الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خفايا منح البيلاروسية أليكسييفيتش جائزة نوبل للآداب

حبيب فوعاني

2015 / 10 / 11
الادب والفن


بعد منح سفيتلانا أليكسييفيتش جائزة نوبل للآداب تثار أسئلة قديمة جديدة حول أهمية هذه الجائزة الأدبية بعد منعها عن الأدباء العظماء مكسيم غوركي وليف تولستوي وفلاديمير ماياكوفسكي. وتثار أسئلة حول الدوافع السياسية، التي تمنح لأجلها الجائزة، منذ أن رفض استلامها في عام 1964 الكاتب الفرنسي جان بول سارتر، متهما القائمين عليها بالتحيز السياسي.
فالكاتبة السوفياتية البيلاروسية، التي تكتب باللغة الروسية ليست أديبة، بقدر ما هي كاتبة سيناريو للأفلام الوثائقية، وصحافية وثقت الأحداث الواقعية في أواخر أيام الاتحاد السوفياتي وبعد تفككه في كتبها: "لا وجه نسائيا للحرب" عن معاناة نساء الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثاني، و"صبية الزنك" عن الحرب في أفغانستان، و"صلاة تشيرنوبل" عن الكارثة النووية، التي حدثت في عهد الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، و"زمن السكندهاند" عن سنوات التسعينيات في روسيا.
لقد فقدت هذه الجائزة أهميتها الأدبية، كما يقول الأديب الروسي المعروف إدوارد ليمونوف، وأصبحت "تشبه مسابقات ملكات الجمال"، وقد "أعطيت لكاتبة من الدرجة الثالثة لا تقرأها سوى ربات البيوت".
ويقول رئيس تحرير صحيفة "زافترا" الروسية ألكسندر بروخانوف: "إن الجائزة تعطى وفق أجندات سياسية وليس وفق المعايير والكتابات الأدبية الجادة والمعاصرة، وإنها لا تُمنح حسب القيم اللغوية والأخلاقية".
ويشكك رئيس تحرير "الصحيفة الأدبية" الروسية يوري بولياكوف في مؤهلات الكاتبة الصحافية البيلاروسية، ويؤكد أن الجائزة "أصبحت عملا سياسيا محضا، ولم تعد تمت إلى الأدب بصلة"، ويضيف أن "منحها لأليكسييفيتش هي رد على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والبداية الناجحة للعملية العسكرية الروسية في سوريا".
وبالفعل، إن منح جائزة نوبل لكاتبة من أب بيلاروسي وأم أوكرانية وتكتب باللغة الروسية ولا تهتم بالشأن البيلاروسي الضيق، رغم تأكيدها بأن "الروس كانوا يبيدون دائما الأمة البيلاروسية الصغيرة" – هو خطوة حاذقة، لاستخدامها في روسيا والمناطق السوفياتية السابقة والناطقة باللغة الروسية لمواجهة شعبية الرئيس الروسي الطاغية، ولا سيما أنها بدأت نشاطها الصحافي أيام الاتحاد السوفياتي الكبير، وكانت عضواً في منظمة الشبيبة الشيوعية (الكومسومول)، ولم ترفض إحدى جوائزها.
وأليكسييفيتش ليست معارضة للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو رغم كل ما يكتب عن ذلك، وقد هنأها لوكاشينكو بالجائزة بعد ساعات من تهنئة الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو لها.. هي تكره بحنق بوتين، وتقف ضد الشعب الروسي "الخانع"، الذي يؤيده بنسبة 86%، وتعد عودة القرم إلى الوطن الروسي الأم احتلالا، و"الميدان" الأوكراني ثورة من أجل الحرية والديمقراطية.
يجب القول إن بيلاروس نفسها تقف على مفترق طرق، حيث تجري الآن لعبة ماكرة من الممكن أن يقع ضحيتها الرئيس البيلاروسي الموالي حتى حين لموسكو، والذي ينوي الاتحاد الأوروبي مؤقتا إلغاء العقوبات المفروضة عليه، وذلك بعد رفضه إقامة قاعدة جوية روسية على الأراضي البيلاروسية. فلوكاشينكو يرتكب الخطأ، الذي ارتكبه الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، عندما سمح للاتحاد الأوروبي بالتدخل في إدارة شؤون بلاده، وهو الآن يتحسر على ذلك في مدينة روستوف الروسية.
إذ لو أراد الغرب إشعال "ثورة ملونة" في بيلاروس ومحاصرة روسيا من الغرب، فلن يجد أفضل من سفيتلانا أليكسييفيتش ملهمة لها.
هل نسيتم يوليا تيموشينكو ملهمة "الميدان" الأوكراني؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب