الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذه الارض لاتشيخ

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



يبدو العراقي مرهقآ واصابعه تداعب بثور تناثرت على وجهه الاسمر المدور,وهي حصته المحددة من النفط كما يقال بسخرية, وتحت وطأة الهزائم المتتالية وضياع الفرص المناسبة يحلم العراقي ويردد اغنية (مثل نجمة والكمر ) بحثآ عن طوق نجاة,ويبدو ان قائمة الالم طويلة ,والاعاصير التي ضربت اعماق الفرد العراقي جعلته متوترآ ,قلقآ,غير قادر على الوصول الى نقطة يرسم حولها كل احتمالات النصر او الهزيمة ,في الفيس بوك مثلآ لاتجد مع جودة الصور وجمال الملامح تلك اللمسة العراقية المؤثرة ,يعلل احدهم الامر بأن زمن الطغاة المتتالي قتل تلك الروح التي كانت تشبه نفسها بطائر العنقاء الاسطوري ,اللغة السائدة اليوم هي لغة حرب او عصبية او سوء ظن او محاولات بسيطة للعودة الى الحياة تبوء بألفشل لأنها تكون غريبة وسط مجتمع تأقلم مع الاحزان والتدفق المستمر للالم,وعلى وقع المتغيرات وفي خضم صراع مرير تعيشه المنطقة تنشغل الناس بمراقبة الاحداث ,والاستغراق في وعي مزيف,ومعاملة الحياة وكأنها غير موجودة رغم انها تفرض نفسها وبقوة,ولو سألت احدهم عن الشعور بقيمة الحياة والوقت وتلك اللحظات التي تذهب بلا عودة ,تجد جوابآ محاطآ بكم هائل من الغبار والفوضى والصخب واليأس (هي خربانة ) وهذا الخراب طال النفوس بكل تأكيد ,ليتكون لدينا ومع مرور الوقت واستمرارالضغوطات شعب متعب جدآ, يبحث عن حياة بلا متاريس لذلك قرر ان يتخلى عن كل شيء ويبحث عن حل في اجتياز البحار, وتتقلص حماسة تلك الاجساد مع المشاعر السلبية التي ترافقها منذ عقود طويلة ,ولاتستطيع الذاكرة العراقية ان تمارس دورها في ترديد ملحمة كلكامش او البحث عن عشبة الخلود لأنقاذ انكيدو او للأبقاء على امجاد سومر وبابل,وهي ذاكرة تفتقد للهدوء والسكينة ويكون الحديث في اروقتها عن التاريخ حديثآ عابرآ يتناوله البعض في مقاهي بغداد القديمة ,بوجوهنا السومرية التي عتقتها حرارة الشمس نعتقد ان أننا قادرين على الاستمرار رغم قساوة واقعنا وهذه ليست احلام عراقية بقدر ماهي معرفة ايجابية بطبيعة الفرد العراقي الذي لم تترك سيئة الا والقيت عليه او القي فيها او دفع اليها دفعآ ليمارس تحت كل هذا الضغط جلدآ سلبيآ للذات,وربما يكون ذلك الشيخ الذي توكأ على عصاه وهو يحمل السبعين عامآ على كتفيه بكل مافيها نموذجآ عراقيآ لازال محافظآ على ترافته ووعيه ونقاهة ذاكرته وهو يجلس قرب النهر العتيق الذي كاد ان يغرق فيه يومآ يلتفت صوب النخلة التي تعود ان يراها مثمرة يرفع عصاه ليقول بثقة (انها كألعراق تعطش وتذبل لكنها تثمر كل عام ) ,حين نقول ان العراق قادر على الوقوف مجددآ يكون كلامنا لاقيمة له ولكن حين نشعر ويشعر معنا الاخرين بما تحمله هذه الارض نستطيع ان نقدم دليلآ عمليآ على حقيقة مانريد البحث في تفاصيله :هذه الارض لاتشيخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو