الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا تخل بالموازنات الأمريكية

طاهر مسلم البكاء

2015 / 10 / 10
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بدى لنا وللعالم ان امريكا كانت تستخدم دولنا كساحة للنزهة والتدريب والأسترزاق وبيع السلاح ،بدى ذلك واضحا ً بعد الدخول الروسي في سوريا ، الأن يريدون ان يقولوا له توقف فضحتنا ولكنه عندما جاء غير عابئ بهم وبقوتهم الكارتونية ،التي جربوها على دول بسيطة ليست في عداد الدول الكبرى عسكريا ً، كافغانستان والعراق وليبيا ولولا الفيتو الروسي الصيني لأكملوا موضوعهم مع سوريا ،اليوم بوتين يقول لهم ان الصواريخ المجنحة الستة والعشرين ، التي اطلقت من بحر قزوين لم تكن تستهدف داعش والنصرة رغم انها وقعت على مرتزقتهم ،بل انها رسائل مجنحة الى اوردغان واوباما وحلف الأطلسي من ان روسيا قادمة وان زمن الأستهتار بالموازنة الدولية قد ولى وعليهم ان يفهموا الرسالة شاءوا أم أبوا وهذا هو منطق القوة في السياسة الدولية ،فليفهم العرب ذلك أيضا ً ويتركوا سياسة الذل والتبعية والخنوع .
العراق والصراع الدولي المحموم :
امريكا في العراق منذ العام 1991 م ،وهو العام الذي جيشت فيه امريكا أكبر قوة عسكرية في القرن العشرين (34 دولة ) لأمتلاك العراق ،ولكنها فشلت وعادت بخفي حنين واضطرت لفرض حصار غير مشرف لثلاث عشرة سنة ، يعد وصمة عار في جبينها ،ثم عودتها عام2003 لأسقاط حكومته وتدمير كل ماتبقى من البنى التحتية للبلاد ،ولم تحسن التصرف مع العراق بعده والى اليوم، فقد خرجت مرغمة عام 2011 بعد تكبدها خسائر كارثية بالأرواح والمعدات وبدى ان الحرب تؤثر بأقتصادها مباشرة ،ان سياسة اليانكي المبنية على استخدام القوة والدسائس والتلويح باثارة الفتن الطائفية والمذهبية وتقسيم البلاد وعرض العضلات بأستخدام تكنلوجيا السلاح الحديث ،هي سياسة لم تنفع لأمتلاك العراق رغم اتباعها لفترة زمنية طويلة ،منذ1991،وبخسائر كبيرة كانت يمكن ان تؤدي الى انهيار الأمبراطورية وتدهور اقتصادها لولا الكيس الخليجي الذي كان حاضرا ً على الدوام والذي تكفل بأغلب خسائر حرب الخليج الثانية ،ماعرفت بحرب تحرير الكويت ، واليوم ينظر العالم الى اشتراك امريكي هزيل ضد داعش ولكن عودة كبيرة امريكية الى الداخل العراقي ،فهناك طائرات امريكية تداعب داعش في الأجواء العراقية ولكن لاأحد يدفع لأمريكا بالمباشر كما كانت ايام الحروب السابقة ،وبالتالي فأن الرئيس الأمريكي بذاته يحسب ويعلن السعر اليومي لمقذوفات طائراته ويراها منهكة ومكلفة لأقتصاده رغم هزالتها ،وبالمقابل هناك جنود امريكان يدخلون الأرض العراقية بكثافة ،وصفقات تعقد ، و يبنون القواعد ويمسكون الأرض .
المنافسون للأمبراطورية في العراق :
يبدو ان الأهتمام الأمريكي في العراق متأتي مما يملكه من ثروات ضخمة من بترول غير مستغل وثروات أخرى قد لاتتوفر في بلد في العالم غير العراق الذي يعيش 19 % من سكانه تحت مستوى خط الفقر ، وقد يكون للموقع الجغرافي المهم دورا ً ،غير ان رغبة امريكا وحلفائها سواء الغرب او الصهاينة أو شيوخ النفط هي ابقاء العراق مريض يصارع الموت ،فلاهو ميت ولاهنالك من يمد له يد العون لأنقاذه والعودة به ثانية الى الحياة ،هي الصورة الغالبة اليوم ،فمن الحروب الكبرى وتدمير البنى التحتية الى الحصار القاسي الى الحروب والأرهاب ثم الأحتلال من المجاميع الأرهابية ثم الأحتلال ثانية من الأمريكان .
تنشط على الساحة العراقية العديد من الأتجاهات الدولية بسبب من الفوضى والتدخلات الخارجية وضعف الدولة ،ويظهر ان ليس امريكا لوحدها تريد العراق ، فالعديد من الدول تنصب شباك لها لصيد العراق ،فبريطانيا لاتزال تحس بأيام الفتوة عندما كانت بريطانيا العظمى وهي تحن لعودة بعض ايامها وتجرب حضها مع العراق حالها حال الكثيرين ،خصوصا وان هناك من يتهمها بأن لها اصابع في صناعة داعش لأغراض العودة المؤثرة الى الشرق الأوسط ،وروسيا التي تحن بدورها الى ايام العز عندما كان السوفيت يبسطون سيطرتهم على الدنيا وينافسون الأمريكان فيها ، وتركيا التي تطمح الى ان تعيد مجد الأمبراطورية العثمانية وهي تريده عن طريق تدخلها في العراق وسوريا ولهذا فهي تختلف في تقديم التسهيلات للدواعش حيث انها تقوم بذلك على المكشوف وفي وضح النهار ،وبالمثل تنشط الجارة التي خاضت حرب الثمان سنوات مع العراق ،وهي ايران ، في تثبيت ركائز قوية لها في الأرض العراقية بسبب العديد من متين الوشائج التي تربطها اليوم بالأطراف العراقية وقربها من الشعب العراقي، وهكذا تشعر امريكا بمنافسة حامية الوطيس على الأرض العراق ،ودول الكيس الخليجي ماضية بالدفع لتحقيق مايخطط له الأمريكان .
فرصة الغرب الحقيقية :
ان فرصة الغرب الذهبية والتي قد لاتعوض مطلقا ًلمنافسة الدب الروسي الذي يدخل بقوة ساحات كانت حكرا ً على أمريكا ،هو عملهم الفعلي للقضاء على منبع الارهاب، اذا ما قرّر ازاحة نظام القبيلة الحاكم في دول الخليج ليقضي بذلك على مصادر الارهاب ومنابعه وأسسه الأربعة، والتي هي السلطتين الدينية والدنيوية والمال والاعلام. الذي اسس بناءه ودكت صروحه بمساعدة أمريكية – غربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة