الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقدس في حياة الناس

حمزة الكرعاوي

2015 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لابد من البحث في تأريخ هذا المشكل ، ومعرفة الاسباب التأريخية لظهوره ، والاهداف التي لاجلها ظهر وتقدس ، وحل في اللغة .
الحديث عن المقدس في حياة الناس واللغة ، يختلف من باحث لاخر ، ومن بلد لاخر ، ومن لغة لاخرى ، وحسب الاطلاع والادراك ، ووصول الباحث أو الكاتب الى المعطيات التي يحتاجها ، ويرتبط بالتحليل الصحيح لهذا المشكل ، وأين وجد ، وفي أي جغرافيا من الكون ، وأي عقيدة كانت الاولى في تبني المقدس في اللغة ، لتحكم به حياة الناس .
لابد من كشف من إستخدم المقدس ، ومن تجرأ وكسر حاجز المقدس ، ومن نقله إلى حياة العرب والمسلمين ، في المنطقة العربية ، ورسخه في لغة العرب .
الحديث عن المقدس في اللغة العربية بوصفه ضاغط يحول دون كون اللغة العربية بمرونة تتلاءم وتطورات العصر ، وهناك مجلة حوار في الخمسينيات من القرن الماضي ، في بيروت ، وكتابها ( علي أحمد سعيد و يوسف الخال وأبو شقرا ) وغيرهم من اللذين روجوا في إطروحاتهم الجديدة للثقافة العربية بشكل عام ، والخطاب الشعري بشكل خاص ، سوقوا مسألة المقدس داخل اللغة العربية .
وإرتباط هذه الجماعة والمجلة بالجامعة الامريكية معروف ، وهناك إعترافات لبعضهم في مذكراتهم ، بأنهم روجوا للمقدس لغايات ليس الحديث عنها الان ، والحديث هنا لاعلاقة له بعقيدة معينة ولادين ما ، بل هو خطاب ثقافي .
العقيدة المسيحية في تطوراتها النهائية ، التي هي بداية تقويض الكنيسة ، في حدود القرن السادس عشر ، وزمن صكوك الغفران ، والثورة التي حدثت آنذاك كانت على يد مارتن لوثر ، أحد منجزاتها إنهاء مرحلة إحتكار النكيسة للانجيل ، ومعنى ذلك أن الانجيل كان مكتوبا باللغة اللاتينية التي لايفهموها الاوربيون ، وهي فقط لغة الكنيسة ، أو اللغة الكنسية ، وخصوصا هي لغة بعض رجالات الكنيسة ، فكان المقدس موجودا داخل اللغة اللاتينية ، إلى حد أن التصور الشعبي فهم أن اللغة اللاتينية وجدت لكي يسجن داخلها الكتاب المقدس ، أو يسجن تجليات الاله الواحد ، واصبح التصور عن اللغة اللاتينية تصورا سلبيا .
أحد أهم منجزات مارتن لوثر الذي وضع أوربا على طريق الحداثة ، أنه ترجم الانجيل إلى اللغة الالمانية ، وبعدها تمت ترجمت الانجيل من الالمانية الى الانكليزية في بريطانية ، وبدأت الثورة على سلطة الكنيسة .
مجموعة حوار سواء كان ترويجهم للمقدس بقصد أو بدونه ، أسقطوا مشكل المقدس من اللغة اللاتينية على اللغة العربية ، وقد إعترفوا أن الفكرة كانت أمريكية .
بعض الاساتذة والكتاب لديهم محاذير تمنعهم من الحديث عن فكرة المقدس في اللغة العربية ، وحياة الناس ، حتى لايفهم الاخرون بأنهم يريدون الاساءة الى عقيدة معينة ، والخوف من إستغلال رجال الدين الامر لتصفية الخصوم أو المعترضين ، وإدامة سلطة المقدس التي صادرت كل شيء في حياة الناس ، وإكتفى بعض الكتاب أو المتحدثين بوصف الخطاب بأنه ثقافي ، وهو في حقيقته خطاب موضوعي لوصف الاشياء كما هي .
هذا ما عند الاوربيين وماكانت سلطة الكنيسة تحتكره ، لتضع حاجزا أمام العقل لسجنه في سجونها ، ومن يتجرأ عليها ويخرج على المقدس يقطع لسانه أو يصلب ... وننتقل الى المقدس عند المسلمين ، وخصوصا العراق وتحديدا الشيعي منه .
الرسالة العملية ( للمراجع ) :
تعتبر مقدسة ولايجوز الاعتراض عليها ، ويحرم إنتقادها وإنتقاد من كتبها ، وغير مسموح الاقتراب منها ، وفي بداية القسم الاول منها وهو ( كتاب التقليد ) نجد الحواجز والموانع التي تعتقل العقل :
التقليد
مسألة 1: يجب على كلّ مكلَّف لم يبلغ رتبة الاجتهاد أن يكون في جميع عباداته ومعاملاته وسائر أفعاله وتروكه مقلداً أو محتاطاً.
مسألة 2: عمل غير المجتهد بلا تقليد ولا احتياط باطل .
هنا نجد المؤسسة الدينية تلغي عقل الانسان ،وتمنعه من التفكير ، وتحتكر اللغة والتعلم والقرآن الكريم لها فقط ، كما سجنت الكنيسة الانجيل داخل اللغة اللاتينية .
ومع ذلك عندما نقرأ رسائلهم ( العملية ) وبالطبع هنا لانعمم ، المقصود هو المراجع الاعاجم الذين نصفهم بسلطة الكنيسة داخل الجسد الاسلامي او الشيعي ، نقف عند قوة لغة وبلاغة كتابتها ، وأنها لاتخاطب عصرنا هذا ، ولاتصلح له ، وكأنها موجه لعصر الصحابة والتابعين ، وهذا دليل على أن كاتبها إمام في اللغة ( نحوها وصرفها وبلاغتها ) وإمام في الحديث والتفسير والاصول والفقه ، لكننا نصطدم بأنه لايجيد العربية ، ولايتحدث لغة العراقيين ( العربية ) .
السؤال الحقيقي : هل من العدل الالهي أن الله تعالى أرسل رسالته الى الامة وهي غيرمفهومة ، وتحتاج الى وسيط ، وأن هذا الوسيط عاجز حتى عن مخاطبة الامة ؟.
والادهى من ذلك إعترافهم بالعجز وإصرارهم على الاستمرار مع الاخطاء والعجز ، تحت غطاء القدسية والقداسة ، وعدم الاقتراب منهم والراد عليهم راد على الله ، ومن أنت أيها المعترض حتى ترد على هؤلاء ، وماهو مستواك العلمي ، وليس لك الحق أن تعترض الا أن تكون بمستواهم ، وبهذه الطريقة تصادر الامة والعقل والقرآن الكريم ، ويمنع منعا باتا الاقتراب من هذا المقدس ، ولايجوز أن تفند مانقل عن السلف ، وتكشف أخطاءه الكارثية ، التي منها :
الترويج لهذا المتقدس الذي لاينطق أنه يلتقي بالامام المهدي ع كل جمعة ، وتردد الامة الجاهلة ، هذه الاقوال ، لكي تتحول الى قطيع من الاغنام ، ولاتفكر ولاتعمل العقل ، وتسلم أمرها لثقافة المقبرة .
كيف يكون هذا المتقدس بهذا الحال من الجهالة والضحالة ، وفقدانه لاي مقوم علمي ، وعدم توفره على نتاج فكري يعرفه للناس على أنه الاعلم ، وهو يلتقي بإمام معصوم ، ولم يصحح أخطاءه ، والتناقض الحاصل عند المتقدسين المتخفين عن الامة ، أنهم يناقضون أنفسهم ، يقولون : ان الامام يزورهم ويلتقيهم مرة ، ويكتبون في رسائلهم العملية : أن المسائل الشرعية في هذه الرسائل ظنية قد تصيب الواقع أو لا ، ويقولون : الحكم الواقعي هو حكم المعصوم ، وبعدها ينفون اي لقاء لهم مع اي معصوم الا في أوهامهم : من إدعى المشاهدة فهو كذاب وهلم جرا مع هكذا متقدس ومع أمة تابعة لاتفكر .
ومنها : أنهم يتقدسون بدون شرعية ، وخالفوا ما كتب في كتبهم الفقهية :
الاعلم يحدده أهل الخبرة ( الفقهاء ) ولم نشهد أي إجتماع لأهل الخبرة لتحديد الاعلم اذا مات المرجع ، مثلما يفعل الكرادلة في الفاتيكان ، حيث يجتمع اكثر من 100 من الكرادلة لتحديد الاعلم ( البابا الجديد ) وبعدها يخرج دخان ابيض ، يتبعه رجل يخطب بالامة ، حتى تفهم الناس أنه هو البابا الجديد ... أما عندنا في المؤسسة الدينية الشيعية في النجف ، لم نشهد حدث مثل حدث الفاتيكان ، ونسمع من خطباء المرجعية ليل نهار يعرجون على السنة في إنتقاد لاذع لانهم لم يقروا بوصية النبي ص ليلة وفاته ، لكننا نتعايش مع منتقد للاخر ، يناقض نفسه ، ولم يوص مرجع لاخر ، ويرسل وصيته للامة أن فلان بعده وهو الاعلم ، ويكشف اموال الامة ومؤسساتها بعده ، ويترك الامر شورى لابناءه وحواشيه ووكلاءه ، ليتلاقفوها كتلاقف الصبيان للكرة .
لامقدس ولامتقدس ، وتبين ان الامر كله صراع على أموال الخمس والزكاة ، ولم يأت أحد منهم من سيستان او مشهد أو قم أو بيشاور ليستنبط الحكم الشرعي من مصادره الابعة ( القرآن والسنة والعقل والاجماع ) بل قدموا لبناء إمبراطوريات مالية ضخمة مسروقة من قوت الفقراء والايتام والارامل ، حتى تركوا الناس تبحث عن رغيف الخبز اليابس في المزابل قرب مكاتبهم وبيوتهم .
السبب لانهم محتلون لثروات العراق ، كأي قوة إحتلال خارجية ، لكن أضرارهم أشد من المحتل الغازي ، لانهم قادوا حملات تجهيل للامة ، وقضوا على منظومة القيم والاخلاق في العراق ، وفرقوا الناس وشرذموها ، وسنوا السنن التي تخالف دين الله ، وتحولوا الى تجار وقتلة .
والعنوان ليس دين الله ، بل دولة شباك العتبة المقدس ، الذي كلما ضاق ولم يتسع لاموال النذور ، جاءوا بأكبر منه من قم ، يتقدمه جواد الشهرستاني ، ونحن نرافقه من البصرة حتى كربلاء ، نسير بجانبه نلطم ونبكي على مظلومية الحسين ع ، وتسخر منا تلك العمائم ، وتجمع مانرميه في الشباك المقدس ، وتخرجه خارج العراق وتترك أيتامنا واراملنا يسكنون المقابر ، الا اللهم اذا كانت الارملة شابة وجميلة فإنها فريسة سهلة لايات الله وحجج الاسلام .
لازال المقدس يفعل بنا فعلته ، منا من غرق في البحار والمحطيات ومنا من أبدت غربته ، ومنا من يقصي أبناء جلدته دفاعا عن هذا الجلاد المقدس ، الذي سار بنا عكس سيرة علي ع .
فهل سيخرج فينا من أمثال مارتن لوثر ، ليترجم النصوص المقدس ، ليضعنا نحن شيعة العراق على باب الحداثة ، وتبدأ ثورتنا ضد الحاخامات والكهنة ، أم أنهم إتخذوا كل الاحتياطات لابادتنا ، وإفراغ العراق منا ؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة