الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيحيو لبنان و كرسى الرئاسة

هانى مراد

2015 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



مسيحيو لبنان و كرسى الرئاسة
مقدمة

رغم أن القصة التي ستقرأها الان هي قصة خيالية و لا تمت للواقع بصلة إلا ان أبعد الأشياء يمكنها أن تصير واقعاً حقيقياً إذا ما توفرت الشجاعة الكافية لدي الرجال.
إذا ما أراد شعباً يوماً الحياة فلابد أن يستجيب القدر.
يقولون إن السياسة هي فن الممكن و لكن المسيح قال:" إن غير المستطاع لدي الناس مستطاع لدي الله"
تستلهم القصة أحد أهم المبادئ المسيحية لإيجاد حلاً حقيقياً لأزمة الرئاسة اللبنانية.


قصة لم تحدث



ذهب البطريرك الماروني اللبناني بشارة الراعي الي سريره للنوم و هناك بدأت أحداث القصة في المنام التالي الذي رأه...
سكرتير البطريرك: وفد القوات اللبنانية ينتظر بالخارج و يطلب الدخول لمقابلة غبطتكم.
يشير اليه البطريرك داعياً إياهم للدخول
يدخل جورج عدوان و أنطوان زهرا و بعد ان يُقبلا البطريرك و يشُدان بقوة علي يديه و يحتضنانه يدعوهم البطريرك للجلوس .
يُشير إليهم البطريرك بكِلتا يديه داعياً إياهم للحديث..
يٓ-;-َهُم أنطوان بالكلام قبل أن يستوقفه جورج مُبتسماً للبطريرك..
يتراجع أنطوان تاركاً لجورج المجال الذي يبدأ حديثه مع البطريرك:"تعرفون غبطتكم و لا شك كم تكِن القوات اللبنانية و علي رأسها الحكيم الولاء للكنيسة و نحن نعتبر بكركي حصن الدفاع الاول عن المسيحيين و عن سائر لبنان و جميعنا نلتف حول بكركي و حول شخصكم الكريم واثقين في حكمتكم في قيادة الموقف الراهن و تقريب وجهات النظر خاصة داخل المعسكر المسيحي.
يبتسِم البطريرك بشارة الراعي و يقول:" ان مجلس المطارنة يصلي ليل نهار و منذ سنوات لوحدة الصف المسيحي لان إيماننا بانه عندما يسترجع المسيحيون دورهم التاريخي في لبنان ستسترجع لبنان قوتها و عنفوانها.
جورج عدوان:"نحن نريد ان ننقل رغبة الحكيم عقد لقاء قمة بينه و بين الجنرال بحضوركم و تحت رعايتكم و عنوان هذه القمة هو وحدة المسيحيين في لبنان وصولاً لاستحقاق الرئاسة الأولي للحفاظ علي الوجود المسيحي في لبنان.
البطريرك الراعي : " لقد تلقيت منذ قليل اتصالا من ابراهيم كنعان ينقل إليّ نفس الرغبة لدي الجنرال و لكنهم من جانبهم يقترحون لقاءاً تمهيدياً للاتفاق علي كافة التفاصيل قبل اجتماع الحكيم بالجنرال.
يهز كل من جورج عدوان و أنطوان زهرا رأسيهما علامة الموافقة و قد بدا عليهما علامات الارتياح .
في مساء نفس ذلك اليوم يصل الزعيمان الكبيران الي مقر إقامة البطريرك في تكتم شديد و ينفردان بسيد بكركي.
ينتظرهما في قاعة خارجية عدد من المطارنة مع وفدي القوات و التيار العوني اللذان انتهيا لتويهما من صياغة كافة بنود الاتفاق.
داخل الغرفة المغلقة حيث الاجتماع الثلاثي يسود الصمت الرهيب ..
يحدق البطريرك في وجهي سمير جعجع و ميشيل عون ثم يرفع عينيه الي اعلي و هو يقول:"بأيديكما اليوم ان تعيدا للمسيحيين قوتهم و استقلال قرارهم و اذا ما حدث ذلك ستستعيد لبنان سيادتها و استقلالها و سيذكر لكما التاريخ أنكما انقذتما لبنان.
جعجع : " ما المطلوب مني تحديداً سيدي البطريرك؟"
البطريرك:" المطلوب هو الوحدة...
فلو أنكما توحدتم و صار هناك صوت مسيحي واحد لأصبح لدينا رئيس جديد للبنان قبل مساء الغد.
جعجع : " و من هو الرئيس المرشح في هذه الحالة ؟"
البطريرك و قد بدت عليه علامات الدهشة : " كنت اعتقد اننا قد انتهينا من هذا الموضوع يا حكيم..
فليس المهم من سيجلب علي الكرسي و لكن الأهم هو إنقاذ الكرسي نفسه اي موقع الرئاسة الأولي بما له من رمزية خاصة لدي اللبنانيين عموماً و لدي المسيحيين خصوصاً.
عون : " عذراً غبطة البطريرك.. قد جئت فقط بعدما فهمت انه قد تم التفاهم علي هذه النقطة بالتحديد.
البطريرك يحول نظره الي جعجع و يثبت نظره عليه بتحدٍ و هو يقول :"لا اعتقد بوجود مشكلة يا جنرال فأنا علي ثقة بان الحكيم ملتزم بوعده."
يهز جعجع رأسه بالموافقة فتنفرج أسارير كل من عون و البطريرك
البطريرك : " هل يمكننا الخروج الان إذن لإعلان ما قد توصلنا اليه ؟"
جعجع:" ولكن هذا ليس كل الاتفاق علي ما اعتقد ..!!
البطريرك :"ماذا تقصد؟"
جعجع موجهاً كلامه الي عون :" نعم قد وافقنا علي ترك الرئاسة هذه المرة للجنرال علي ان اتولي انا الرئاسة في الولاية التالية و كذلك اتفقنا علي ان تتولي كتلة القوات اللبنانية في مجلس النواب قيادة الائتلاف و الاتحاد بين التيار العوني و القوات اللبنانية اثناء فترة تولي الجنرال عون مهام الرئاسة أليس كذلك ؟"
يهز عون رأسه بالموافقة :"نعم.نعم
لقد اتفقنا بالفعل علي كل هذه الأمور و لا يوجد عندي اي اعتراض علي كل ما تفضل به السيد سمير .
سمير جعجع :" ربما يُعرض هذا الاتفاق حياتي للخطر من جانب أطراف عديدة..."
عون :" انا لست افضل منك حالاً ، و لكننا كما قال البطريرك نعمل علي أن نسترجع سوياً إستقلال القرار المسيحي فلا يعود مرهوناً بأية حسابات في الداخل أو الخارج..
و تعود لبنان أولا و تعود للبنانيين
و هذا لن يحدث طالما المسيحيون في لبنان فاقدون إستقلالهم.
يهز البطريرك بشارة رأسه علامة الموافقة :"بالتأكيد ..
نحن اليوم نضحي و نموت عن ذواتنا كي يحيا لبنان و كي يقوم الوطن من بين الأموات .
ربما يموت أحدنا أو نموت نحن الثلاثة ..لايهم..لأننا نكون قد فعلنا الصواب و أنقذنا وطننا و الأجيال القادمة.
إن ما نقوم به من تضحيات اليوم هو تتويج لكل تضحيات الشهداء من قبلنا للحفاظ علي وجود لبنان.
يخرج الثلاثة ليعلنوا ولادة الاتفاق..
تنطلق الصواريخ المضيئة في ليل سماء بيروت و يسمع دوي طلقات الرصاص فرحاً و ابتهاجاً في جميع المناطق المسيحية و كذلك تدق أجراس الكنائس في كل مكان في لبنان.
و يتصدر هذا العنوان جريدة النهار صباح اليوم التالي:
" المسيحيون يستعيدون زمام القيادة و لبنان يولد من جديد"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألاجمل
الدرة العمرية ( 2015 / 10 / 9 - 15:22 )

ما اجمل الانسان ان يحلم والاجمل من الحلم هو تحقيق الحلم والاجمل من تحقيق الحلم هو ان يعمل سياسيوا لبنان من اجل لبنان لا من اجل كراسيهم ولا من اجل طوائفهم بل من اجل الوطن الصيغة الفريدة في العالم.

اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل