الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يبدو أن السلطات السورية لا تريد أن تتعظ من تجارب التاريخ،

سلطان الرفاعي

2005 / 10 / 25
حقوق الانسان


وصلنا إلى السلمية قرابة الساعة الخامسة مساء، بعد حادث اصطدام على دوار تدمر القديم، قصدنا بيت الزهور وهو نادي للشطرنج وللألعاب الفردية، كانت جماعة عدل السلمية قد قامت بحجز إحدى قاعاته من اجل عقد الاجتماع الخامس للتجمع العلماني الديمقراطي الليبرالي (عدل). الأنوار مطفأة. والمكان فارغ. على الباب، قال لنا احد الشباب: الأمن كان يطوق المكان من الصباح الباكر، وفرق كل الحضور. اتصلنا بالدكتور احمد طالب الكردي، نستفسر منه عما حدث، فأخبرنا بأن الأمن فرق الحضور والذين تجاوز عددهم الثلاثمائة شخص، قدموا من حماة، واللاذقية، وبعض أرياف حمص. وهم الآن مجتمعون في منزل أبي صبر. ثم أردف قائلا: انتظروني أنا قادم لعندكم، حضر الدكتور احمد وأخذنا إلى منزل السيد علي صبر، مركبات الأمن تحوط الشارع، عناصر الأمن السياسي، الشرطة. على باب المنزل كانت هناك شبه مشادة بين رجال الأمن وبعض الشباب، دخلنا إلى المنزل، وفي ساحته الخارجية، كان هناك عدد كبير من ناشطي عدل، إضافة إلى ناشطي لجان الدفاع عن الحريات، وغيرها من التجمعات،



ما أن جلسنا حتى دخل ملازم أول برفقته عدد من العناصر. وقال ممنوع الاجتماع. فأجبناه هذا ليس اجتماع، فالاجتماع الكبير الذي كان مقررا في بيت الزهور قد قمعتموه، ونحن هنا في زيارة لصاحب المنزل. أصر معاون قائد المنطقة على طلب الأسماء، فتقدمت منه لأعطيه هويتي، وحدثت مشادة بيني وبينه، رفض على أثرها أخذ هويتي بعد أن تدخل الأستاذ المحامي أكثم نعيسة و قال له: إن تصرفك هذا غير قانوني.واقتحامك هذا غير قانوني، فبرر ذلك بأن صاحب المنزل سمح له بالدخول، وهذا ما لم يحدث أبدا، ثم وقعت مشادة عنيفة بين نبيل فياض والظابط، طلب فيها نبيل من الظابط الخروج من المنزل. خرج الظابط وأرسل خبرا انه يريد اعتقال صاحب المنزل فقط، طلبنا عندها من صاحب المنزل أن يجلس بيننا، وليأتي ويأخذه من داخل المنزل.





بعد ربع ساعة، يدخل مدير المنطقة، ومعه معاونه، ويجلس بيننا ويستمع إلى نقا شاتنا، ويخرج بعد نصف ساعة، لنبقى لوحدنا، رغم تأكدنا من احتمال وجود بعض العناصر الأمنية بين المجتمعين ، حيث كان العدد كبيرا جدا، ومن الصعب حصر جماعة عدل بين الجموع المتواجدة، استمر اجتماعنا حتى ساعة متأخرة، خرجنا من المنزل لنرى جميع قوات الأمن مجتمعة في انتظارنا،ا أقترب مني معاون مدير المنطقة وقال: دكتور أريد أن أوضح لك نقطة ، يبدو أنها فا تتك، نعم التراخيص الأمنية قد أُلغيت، ولكن هناك تراخيص من المخفر، يجب الحصول عليها من اجل ، عرس، أو خطبة، أو حتى إذا فكر أحد ما بحفل تخرج لأبنه، لا بد له من ترخيص من قبل الشرطة!!!!!!!!!!!! شكرته على توضيحه، ونسيت أن أسأله: إذا كانت الشرطة ما غيرها تتبع لدولة ثانية، غير الدولة التي ألغت التراخيص الأمنية؟



في طريق عودتنا إلى الشام رافقتنا القوات الأمنية بسياراتها و(ميتوراتها) حتى مشارف المدينة.





يبدو أن السلطات السورية لا تريد أن تتعظ من تجارب التاريخ، والتي برهنت على أن كل اعتداء وقمع للفكر لم يؤد في النتيجة إلى الغاية المقصودة. ويجب لذلك أن يعتبر تدبيرا خاطئاً.

فقمع الفكر، ومنع الاجتماعات، والتضييق على الحريات، إنما يزيد ٍٍٍٍٍ من تمسك المعارضين بآرائهم واندفاعا أكبر في الدعوة إليها. وعدا ذلك فانه من المستحيل في العصر الحاضر، عصر الانترنت والفضائيات، الحيلولة دون انتشار الأفكار وإطلاع الناس عليها عن طريق عدة طرق.



الفكر أيها الأمن، شمس لا يمكن أن تُطفأ، خالد لا يمكن أن يموت. تستطيعون أن تمنعوا اجتماعا، أو تصادروا جريدة، أو تسجنوا كاتبا. ولكنكم أبدا لن تظفروا أبدا إلا بإحراق الورق واضطهاد الأجساد. أما الفكر الحر، الأبدي، الأزلي، فيسطع دوما كالشمس، ينتشر من خلال قضبان سجونكم، يبرق من ظلام معتقلاتكم، وأبدا لن تستطيعوا وقفه وقمعه إلى الأبد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موفدة العربية ترصد تطورات التصعيد على الضاحية ومأساة النازحي


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - ‏الأمم المتحدة تدين العدوان الإسر




.. بتوقيت مصر يناقش رفض مصر للتصعيد في المنطقة أمام الأمم المتح


.. تفاقم معاناة النازحين في لبنان




.. عشرات النازحين يفترشون الأرض في الحدائق ببيروت بعد أن فروا م