الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثمة أرض أخرى هناك لا تشبه الكرة التي دوّرها جاليلو

حسين سليمان- هيوستن

2005 / 10 / 25
الادب والفن


الشجرة التي نعمرها لبنة فوق لبنة هي سيارة لها قدما حصان!
لو أن الكلمات لها أرواح وتتكلم (كما يقول ابن عربي) لو أن الكلمات لها ما تقوله لصفعتني قائلة كفى أو قائلة على الصيغة المصرية: كفاية!
حيث أن المواقع الالكترونية المزدحمة هي المسئولة عن الذي يجري، فلولاها لكانت النصوص أكثر لياقة وأكثر رهافة. لكن مشكلتي هي أنني مترهل وقد أصابتني السمنة ولا أستطيع الحركة بين الأسطر، ولا القفز أو التخيل. والمواقع تقبلني وتمدني على بسطها.
قال رجل، يمر كل مرة من أمامي كما يمر شبح، قال: المدينة فارغة ليس فيها نأمة! أي أنه لا يستطيع أن ينام فيها، وفرغت من أهلها الذين يحبون النوم. نأمة تجيء كل مرة مصدرا لكلمة مترهلة فيها نعاس وأحلام يقظة تجر بعض الأحيان الكوابيس يفسرها سيجموند فرويد على شكل خاطئ، نأمة هي مصدر نوم... نام ينّوم!
قالت لي لقد رأيتك صباح اليوم في منام لم تره المدينة، رأيت يدك مع يدها وكنت تنادي اسمها في صحراء تشبه الصحراء الكبرى التي مثل فيها عمر الشريف فيلمه الأخير (هيلداجو) ثم جاء ال Sand pit مثل ثعبان...امواج وأمواج. حين تصبح اليابسة مياها ورمالا وكنتما تغوصان في مكان واحد وتودعان العالم من مكان واحد ولا ثمة نأمة، فالكل نيام.
فتسألني وهي تبتسم: ماذا تفسيره، فأنت شيطان تعرف تفسير الأحلام جيدا، هل يعني انك سترحل عن قريب؟
فأقول لها: تعرفي، أن الأرض هي بمثابة أم والعودة إليها واجب.
فتقول: أنت تعرف أيضا إن أحلامي تصدق، فقبل إعصار ريتا حلمت أن هيوستن ترقص أمام الهواء، والهواء له يد يريد أن يصفع المدينة لكنها كانت تفلت كل مرة وتتخلص! شوف لقد تحقق الحلم وانحرفت ريتا نحو الشرق!
ثم تجري وراء خطواتي تسأل: ماذا يعني؟ هل ستتركنا وترحل؟
والرمل والصحراء مثل ثعبان أقول ترابه يطوقك ويجذبك نحو الأسفل.
فأجيبها بنعم.
ثم تتبعني من مكان إلى مكان وهي تلعق أصابعها: ماذا يعني هل سترحل؟
ثم تلكزني في ظهري تسأل: ماذا هل سترحل، قل نعم...
فأقول لها: لقد قلت نعم. فتسأل مرة أخرى: ماذا هل سترحل؟
فأقف لا حول لي ولا قوة ذلك لأن المرأة إن تتبعت الرجل وشغلت النفس والكبد، إن شغلت الرئتين اللتين لا تنقطعان عن تدخين المارلبورو، إن تتبعت الرجل فسوف الأخير لا يجد مخرجا سوى أن يشد شعره ويمشي في الشوارع يمشي في الأسواق يمشي في المدينة الفارغة فأنا سأصبح مجنونا وأترك العقل الذي لا تملكين مثله، أترك العقل لك أيتها المرأة.
- نعم هذا يعني أنني سوف أرحل. هل ارتحت، وأصابك غرور الحياة وأصابتك الجنة التي أبانا في السماء بركاته فيها؟
فتبتسم وتسألني مرة أخرى إن كنت متأكدا. فأجيبها أنني متأكد فأحلامك مصيبة لا تخطئ وهي كما تعلمين مصيبة حقيقية علي، فسوف اجري في الشوارع مجنونا أحيد عن مفهوم المنطق العام وأتجنب العقل وكل ما تعارفت عليه. سوف أحرف مجنونا المسار كي يقال عني أنني راحل فلا أعيش هنا بل هناك، ليس في هذه المدينة بل في مدينة أخرى. ليس على هذه الأرض بل في أرض أخرى لا تعرف الدوران لأن رأسي راح يدور بدلا عنها.
هل هكذا أنت راضية؟
سوف أرحل إلى هناك ولن تسترجعني نداهة الهنود الحمر. انا بعد اليوم كما تعلمين...ماذا تعلمين؟ هل تقرأين ما كتبت؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض