الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين أربيل والسليمانية

امين يونس

2015 / 10 / 13
كتابات ساخرة


" .. في أحد الأفلام الأمريكية البوليسية ، التي تمتازُ عادةً بالتشويقِ والإثارة ، والذي أعتقد ان بطله كان ( آل باتشينو ) .. تقوم عناصر من الإستخبارات ، بإلقاء القبض على صحفي ، وإيداعهِ في سجنٍ إنفرادي . يتفاجأ الصحفي ، ويتساءل عن السبب في ذلك ، علماً أنهُ لم يقترف حسب " زعمه " ، أي مُخالفة ، بل هو منخرطٌ منذ مُدّة في كشف ألاعيب ومخططات عصابات ومافيات مُتحكمة في المدينة .
يجيبهُ مسؤول : .. أنتَ لستَ متهماً ولا مسجوناً ، أننا جلبناكَ الى هنا ، كي نستطيع حمايتكَ ، من العصابات والمافيات .. لأنكَ إذا كُنتَ حُراً ، فأنهم يستطيعون الوصول إليك وإيذاءك ! " .
............................
يوم أمس ... منعتْ نقطة التفتيش " بردى " الخاضعة لنفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني ، رئيس برلمان أقليم كردستان ، القادم من السليمانية والمُتوجِه الى مقر عمله ، منعَتهُ من الدخول الى العاصمة أربيل ! .
والسيد " يوسف محمد " رئيس برلمان أقليم كردستان .. تفاجأ بدورهِ من هذا الأمر ، وتساءلَ عن السبب ، علماً أنهُ " يزعم " بأنهُ لم يَقُم بأي شئٍ خاطئ ولم ينتهك القوانين .. بل هو مُنشغِلٌ طيلة الفترة الماضية ، بإحياء الدَور الريادي للمؤسسة التشريعية .
قالَ لهُ مسؤول : .. نحنُ نفعل ذلك ، حفاظاً على هيبتك وإحترامِك .. إذ أنك لو دخلتَ الى أربيل الآن ( بعد الأحداث المريرة في قلعة دزة وكرميان والسليمانية ، والتي إستهدفتْ مقرات الحزب الديمقراطي ) .. فأننا لانستطيع ضمان سلامتك ! . فهنالك الكثيرين من الشباب المتحمس ومن ذوي الدماء الحّارة ، لن يتورعوا في إهانتكَ وحتى الإعتداء عليك ! .
...........................
نفس الشئ حدثَ مع وزيرَي المالية والبيشمركة .. فلقد " نُصِحا " بالخروج من أربيل وترك الوزارتَين ، كي يديرهما الوكلاء .. لأن بقاءهما في أربيل مدعاة للقلق على حياتهما ! .
ومن الطبيعي ، ان الشباب المتحمس في أربيل ( يعرفون جيداً ومتأكدون ) أن " حركة التغيير " هي التي وراء كُل القلاقل التي حدثتْ .. وبما ان رئيس البرلمان وعدد من الوزراء ، هُم من جماعة التغيير ، فينبغي عدم بقاءهم في أربيل ونفيهُم الى السليمانية ! .
..........................
الخُلاصة :
* كما في فيلم " آل باتشينو " ، حيث على الصحفي السجين ، أن يشكر السلطة ، على وضعه في السجن ، حتى لاتقتله العصابات او تعتدي عليهِ . فعلى رئيس البرلمان في أقليم كردستان ، أن يقدم آيات الإمتنان ، للسيطرة التي منَعتْهُ من دخول أربيل .. وجّنَبتْهُ من التعرُض للإهانة ! .
* أربيل ليست السليمانية .. فالعاصمة تعجُ بالقنصليات الأجنبية والشركات النفطية وغيرها .. فماذا لو سمحتْ الجهات المعنِية ، بدخول رئيس البرلمان والنواب الى أربيل وعقدهم جلسة برلمانية ، وإحداث صخبٍ وضجيج وإثارة المشاكِل، وإنعكاس ذلك على الشارع ؟ .. ألنْ تهتز صورة الأقليم ، الزاهية ، في نظر القنصليات الأجنبية والشركات العالمية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لو !؟
حسن الكوردي ( 2015 / 10 / 13 - 10:36 )
تحياتي استاذ أمين . بين المغرب والعشاء يفعل الله ما يشاء . بين أربيل والسليمانية الشعب ضحية أما دهوك لا ب العير ولا النفير . لو قارنا ثقل وطول الرئيس مسعود مع الدكتور يوسف ليس هناك فرق كبير بينهم ولآكن أين مسعود البارزاني من وزن الدكتور يوسف العلمي وألأدبي وأخلاقي وتربوي الدكتور يوسف قبل قرار السيطرة بكل رحابة صدر وعاد أدراجه !؟ . سوآل لو الذي حصل حَصَلَ مع أي بارزاني !! وحصلت معجزة ونزلت بها وَحيٌّ فعلنا هذا حفاظاً على سلامتكم هل كان يُقبَل أم كانت الدنيا تقوم لم تَقعد . والجواب للقراء . ؟؟ .وشكرا لك


2 - النظام الاقطاعي
فرح سعادة ( 2015 / 10 / 13 - 12:00 )
اخي الكاتب ربما تكون من القلائل الذي كتبوا على هذه الحقائق التي حدثت في. اقليم كردستان قبل ايام وربما تكون وجه مقارنتك بين رئيس الإقليم ورئيس الرلمان تحمل كفر في قانون الاسرة الحاكمة التي تعلو على كل القوانين والاحكام وكنت اتمنى ان تتعمق اكثر فيما يحصل الان في كردستننا الحبيب ، قد تكون بداية ثورة على حكم الإقطاع المتقنع بوجه الديمقراطية


3 - النظام الاقطاعي
فرح سعادة ( 2015 / 10 / 13 - 12:00 )
اخي الكاتب ربما تكون من القلائل الذي كتبوا على هذه الحقائق التي حدثت في. اقليم كردستان قبل ايام وربما تكون وجه مقارنتك بين رئيس الإقليم ورئيس الرلمان تحمل كفر في قانون الاسرة الحاكمة التي تعلو على كل القوانين والاحكام وكنت اتمنى ان تتعمق اكثر فيما يحصل الان في كردستننا الحبيب ، قد تكون بداية ثورة على حكم الإقطاع المتقنع بوجه الديمقراطية

اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ