي عليها أن تتحاور بمفكريها لا أن تتقاتل بمسلحيها.
حميد المصباحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وقعت جرائم تطهير عرقي في السودان؟ | المسائية


.. اكلات صحية ولذيذة باللحمة مع الشيف عمر ????




.. عواصف وفيضانات في العالم العربي.. ظواهر عرضية؟


.. السنغال: 11 مصابا في حادث خروج طائرة من طراز بوينغ عن المدرج




.. الجامعات الإسبانية تعرب عن استعدادها لتعليق تعاونها مع إسرائ