الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب ابو مازن و الاستخدام المتدرج لاوراق القوه...(2)

محمد بهلول

2015 / 10 / 12
القضية الفلسطينية


لم تمض دقائق معدوده على انتهاء خطاب الرئيس ابو مازن في الاحتفال السبعيني لتاسيس الامم المتحده في نيويورك(30 ايلول)حتى اشتعلت القدس و الضفه في تحركات احتجاجيه و عمليات بطوليه تجمع ما بين الطابع الشعبي المقاوم و الاساليب العنفيه الصداميه كتعبير و ان مبتور جزئيا عن ترابط اشكال و اساليب النضال في وعي الفلسطينيين كنتاج موضوعي عن اللحمه التاريخيه ما بين الشعب و قوى الثوره الفلسطينيه المعاصره و ان شابها اهتزاز في السنوات الاخيره.
بعدها بايام اشتعل قطاع غزه في مجابهات ما بين القطاع المحرر و الاحتلال المحاصر و ايضا في تعبير عن انفجار الحاله الشعبيه بوجه الحصار و توجيه البوصله باتجاه الاحتلال كاساس المسؤوليه عن الحصار بالدرجه ذاتها او ربما اكثر عن كونها حاله تضامنيه مصيريه مع ما يجري في القدس و الضفه.
الاسرائيليون و العالم كله وجد ترابطا مصيريا ما بين الخطاب_ليس بنصه الانشائي بطبيعه الحال انما كترسيم لمرحله نضاليه جديده_و الحاله الشعبيه المنتفضه تدريجيامع الاحتلال،و اجمع المراقبون على الكلمات المفتاحيه و التي ترددت اكثر من مره (قبل فوات الاوان)باعتبارها كلمه السر للايذان ببدايه المرحله الجديده ،الا بعض الفلسطينيين الذين لا زالوا يصرون حتى اللحظه بان السلطه و منطقيا المنظمه ليسا في وارد التصادم و المقاومه مع الاحتلال و يقفان بالتضادمع الهبات المنتفضه و اللهاث وراء اخمادها و اكثرهم انصافا لاستخدامها لتحسين شروط التفاوض.و السؤال البديهي اذ كانت السلطه ليس لها الدور الرئيسي فلماذا لم تشتعل القدس و الضفه بمثل هذا الزخم من قبل ،
طبعا تحسين شروط المفاوضات و عمليه السلام هو مطلب اساسي و اول على اجنده الهبه الشعبيه و هو محور السياسه الفلسطينيه الرسميه و الشعبيه و هو ما اوضحه الخطاب الرئاسي و ما الزخم الذى تلاه الا تاكيدا على مضامينه و التي يمكن تحديدها بدقه على الشكل التالي
اولا:الفلسطينيون متمسكون بالعمليه السلميه المستنده على الحد الادنى من الحقوق الوطنيه بتواؤمها مع الشرعيه و القانون الدوليين.
ثانيا:اسرائيل هي التي تعرقل عمليه السلام و بالتالي هي في تناقض استراتيجي و يومي مع الشرعيه و القانون الدوليين.
ثالثا:اكتساب تعاطف الراي العام الدولي شعوبا و مؤسسات و دول مع الحقوق الفلسطينيه و بدايه تململ دولي من اداء دوله اسرائيل لعرقله عمليه السلام و التي تصل الى حد ممارسه جرائم ضد الانسانيه،و هو ما يفتح على تحويل التعاطف الدولي مع الفلسطينيين من مواقف اعلاميه ذات بعد انساني الى اجراءات سياسيه بدانا نلمسها في الاعترافات المتتاليه و الحاله الشعبيه التضامنيه...الخ
رابعا:الوصول الى المرحله التي بات بها التحرك الشعبي الانتفاضي الفلسطيني و اجراءات اللجوء الى المؤسسات و المحاكم الدوليه ليس مقبولا دوليا و غربيا بل و مطلوبا و ذلك استنادا الى سياسه الصبر الفلسطينيه على مر الاعوام الثلاث و العشرين السابقه و تقاطع مع مرحله سياسيه دوليه و ان لم تتوضح معالمها بشكل جلى حتى اللحظه عنوانها الذهاب الى تسويات تاريخيه في المنطقه بعد نفاذ و فشل المشاريع المختلفه تحت ظلال ما عرف بالربيع العربي.
المرحله الجديده تعني الاستخدام المتدرج لاوراق القوه الفلسطينيه بشكل تصاعدي ،مقبول و متوائم مع القدرات الذاتيه للشعب الفلسطيني في ظل غياب الحاضنه العربيه حيث يشكل ايجاعا للاحتلال و لا يؤثر على التعاطف الدولي بل يستثمر لجهه زياده درجته و تصاعد تاثيره،و طبيعي هنا ان تشكل المعركه السياسيه الواقعيه من خلال تحديد اهداف واضحه و مهمات محدده امام الهبه الجماهيريه و عدم تكبيلها بسله شامله من الاهداف الفلسطينيه ذات البعد التاريخي الاولويه الاولى،على ان يتم مجابهه و مقاومه كل دعوات العسكره و العمليات الاستشهاديه التفجيريه و كل اشكال العنف المسلح خارج نطاق المناطق_المعترف دوليا_انها محتله لان مثل هذه الدعوات و ممارستها تشكل ايذاءا واضحا لمستوى التعاطف الدولي (الاستثمار الجدي و شبه الوحيد في موازين القوى الحاليه)كما تشكل نفورا لفئات شعبيه فلسطينيه و امكانيه انخراطها في التحركات الاحتجاجيه ،سيما ان هذا الانخراط هو احد الروافع لتحويل ما يجري الى انتفاضه شامله.
لا شك ان هذه التحركات بالقدر التي يمكن ان تتحول الى انتفاضه شامله ،هي بذات الوقت امام خطر انكفائها اذا لم تحسن اداره المعركه السياسيه،و غني عن القول ان الشعار الواقعي و المنطقي لها _بناء لتحليل الواقع الفلسطيني بجغرافياته المتعدده و مصالح ابنائه المتنوعه و انقسامات قواه السياسيه اضافه الى تاثيرات الواقع الدولي و الاقليمي و العربي عليه،هو بالدعوه الى تطبيق قرارات الامم المتحده ذات الصله بالقضيه الفلسطينيه،
ان الاستجابه الى مصالح كل جغرافيه فلسطينيه على حده يشكل الرافعه لاستنهاض اهلها سواء في المناطق المحتله (دوله مستقله)او في اراضي 48(اسرائيل)تقرير المصير اي الاعتراف القومي و المساواه الفرديه و الجماعيه و العوده وفق القرار 194 في اماكن اللجوء و المغتربات،مع التاكيد على عدم اشتراط الربط الزمني و حق القياده الفلسطينيه بابرام التسويات وفق الاولويات.ان واحد من اهم شروط الانتفاضه شمولها على الامتداد الفلسطيني وفق التفاعل و التاثير و ليس على قاعده التضامن العاطفي.
ان التسويه وفق اولويه جغرافيه فلسطينيه محدده هو حل مقبول و ان ناقص يتجاوب مع الحقوق الفلسطينيه و موازين القوى السائده و هو افضل خيارا من تجميد الصراع و الهدنه الطويله المؤقته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج