الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاوفاق وطني من دون الشفافية والمصارحة ...!!؟

ماجد لفته العبيدي

2005 / 10 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ سقوط دكتاتورية الصنم وقضية الحوار والوفاق الوطني تشغل القوى السياسية العراقية على مختلف توجهاتها الفكرية والعقائدية, وقد عقدت العديد من المؤتمرات من أجل هذا الغرض وأدت الى تجنيب البلاد مأزق الحرب الاهلية والطائفية على الرغم من أستمرار دوامة العنف والارهاب في العديد من المدن العراقية.
وكانت هذه الحوارات تصب في مجرى الوفاق والحوار والحفاظ على السلم الاهلي الذي يستهدفه الارهابين في الصميم من خلال دعواتهم المتواصلة الى أشعال الحرب الطائفية والعرقية , وكانت القوى السياسية العراقية تدرك أن التخلص من أثار الديكتاتورية وتركتها الثقيلة التي أدة الى تشويه البنية الاجتماعية وتمزيق النسيج الاجتماعي وخلفت ورائها أعباء جدية تتمثل في العنف والارهاب والاحتلال يتطلب منها أن تجري حوارات جادة بين كافة القوى السياسية والاجتماعية التي يهمها التطور السلمي للعملية السياسية في بلادنا .
وظل مفهوم الحوار والوفاق بالنسبة لهذه الاطراف المختلفة يتفق ويختلف وفق مصالحها الفئوية والطبقية وأجندتها السياسية وتصوراتها الفكرية والعقائدية ولكنها تنقسم حول ذلك الى قسمين :

القسم الاول : تنظر أطرافه الى الحوار والوفاق الوطني بأعتباره صفقة سياسية يحسب من خلالها مقدار الربح والخسارة على طريقة المحاصصة الطائفية السياسية وأنطلاقا من ضيق الافق السياسي , وهذه القوى مجتمعة تراهن على عملية الاستحو اذ على السلطة السياسية والانفراد بها وأحتكارها وأجهاض العملية السياسية برمتها والعودة بالديكتاتورية من جديد تحت عناوين مختلفة وهي في ذات الوقت مستعدة للتخلي عن شعاراتها [ الوطنية , القومية , الديمقراطية , الاسلاموية ] البراقة والمساومة مع المحتل على ثوابتنا الوطنية .
أما القسم الثاني: فتعتقد أطرافه أن الحوار والوفاق الوطني عملية سياسية ذات أبعاد ترتبط أرتباط وثيق بالعملية السياسية وتتحكم بها جملة من العوامل الموضوعية والذاتية المرتبطة بالمشروع الوطني الديمقراطي بشقيه الادنى والاعلى والتي تطلب أشراك كافة القوة المؤمنة بالحل الديمقراطي السلمي للقضية العراقية , وهي ترى في ذلك الحل الكفيل بتخفيف الازمة السياسية الاقتصادية الاجتماعية وتسد الطريق على عودة الديكتاتورية وتسهم بأستعادة السيادة والاستقلال وتضع حدا للاحتلال وتضع جدولة أنسحابه الزمنية وتدحر العنف والارهاب بكافة تلاوينهم وتؤوسس لدولة سيادة القانون وتداول السلطة السلمي ودمقرطة الحياة بكافة أوجهها المختلفة .
من هنا تأتي مبادرة السيد عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية لتصب في ذات الجهود التي سبقتها في هذا المضمار وقد لقيت ترحيب أغلبية القوى السياسية العراقية , ولكن مايواجهها هو الجدية والشفافية والمصارحة بين هذه الاطراف والمشروطية التي يرد للمؤتمر الالتزام بها حتى قبل أنعقاده , فبعض القوى أشترطت حضور الجماعات المسلحة للتفاوض معا وعودة الجيش العراقي وألغاء قانون أجتثاث البعث بينما تنبري جماعات أخرى مطالبة الامين العام بأصدار بيان سياسي يدن التفجيرات والجماعات الارهابية المسلحة فيما تبدي بعض الاوساط عدم أستعدادها للجلوس مع البعثين على طاولة واحدة , وترى قوى أخرى أن المبادرة تمت بضوء أخضر أمريكي ومباركة أمريكية لمساعدة الامريكان بالخروج من مستنقع العراق .
في ظل هذه الاجواء ومايرافقها من أتهامات بتزوير الاستفتاء يجري التحضير لعقد مؤتمر الوفاق الوطني في
القاهرة (شرم الشيخ) ,يضاف الى ذلك الاتهامات الموجه للحكومة بأتباع سياسية طائفية وغضهاالطرف عن التدخل الايراني في الشؤون الداخلية , بينما يعاب على الاطراف الاخرى تشابكها وعلاقتها مع الجماعات الارهابية المسلحة وعلاقاتها مع أطراف عربية وأجنبية بالضد من المصالح الوطنية , مما يتطلب أجراء حوار شفاف ومسؤول والتخلي عن الاشتراطات المسبقة والاستفادة من هذه المبادرة لوضع العراق على جادة الصواب بعيدا عن العنف والارهاب والسير بالعملية الديمقراطية نحو الامام .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد يعلن ترشحة للرئاسيات في إي


.. شركة لوريال تبتكر جلدا اصطناعيا يمكنه أن يَسمَرّ عند التعرض




.. ماهو الميثاق الأوروبي للهجرة والجوء الذي تمت المصادقة عليه ؟


.. هل يغيّر استخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية داخل أراضي روسيا الم




.. مسؤول أوكراني: قتيل وأضرار في عدة مباني إثر هجوم صاروخي روسي