الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل متبادلة بين التحالف الرباعي و التحالف الدولي

ضياء رحيم محسن

2015 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بعد غزو الإتحاد السوفيتي لإفغانستان في ثمانينات القرن الماضي، وخروجه منكرا منها، تصور كثير من المحللين السياسيين والعسكريين بأن الإتحاد السوفيتي، سيصاب بمثل ما أصيبت به الولايات المتحدة بعد خروجها منكسرة في فيتنام، واقع الحال يشير الى مثل هذا التحليل، خاصة إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار بأن الرئيس الروسي ميخائيل غورباتشوف، اخذ شيئا فشيئا التنازل عن جمهوريات الإتحاد السوفيتي؛ ما عجل في تفكك الإتحاد بسرعة كبيرة.
الإختلاف بين النموذجين كبير، ذلك لأن العقلية الأمريكية مع الدهاء الذي إكتسبته من العقلية الإنكليزية، لكنها مع ذلك لا تلتفت الى الوقائع التاريخية، وتتخذ منها خط شروع للتفكير فيما يمكن أن يحصل في قادم الأيام، على العكس من العقلية الروسية، التي تستفيد من هذه الوقائع كثيرا.
مناسبة الكلام هذا هو التلميح الخليجي بأنها سوف تساعد المعارضة السورية (المعتدلة) بأسلحة مضادة للطائرات، لمواجهة الطائرات الروسية التي تقصف مواقع هذه القوات، التي تشكل مع تنظيم داعش أكبر خطر على نظام بشار الأسد، بالإضافة الى دعوة أطلقها شيوخ سعوديين للجهاد ضد القوات الروسية المتواجدة في سوريا، الأمر الذي أظهر المشيخات الخليجية بأنها داعم لهذه المنظمات الإرهابية، والتي تتخذ من الدين غطاءا لها، لتمرير الأجندات الغربية في محاولة للسيطرة على منابع البترول، وطرق الإمدادات للعالم ككل بدون إستثناء.
كما قلنا أن روسيا لا تعاني من عقدة خروجها من أفغانستان، كما هو حال الولايات المتحدة، بل على العكس من ذلك؛ نراها اليوم تقف وبقوة مع نظام بشار، بوصفه الممثل الشرعي الوحيد لهذه الدولة، كما أنها لم تكتف بذلك، بل إنها أخذت توجه رسائل تحذيرية لدول الخليج العربي وتركيا، ذلك لأن الأخيرة أخذت تمارس دور الممر البري لتمويل التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح والرجال ومن جنسيات مختلفة، وما إختراق الطائرات الروسية للمجال الجوي التركي، إلا بالونة إختبار ورسالة تحذيرية للقادة الأتراك، بأن يفكروا مرتين قبل الدخول في المستنقع السوري الذي سيكون القشة التي تصم النظام التركي ويجعله ينهار ويتفكك.
كل ما تقدم يشير الى عودة قوية لروسيا الى منطقة الشرق الأوسط، التي أصابها الخدر، خاصة فيما يتعلق بأهم مشكلة عالقة منذ أربعينيات القرن الماضي، ونقصد بها المشكلة الفلسطينية، التي لا حل لها يلوح في الأفق لغاية اللحظة، لكن بعد الضربات الروسية، قد نرى تحركا قويا لحلحلة الأمور باتجاه حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) ضمن حدود عام1967، العودة الروسية القوية لمنطقة الشرق الأوسط، تلجم الأصوات النشاز التي تصدر من بعض دول الخليج العربية.
الشيء اللافت للنظر هو تصريحات لمسؤولين غربيين، بضرورة تنسيق جهود التحالف الرباعي والدولي، لمحاربة التنظيمات الإرهابية؛ مع إختلاف في وجهات النظر حول تفسير معنى الإرهاب من وجهتي نظر مختلفتين، لكن هذا لا يمنع من القول بأن الولايات المتحدة ومن خلفها التحالف الذي أنشأته لمحاربة الإرهاب، تخشى من إفتضاح أمر هذا التحالف في التواطؤ معه ليكون كالعصا في يد الولايات المتحدة، لتهديد من يختلف مع توجهاتها وسياساتها في الشرق الأوسط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ”أنت رهن الاعتقال“.. توقيف صحفية أثناء توثيقها لعنف الشرطة م


.. أضرار جسيمة إثر إعصار قوي ضرب ولاية ميشيغان الأمريكية




.. نافذة إنسانية.. تداعيات توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح


.. مراسل الجزيرة: قوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال تقتحم مخيم ش




.. شاحنة تسير عكس الاتجاه في سلطنة عُمان فتصدم 11 مركبة وتقتل 3