الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخوف من الشعب

شمخي جبر

2015 / 10 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



الخوف من الشعب

شمخي جبر


احيانا يطرح سؤال ايهما اكثر خوفا من الشعب ،النظام السياسي الاستبدادي ام النظام الديمقراطي ؟ وللاجابة عن هذا السؤال يمكن رصد ومراقبة وملاحظة السلوك السياسي لكل من النظامين والمؤسسات الملحقة بهما .
فالاول ولانه يعيش الخوف وبشكل مستمر يسعى وبشكل دائم الى تعظيم دور الاجهزة القمعية الامنية والمخابراتية والشرطوية وتنميتها وتخصيص جزء كبير من موارد الدولة كتخصيصات لها ، وهو يسعى وبشتى الطرق لرصد ومراقبة معارضيه ومناوئيه ومراقبة سلوكهم ونواياهم هذا ان وجد ما يمكن ان نسميه معارضة لانه يقضي عليها في مهدها وقبل ان تتبلور .ويضع في اولويات مهامه محاربة الحريات العامة وهو يعلن وبشتى الطرق ان ( الحرية تعرض مصالح الامة للخطر ) لانه يعتبرها ألد اعداء نظامه وهو ضمير الامة وحامي حماها والمدافع عن حاضرها ومستقبلها، واية معارضة لنظامه تعد اعلان حرب على الامة واستهدافا لمصالحها.
اما الثاني وهو النظام الديمقراطي فهو لا يخاف الحريات العامة بل يرعاها ويوفر الاجواء الملائمة لممارستها ،كما انه لايخاف تعدد الاراء وان تعرض بعضها لنقده لانه يعتبر الاراء والنقد اهم مصادر تنمية الديمقراطية واستقرار النظام السياسي القائم.
كما انه يحتضن التنوع المجتمعي ( ديني وقومي وطائفي ) ويرعى الجميع تحت مبدأ المواطنة وتكافؤ الفرص للجميع.
فالنظام الديمقراطي يؤطره الدستور والقوانين الضامنة للحريات،فيكون المبرر لوجود جميع مؤسسات الدولة هو خدمة المجتمع ورعاية مصالحه وحماية أمنه وتوفير حياة مستقرة له.
فيما يكون الهدف من هذه المؤسسات ووجودها وتنميتها وتطويرها حماية النظام الاستبدادي القائم واستمراريته وبخاصة الاجهزة القمعية (الشرطة والجيش والامن والمخابرات)
ولكن في المراحل الانتقالية من حياة الشعوب والنظم السياسية تبقى ثقافة الاستبداد وآثاره فاعلة ومؤثرة ، وتستمر بعض مؤسسات الدولة في ممارسة ذات المهمة التي كانت تقوم بها في العهد الاستبدادي.
من هنا تأتي الحاجة لتطبيق ستراتيجيات العدالة الانتقالية ومناهجها من اجل اصلاح مؤسسات الدولة وازالة آثار الاستبداد ومناهجه وممارساته في جميع المؤسسات .
ودون هذا تبقى العلاقة متوترة بين طرفي المعادلة (النظام السياسي والشعب). وتبقى ذات المخاوف وعدم الثقة ما
يشكل عائقا امام التحول الديمقراطي ، بل يفرز الكثير من الانتهاكات للحريات العامة وحقوق الانسان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا