الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعاقون بين نار الوافدين وإهمال الحكومة الحنونة

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب

(Abduallh Mtlq Alqhtani)

2015 / 10 / 14
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


المعاقون وهم شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة صنفان ، معاقون بإعاقة ذهنية وعقلية ، والصنف الآخر إعاقة جسدية ،
وتختلف حالات الإعاقة بكلا الصنفين سببا ودرجة ، فالصنف الأول يتسم بالأغلبية الأعم منه أنه حدث نتيجة حادث ، كما أيضا الصنف الثاني وأعني الإعاقة الجسدية ، فأغلبها يحدث بسبب حوادث سير أو سقوط ، أو نتيجة لأمراض بعينها ،
لكن أيضا ليس شرطا أن تكون الإعاقة بسبب حادث ما ، فقد يولد الطفل وهو يحمل إعاقة ،
والإعاقة الجسدية كثيرة وبعضها إعاقة بالكامل ، وبعضها إعاقة جزئية وهذا يكون في أنواع الإعاقات الجسدية ، أما الإعاقة العقلية أو الذهنية فقد تكون إعاقة بسيطة أو متوسطة ، وقد تكون إعاقة شديدة وفقد كامل للعقل ،
والإعاقات بصنفيها الأول والثاني لها أماكن رسمية بعضها يتبع وزارة الصحة وهي مستشفيات النقاهة بالمدن الثلاث الكبرى ، والبعض الآخر لها مراكز تتبع وزارة الشؤون الإجتماعية وتسمى مراكز التأهيل الشامل ، وتوجد في أغلب المحافظات الكبرى ،
وللأسف الشديد بكلا القسمين يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة معاناة شديدة وإهمال ، والخطير في الأمر أنه لا يمر يوم إلا ونقرأ عن حالة عنف وضرب لشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة وعلى يد عامل وافد وغالبا من الجنسية البنجلاديشية " البنقال " ، وهذه الجنسية من أسوأ جنسيات الوافدين إلى مجتمعنا ،
وبالمناسبة قبل عام وعدة أشهر احتفلت دولة الكويت بترحيل آخر عامل وافد من هذه الجنسية ، ولم يعد بعدها باب الإستقدام مفتوحا لهذه الجنسية على وجه الخصوص ،
شركات النظافة والتي تمت ترسية مشاريع نظافة مباني وزارة الصحة عليها وكذلك وزارة الشؤون الإجتماعية ، لا يطيب لها أي هذه الشركات إلا الإستقدام من بنجلاديش ،
ولو أنهم استقدموا من الهندوس أو السيخ أو البوذيين لكان أفضل بالنسبة لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة والذين يقطنون مستشفيات النقاهة التابعة لوزارة الصحة ، أو مراكز التأهيل الشامل التابعة لوزارة الشؤون الإجتماعية ،
وصحيح أن عمال شركات النظافة ليس من مسؤولياتهم رعاية ونظافة المعاقين ، بل هذا من صميم عمل الممرضين والممرضات ، إلا أنه وكما يقوم بعض المؤذنين الرسميين من ذوي الرواتب الحكومية الشهرية وطلبا للسكن المجاني أيضا ! كما يقوم كثير من هؤلاء المؤذنون وغالبا يعملون بوظائف حكومية أو خاصة أخرى ، يقومون بتوكيل أحد عمال نظافة الجامع أو المسجد بالأذان مقابل أجرة زهيدة شهريا ،
فكذلك يقوم الممرضين والممرضات بالمقابل بتوكيل عدد من عمال النظافة وخاصة في المساء وطوال الليل بأعمالهم مقابل دراهم زهيدة شهرية معلومة ،
وأخطر الحالات عندما يكون المعاق إعاقة كاملة أي بحالة شلل بالكامل وهذا يحتاج لرعاية خاصة وقت قضائه لحاجته أو استحمامه ،
وقبل يومين نقلت صحيفة سبق الإلكترونية الأكثر صحيفة من نوعها قراءة ومتابعة بمجتمعي ، والمقربة من الحكومة ، نقلت واقعة تعرض خلالها معاق لنتف لحيته من قبل أحد الوافدين من عمال النظافة ،

الحكومة تتحمل المسؤولية بضرورة مراقبة عمل الممرضين والممرضات والذين غالبيتهم من المواطنين ورواتبهم للأمانة رواتب مجزية ويحصلون على إمتيازات وبدلات يحسدهم عليها الأطباء أنفسهم ،
لا يحق لعمال النظافة التابعين للشركات الخاصة ابتداءا الإقامة والبيات بالمجان وطبعا كذلك الأكل والشرب وما خف حمله وثقل ثمنه ! لايحق لهم البيات في تلك المستشفيات وكذلك مراكز التأهيل الشامل ،
هذا خاص بالأطباء المناوبين والممرضين فحسب ،

إن مسلسل الإعتداء الجنسي والضرب والعنف الذي طال ولازال كثيرا من شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة لم يكن ليستمر لو تمت محاسبة من يهمل عمله من الممرضين والممرضات ،
ولكن من أمن العقوبة يا حكومة يا طاهرة أساء الأدب !! ،

ثم إن السبب الرئيس في إهمال الأسر لأبنائها المعاقين والزج بهم في مستشفيات النقاهة ومراكز التأهيل الشامل هو لضيق اليد والفقر ،
وخاصة ممن يقطنون مراكز التأهيل الشامل ،
وللأسف من لا يقيم بأي مركز شامل وهو معاق فإن وزارة الشؤون الإجتماعية تقدم له إعانة شهرية زهيدة لا تتجاوز 833 ريال ،

ولو أن الحكومة رفعت الإعانة لهم أسوة بمن يأوي ويحتضن يتيما وفق البرنامج المعروف الأسر البديلة ،
حينها لتشجع ذووهم وآثروا خدمتهم بمنازلهم بعيدا عن مراكز التأهيل الشامل ،

وعليه يجب على الحكومة أن ترفع إعانة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مبلغ ثلاثة آلاف ريال شهريا للفرد الواحد على أدنى حد ليتسنى لذويهم القيام بمسؤولياتهم تجاههم


ممكن يا طاهرة ؟؟؟! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم بدء تشغيل الرصيف العائم.. الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى


.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي




.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري


.. شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين




.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل