الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لايُمكِن أن يستمر الوضع هكذا

امين يونس

2015 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


اللقطة الأولى :
عصر يوم الإثنَين 5/10/2015
أثناءَ تبادُلٍ القصف بمدافع الهاون ، بين البيشمركة وقوات ما يُسمى دولة الخلافة الإسلامية داعِش ، قبل أيامٍ قليلة ، على مشارِف مدينة الموصل .. جُرح البيشمركة ( إسماعيل ) ، جرحاً بليغاً في كتفهِ الأيسَر .. واُخلِيَ فوراً الى المواقع الخلفية ومن ثم الى المُستشفى . في خِضم حملهِ مِنْ قِبَل رفاقِهِ وإيصالهِ إلى السيارة التي نقلَتْهُ .. سقطَ هاتفهُ النَقال ، كما يبدو ، من جيبهِ ، وعثرَ عليهِ صديقهُ ورفيقهُ في نفس الربية ( أحمد ) ، ولكن بعد مُغادرة السيارة .
بعد نصف ساعةٍ من الحادِث .. رَنَ الهاتِف .. وجرتْ المُحادثة التالية :
* آلو
- آلو .. " بلهجةٍ مُعاتِبة " : مرحبا كاك إسماعيل .. أنتَ مطلوب إيجار شهرَين ، وهذا هو الشهر الثالث .. و
* عفوا .. مَنْ أنتَ ؟
- أليسَ هذا تلفون إسماعيل ؟
* بلى .. وأنا صديقهُ أحمَد .
- وأين إسماعيل ؟
* ماذا تُريد منهُ ؟
- أنا صاحب الدار التي يُقيم فيها .. وهو مطلوب لي وأنا بحاجة إلى الإيجار ، وإذا لم يدفع ، فسأضطرُ إلى إخراج عائلتهِ من الدار ! .. نادي عليهِ رجاءاً .. لأكلِمهُ .
* اُنادي مَنْ ؟ لقد جُرِح قبلَ قليل ، ونُقِلَ إلى المستشفى ، وسقط منهُ تلفونهُ .
- أنا آسف لسماع ذلك .. أرجو له الشفاء العاجل . مع السلامة
......................................
اللقطة الثانية :
عصر يوم الإثنَين 5/10/2015
في أحد أزِقة سوقٍ ما في أربيل ، حيث تُباع أرقام الهواتف النقالة وأرقام لوحات السيارات .. في تقليدٍ أحمق وساذج ، لما يجري في بعض المُدن الخليجية .. وصل شابان متأنقان ، الى المحل .. وجرت المحادثة أدناه ، بين الشابَين وصاحب المحل :
* الشاب الأول : مرحباً .. هل رقم الموبايل الذي أوصيتُ عليهِ جاهِز ؟
- نعم ، حصلتُ عليهِ بعد جُهدٍ جهيد .. ولكن صاحبهُ لا يرضى بأقل من 21 ألف دولار . ناولهُ البطاقة والكارت . وبعد أن تفحص الشاب الأرقام ، وتأكدَ بأنها مُطابِقة تماماً لنفس يوم ميلاده ، إنفرجتْ أساريرهُ .. وأخرجَ من جيبهِ " دفترَين " أي عشرين ألف دولار وأضافَ إليها ألف دولارٍ أخرى من جيبه الآخر ! .
* الشاب الثاني : ورقم لوحة السيارة المتكون من رقمين متشابهَين فقط ؟
- أنهُ موجود .. ولكن هنالك مُشكلة . كنتُ قد أخبرتُك ، بأن السعر خمسين ألف دولار .. في حين ان صاحبه يصرُ على ثلاثة وخمسين ألف .. علماً أنهُ هنالك مُشتَرٍ جاهِز بهذا السعر ، إذا لم تردهُ أنتَ ! .
* الشاب الثاني ، بتأفُف : أمري إلى الله .. هاتَ المُعامَلة . ثم فتح حقيبته ودفع المبلغ على داير مليم . وغادرَ مع صديقه الشاب الأول .
...................................
لقطتان .. في نفس الساعة ونفس اليوم ، في مكانَين مُختلفَين ، لاُناسٍ من نفس المُجتمع :
* بيشمركة جريح .. لم يستلم الراتب منذ ثلاثة أشهُر " علماُ أن راتبه الشهري لايتجاوز 800 ألف دينار أي حوالي 650 دولار ".. لايملك مالاً لدفع إيجار المنزل الصغير الذي يقيم فيهِ .
* شابٌ يشتري رقم هاتفٍ نّقال ، مُطابِق ليوم ميلاده ، ب 21 ألف دولار . وشابٌ آخَر يشتري لوحة سيارةٍ برقمَين مُتشابهَين ب 53 ألف دولار [ أي ما يُعادِل أكثر من 81 راتب شهري للبيشمركة إسماعيل ] .
..................................
لا يُمكِن أن يستمر الوضع هكذا .. في ظل هذا التفاوت الطبقي المُشين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بحق .. أنت أجود كاتب إنساني في هذا الموقع
الحكيم البابلي ( 2015 / 10 / 9 - 23:53 )
عزيزي وصديقي الأخ الفاضل كاكة أمين يونس الورد .. تحية
لستُ من المُجاملين، ولم أُعرَف بتملقي لأحد، فهي ليست من شِيَمي، لكني أقول وبملآ فمي بأنك أجود كاتب إنساني في هذا الموقع، فالكاتب الحق هو ضمير الأمة وبوصلتها ومن يتكلم بإسمها ويُعاني معها وينزف لنزيفها
قد لا تعلم أبداً مقدار محبتي وإحترامي وتقديري لشخصك الكريم ولضميرك ومعقوليتك وصراحتك وجرأتك ومصداقيتك وإصرارك دائماً على نقل الصورة كما هي بالأسود والأبيض وبلا تزاويق ورتوش وألوان ومجاملات وغش ومصلحة شخصية على المدى القريب أو البعيد

الحق تُثار كرامتي وينزف ضميري ويتعرق خجلي وأشعر بالذنب كلما قرأتُ لك رسماً بالكلمات كما هي عادتك دائماً في كل مقال تقريباً، ومهما كان أسلوبي فسأعجز عن أن أفيك حقك من التقدير والأمتنان والشكر لما تنقله له كاميرا فكرك من مشاهد حية شارك في إخراجها كل هؤلاء المسوخ الذين تعكز عليهم وطننا الجريح المسكين

مباركٌ أنت في هذه الدنيا، ودع الآخرة لمن يُصدقها ولا يعمل من أجل تحصيلها
أُكرر قولي بأنك أجود وأعظم كاتب نشر في موقع الحوار المتمدن، ولن أتخلى عن رأيي هذا أبداً
إستمر عزيزي … باركتك كل آلهة الرافدين
طلعت ميشو


2 - إلى صديقي طلعت الحكيم
امين يونس ( 2015 / 10 / 10 - 08:58 )
أعترفُ لك ، بأنني لستُ قوياً كِفايةً ، كي أستمر في الكتابة وسط هذه الأجواء المشحونة / لولا دعمك وتشجيعك
كما أدرك جيداً ، بأنني لستُ كاتباً مُحترِفاً ولا خريج أكاديمية صحفية أو لغوية / لكنني أحاول الكتابة بقدرٍ من الصدق لاأكثر
كُل الود سيدي


3 - قرَّت عين
حسن الكوردي ( 2015 / 10 / 10 - 09:47 )
أهديك تحياتي أستاذ أمين . أتمنى العمر المديد والمديد جداً للرئيس جلال الطالباني ولآكن على حاله هذا وأسوأ قليلاً اللهمَّ لا شماته . قرَّت عين الرئيس مسعود البارزاني وهيرو طالباني أم الشبلين بافل وقباد على هذه الفاجعة وهذا ألإستهتار من المقربيين لهم . لو يسمع الرئيس البارزاني والمحروس نيجيرفان والسيدة هيرو خبر وضع اسماعيل لن يناموا عدة ليالي أوف أوف كم أنا غبي ومتى يهمهم أرواح الناس هم في وادي والشعب أين .!؟ . هنا أسأل خلال أكثر من سنة وداعش يصول ويجول في المنطقة و قتل خيرة الشباب من أبناء الكورد الوطنيين ؟ هل خدش بارزاني أو قريب من الطالباني وهل رفت لهم جفن ؟؟؟. وشكرا لك


4 - ياكتاب الحوار تعالوا الى عمل مفيد
كنعان شـــماس ( 2015 / 10 / 10 - 11:39 )
اكرر الدعوة . يكتب في الحوار المتمدن الكثر من 28 الف كاتب والمعلقين والقراء بالملايين ... لو تبرع كل واحد شهريا بمبلغ 5 دولار للعاملين في الحوار المتمدن لتحول في مدة قصيرة الى موسسة ربما اقوى تاثيرا في الفكر والسياسة من البي بي سي وما يماثلها ووقتها سيكون بامكان موسسة الحوار دعم مثل هذا الشــــموع ... امين يونس وغيره كثيرين ليحرقـــوا هذا البطر والترف ويراقبوا هذه الانحرافات الخطيرة بعيــــون الصقور . من لايستطيع الاستغناء عن 5 دولار شهريا لايحق له شرف الكتابة او القراءة او التعليق في الحوار المتمدن . احــي كلمات الحكيم البابلي التي لانفـــاق فيها بحق قمـــــر الحوار المتمدن المعلم الامين امين يونس والى المزيد ايها الامــــــــــــــــــــين


5 - ولا يهمك يا كنعان
ملقوف بقوة ( 2015 / 10 / 10 - 12:46 )
120 دولار في السنة مني دفعة وحدة مطلع كل عام
وغير بين كم شهر وشهر اللي يتوفر
مو دلل أنت

اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع الإنسانية من داخل مستشفى كمال عدو


.. عاجل | مصدر لبناني للجزيرة: حزب الله فقد الاتصال بهاشم صفي ا




.. ما أغلى 5 صفقات لحراس المرمى بالعالم؟


.. مصدر أمني لبناني يكشف للجزيرة أن حزب الله فقد الاتصال برئيس




.. إسرائيل تواصل محاولة اكتشاف مواقع حزب الله في الجنوب اللبنان