الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يجب أن يشارك كل مصري في الإنتخابات ؟

السيد مكاوي زكي

2015 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كنت تفكر بأنك لن تجد عملاً بعد التخرج ؟ إذا كنت غير راضي عن الخدمات التي تتلقاها كطالب في الجامعة أو كمريض في المستشفيات الحكومية ؟ إذا كنت ممن يحزنون لإستشهاد جنود وضباط مصر علي يد الإرهاب و لا تدري ماذا تفعل لدعم بلدك في معركتها ضد الإرهاب ؟ إذا كنت واحداً من هؤلاء أو غيرهم ممن لا يرضي بأوضاع مصر لسبب أو لآخر فإن لدي الجميع منا الفرصة لتغيير كل ذلك نحو الأفضل ولدينا الفرصة لنساهم في الدفاع عن بلدنا ضد الإرهابيين و الدول التي تقف ورائهم وتريد تحويل مصر إلي بلد مدمر مثل أفغانستان أو سوريا أو ليبيا.
إن تصويت كل من له حق الإنتخاب من المصريين هو أقوي رسالة سياسية إلي العالم و إلي الدول التي تقف خلف الإرهاب والتي تريد من مصر أن تستسلم للإرهابيين. رسالة مفادها أن شعب مصر علي قلب رجل واحد وراء دولته وجيشه لدحر الإرهاب ولفرض إرادته علي أعدائه. لقد ألقي بعض جنودنا بأجسادهم أمام الدبابات الإسرائيلية في حرب اكتوبر ليدمروها و يوقفوا تقدمها و قام بعض طيارينا بعد أن نفذت صواريخهم ووقودهم بالإصطدام بالطائرات الإسرائيلية لتدميرها بدلاً من القفز من طائراتهم. لقد كانت هذه هي إرادة الإنتصار بأي ثمن من أجل إستعادة كرامة هذا الوطن و تحرير ترابه المحتل و الحفاظ عليه . هؤلاء الأبطال لم يكونوا بدعاً في مضمار الوطنية المصرية التي قهرت الهكسوس و الصليبيين و التتار و تحدت الإحتلال الفرنسي في ثورتين و أجبرت الإنجليز علي الجلاء تحت ضغط الفدائيين في منطقة السويس . تلك الوطنية المصرية التي تحدت أكبر قوتين استعماريتين عرفهما التاريخ الحديث ( فرنسا وبريطانيا) ومعهم إسرائيل في عدوانهم علي مصر عام1956 . و لم تستطع نكسة 1967 رغم فداحتها أن تكسر إرادة شعب مصر الذي عاد ليفرض إرادته علي أعدائه في حرب اكتوبر1973 و يخل بتوازنهم كما قال هنري كيسنجر .
إن مصر التي تهدد بقائها كدولة في السنوات القليلة الماضية هي أمانة في أعناقنا جميعاً شباباً ورجالاً ونساءً وعلينا جميعاً أن نقوم بواجبنا تجاهها وإذا كان بعضنا يحمل سلاحه و روحه في يديه علي الحدود و في سيناء والوادي والدلتا فإن أقل ما يقوم به أي فرد منا هو أن يشارك بصوته في الإنتخابات و يحث كل من حوله علي أهمية المشاركة في هذه الإنتخابات. إن الإنتخابات البرلمانية القادمة معركة هامة في الحرب السياسية التي تخوضها مصر بالتوازي مع حربها العسكرية والأمنية ضد الإرهاب وحلفائه في الداخل والخارج والإنتصار في هذه المعركة السياسية رهن بمشاركة كل من له حق التصويت .
لا يجب أن تحبطنا شائعات المغرضين من أعداء الوطن فهم يسعون إلي إحداث بلبلة في صفوف الرأي العام للتقليل من حجم الإنجازات التي حققتها الدولة حتي الآن والتي كان أعظمها هو الحفاظ علي كيان الدولة ذاتها حتي لا يكون مصيرنا مثل مصير الشعب السوري الذي شردته مؤمرات الخارج وخيانة بعض ممن انتموا إليه دماً و سقطوا في بئر خيانة وطنهم. لقد برهن الشعب المصري من خلال ثورتين أنه يعرف طريقه نحو المستقبل و لكننا كمواطنين بحاجة أن نتكاتف جميعاً عقلاً وقلباً لنحقق ما نحلم به لهذا الوطن . علي كل منا أن يحرس وطنه بصوته فلنختر أفضل المرشحين فإن لم يكن هناك مرشحاً يناسبنا فقد كان واجب علينا أن ندفع من نراه الأفضل لكي يترشح فإن فاتنا ذلك فلنختر الأقل سوءاً من بين المرشحين. إن قوتنا في المشاركة والتصويت بغض النظر عمن سنصوت له. و ليعلم المرشح الأفضل و الأقل سوءاً أن الشعب حاضر بأصواته و توقيعاته و سيحاسب الجميع وسيسقط أي نائب يخون أمانة تمثيله.
لقد عادت السلطة إلي الشعب فليمسك الشعب بالسلطة عبر التصويت في كل إنتخابات فعبر الإنتخابات يعين الشعب من يمثله و من يحكمه و يعزل منهما من يريد. فهل سنترك " السلطة" التي هي حق الشعب في يد مجموعات المصالح و الفاسدين أم سنمسك بها في أيدينا و نحافظ عليها. عندما يقوم كل من له حق التصويت فينا بأداء واجبه الوطني بالتصويت لمن يأتمنه علي مستقبل هذا الوطن و بالتأكيد علي أن الشعب حاضر عبر التصويت في تلك اللحظة فقط سيظل الشعب ممسك بالسلطة.
إننا الآن في مرحلة التحول الديمقراطي ولدينا الدستور الذي وضع أسس الديمقراطية و العدالة الإجتماعية لكن المنظومة الديمقراطية لن تأتي بالفائدة المرجوة إذا غاب الشعب عن المشاركة في كل إنتخابات بكامل قوته . ذلك أن غياب الشعب يسمح لمجموعات المصالح بإحتكار نظام الحكم و تحويله لخدمة مصالحهم بدلاً من خدمة مصالح الشعب. إن الدول الديمقراطية في العالم هي الأكثر غني ورفاهية وتقدم والدول التي تحكمها أنظمة مستبدة هي الأكثر فقراً وتخلفاً لأن الإستبداد لا يعرف المحاسبة ويؤدي إلي إزدهار الفساد بينما الديمقراطية تعتمد علي الشفافية التي يفرضها وجود معارضة دستورية وتداول سلمي للسلطة بما يقلل من وجود الفساد ويقود لتنمية دائمة تقضي علي الفقر والجهل والمرض والتطرف. نحن أمام فرصة تاريخية الآن وبمقدورنا أن ننقل مصر من مصاف الدول النامية إلي مصاف الدولة المتقدمة كما فعلت ماليزيا في عشر سنوات إذا قام كل واحد منا بواجبه الوطني و تخلينا عن التقليل من أهمية تأثير كل واحد فينا فيما يجري حولنا من تطورات ولنتذكر جميعاً مقولة سعد باشا زغلول " ان قوتنا ليست مستمدة من الخارج بل هي في نفوسنا فلتكن نفوسنا قوية نصل إلي غايتنا". إن الديمقراطية مثل أي نشاط بشري لا يمكن أن نجيده دون ممارسته و التعلم من أخطائنا. وإذا أردنا أن ننتظر حتي تصبح الظروف ملائمة فإن هذه اللحظة لن تأتي أبداً. لقد بدأت الهند ديمقراطيتها في عام 1947 ومشاكل الفقر والأمية بها كانت أشد تعقيداً مما هي في مصر الآن و رغم كل المشاكل والحروب أصبحت الهند اليوم أكبر ديمقراطية في العالم وحققت نجاحات اقتصادية وتكنولوجية هائلة. علينا أن نبدأ والبداية رهن بكل مواطن له حق الإنتخاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24