الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسة والعلم الحديث – تقريب ومقارنة –

تحسين يحيى أبو عاصي

2015 / 10 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


أثبت العلم الحديث أن المثلث أكثر من مائة وثمانين درجة ، كما أثبت أنه لا يوجد بالمطلق خط مستقيم ، وأثبت أنه لا يمكن تحديد نقطة رسم يداية أو نهاية الدائرة على محيطها ، وأن النقطة هي أم اللغة العربية ، وأن الخطين المتوازيين يلتقيان ، كذلك علم السياسة والذي هو يتراوح ما بين العلوم النظرية والتطبيقية ، فهناك نظريات سياسية تطبيقية اتفقت عليها جميع أكاديميات العلوم السياسية في العالم مثل نظرية الاستقطاب ، وغوغاء الشارع ، والصراع الفكري ، والعلاقة المتكاملة ما بين السياسة والافتصاد ، والسلم والحرب ، والعلاقة بين المواطن والحكام ، والتخطيط التنموي ، وبناء الإنسان ، ونظريات سياسية أخرى مختلف عليها وهي خاضعة لأجندة الأحزاب والدول ، والتي غالبا ما تؤدي إلى النزاعات او الحروب الباردة أو الدامية لذلك هي نظريات متقلبة وغير دائمة ، كما أثبت التاريخ الحديث أن كثيرا من الساسة لفظهم التاريخ من بعد أن كانت شعوبهم تسبح بحمدهم وتقدس لهم ؛ بسبب ضعف قراءتهم السياسية ، وتجربة الإخوان المسلمين في مصر ليست عنا ببعيد ، وكذلك القذافي وصدام وزين العابدين ، والأسد وصالح ، ورادوفان كراديتش ، وبوليتسا ، وغيرهم كثير ... وفرق كبير من يخدمه عامل الزمن ، وبين من يملك علما سياسيا يقلب كل المألوف بحنكة لا مثيل لها لصالح شعبه ، كما فعل المهاتما غاندي ، ونلسون مانديلا ، وماوسيتونج ، على سبيل الأمثلة لا الحصر ، حيث كات النجاح المتميز والإبداع حليف كل منهم ، وذلك من خلال ما أحدثوا من هزات سياسية عميقة ، لا زالت ارتداداتها موجودة حتى اليوم ، وتتمتع باحترام العالم لها ، بل يتم تدريس تلك النظريات لطلاب السياسة في العالم ، علم السياسة لا يعرف عقم النظرة ، وإلا كانت خسارة القائد مع حزبه معاُ ، بل مع فكره أو أيديولوجيته ، وهو علم متجدد دائما ، على كل أصعدته الاعلامية ، والقضائية ، والقانونية ، والتشريعية ، والاقتصادية ، وحتى العسكرية والاستخباراتية ، وفي ذلك كلام عميق ... ، عالم السياسة المحنك هو الذي ينظر للنجوم وسط النهار وكأنها أمام عينيه بدون تلسكوب فلكي ، و يدرك حقيقة الأشياء من خلف الأستار والحُجب ، خاصة أن كل علوم السياسة تتشابك فيما بينها مثل شبكة الصياد ، بحيث يمكن من السهل على الفقيه سياسيا أن ينظر إلى خلية واحدة من خلايا شبكة الصياد ، فيعرف ما يدور في جميع الخلايا الأخرى بدون عناء ، إن نجاح قادة الصين وروسيا وأمريكا في العقدين الاخيرين ، بل نجاح هرتزل من قبل ، في اللعب على كل الحبال ، لأنهم أثبتوا قدرتهم في التشخيص الدقيق لكافة المعادلات الصعبة ، ومن ثم وضع حلول أثبتت نجاحها وتفوقها ، هذا النجاح أدى إلى ان تنافس الصين اليوم العالم اقتصاديا ، وتنافس روسيا عددا كبيرا من دول العالم سياسيا وعسكريا ، كما أدى إلى قيام دولة إسرائيل واستمرار تعاظم قوتها ... ليس كل سياسي هو ماهر بالقراءة ، فكم من ساسة سقطوا وسقطت معهم أحزابهم ؛ لأنهم فقراء في القراءة - ولا أقصد بالطبع قراءة الكتب - وفي تقديري أن أعظم السياسيين هو من جمع بين السيكولوجي والسياسي معاً ، فمن هنا يمكنه أن يدخل من خلال فسيفساء السيكولوجي إلى غيبيات دهاليز السياسة ، وفتح ادراجها ، وكشف مكنونها وذلك إن أحسن القراءة .... 13/10/2015م
الإنسانية تجمعنا ولا تفرقنا – دمتم بخير ومحبة -








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التلفزيون الإيراني: تنظيم الانتخابات الرئاسية في 28 يونيو


.. مقتطفات من لقاء سابق أجرته الجزيرة مع الرئيس الإيراني الراحل




.. لحظة دخول مساعدات لشمال قطاع غزة


.. بعد اتهامات طهران لها بتدبير الحادث.. واشنطن تؤكد أن لا علاق




.. بايدن وترامب والملف الإيراني | #أميركا_اليوم