الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الليبرالية والوطنية-

محمد سيد رصاص

2005 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


- كان سعد زغلول وسعد الله الجابري ورشدي الكيخيا استثناءات ضمن مسار ليبرالية ماقبل عام1952 (التي أصيبت بجرح بليغ في حرب 1948 لتدخل في الاحتضار قبل موتها في مصر بتموز1952 وفي شهر آذار1963 بسوريا)من حيث جمعهم بين حدَي الليبرالية والوطنية,فيما كان الليبراليون العرب الآخرون يتعاملون مع لندن وباريس بنفس طريقة تعامل شيوعيي موسكو العرب مع الكرملين .
لم يكن ظهور الليبرالية العربية الجديدة ,في مرحلة مابعد عام 1989, ناتجاَ عن عوامل محلية, بل عن انهيار مركز عالمي في موسكو لصالح آخر في واشنطن ,حيث عبرَ ذلك عن قلق ثقافي عند الكثير من أتباع السوفيات القدماء وعن انزياحات عندهم من الماركسية إلى الليبرالية للمحافظة على أدوارثقافية-سياسية كانوا يحتلوها,عبر ارتباطهم سابقاً بموسكو وأحزابها التي كان القسم الرئيسي منها متحالفاً مع الأنظمة,ولكن عبر الارتباط بمركز عالمي جديد انتصر وهزم المركز الذي كانوا مرتبطين به .
في الحالات الليبرالية الأخرى والتي هي في وضعية مختلفة عن هؤلاء من حيث كونها أتت عن حراك اجتماعي وعبرَت عن بنية اجتماعية محلية وكانت أيضاً سابقة النشوء عن عام 1989,مثل حالة الرئيس الشهيد رفيق الحريري أوحزب الوفد المصري الجديد – نجد امتزاجاً بين الليبرالية والوطنية عند (الوفد ) فيما جمع الرئيس الشهيد حدَاً ثالثاً,هو العروبة,إلى الحدِين المذكورين, وهو مانجده أيضاً لدى حزب الاستقلال في مراكش,حيث لم تمت الليبرالية هناك ,بخلاف المشرق العربي,وإنما ظلت قائمة وعبر حزب أساسي في التركيبة السياسية,كان من أعمدة النضال الوطني ضد الفرنسيين, وجمع الليبرالية والوطنية والاسلام في بوتقة واحدة منسجمة.
بخلاف الحالات الثلاث المذكورة,فإن الليبرالية الجديدة قد كانت أساساً انعكاساً لتطور عالمي انعكس محلياًعلى الصعيد العربي ,أكثر منها حراكاً محلياً, كما أن أتباعها لم يستطيعوا فصل أنفسهم عن نشوء مركز ليبرالي عالمي (كماكانت موسكو بالنسبة للشيوعيين )أعلن عن برنامج ايديولوجي –سياسي-ثقافي للمنطقة عبر (مشروع الشرق الأوسط الكبير )/13شباط2004/ و(مبادرة الشراكة )/9حزيران 2004/ بعد أن اتى إلى الشرق الأوسط عبر (بوابة بغداد)/9نيسان2003/ .
فهنا ,لم يظهر حراك اجتماعي يؤدي إلى تبلور تيار ليبرالي, كما نجد في دول الكتلة السوفياتية السابقة ,عندما حمل الأغنياء الجدد والفئات الوسطى المتبلورة والتكنوقراط كلاً من يلتسين وهافل (وغيرهم)إلى السلطة عبر صندوق الاقتراع ,كما أننا لانجد تأسيساً معرفياًعند الليبراليين العرب الجدد لطرحهم السياسي , وإنما مجرد ركوب لموجة عالمية ,يرون أنها ستحمل نفساً "تنويرياً" و"تغييرياً" للمجتمعات والأنظمة وتقتلع "الظلاميين",تماماً كما ركبوا موجة سوفياتية كانت صاعدة بين عامي 1945-1975 ,وأرادوا استخدامها من أجل احداث تغييرات محلية بدلاً من أن يبحثواعن انبات محلي للخط الايديولوجي- السياسي .
كان ذلك واضحاً في مرحلة (مابعد بغداد), عندما لم يحسم فقط الكثير من الماركسيين السابقين خيارهم الايديولوجي باتجاه الليبرالية ,بعد أن ظلوا لعقد ونصف من الزمن يتقلبون ويترددون بين (الاشتراكية الديموقراطية ) و(الليبرالية ) و(كوكتيل ايديولوجي يجمع الليبرالية والماركسية والقومية والاسلام ), وإنماأيضاً أصبح الكثير منهم(ولوأن البعض مازال يعيش باطنية بين المكتوب والشفوي ) يتبنون المشروع الأميركي الجديد للمنطقة علناً, وأصبحوا يعوِلون على "تغييرية" واشنطن ,التي يقومون بتوحيد ماهية الليبرالية معها ,كما كانوا يعملون بين الشيوعية وموسكو ,أوكما يفعل الكاثوليكي تجاه الفاتيكان والكثلكة .
كيف يمكن الفصل بين واشنطن والليبرالية,لتوحيد الأخيرة مع الوطنية بعيداً عن المشاريع الأجنبية التي تستهدف الهيمنة على المنطقة, في ظل وضع أصبح فيه واضحاً أن عدم استكمال المرحلة الليبرالية لمهامها عربياً, بعدانتكاسها وموتها في النصف الثاني من القرن العشرين ,قد أدى إلى كثير من المآزق العربية الراهنة (وهو أمر تنبأ به عبدالله العروي وياسين الحافظ منذ الستينيات ) , وفي ظل حالة قائمة من الواضح أنها تتطلب عربياً,ولعوامل محلية أكثر منها عالمية , المرور في مرحلة ليبرالية يتم فيها انجاز مهام التحديث والتنمية ؟.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس