الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحاور الاقليميه و ما يجري في فلسطين

محمد بهلول

2015 / 10 / 15
القضية الفلسطينية


فرض ما يجري في فلسطين منذ الثلاثين من ايلول الماضي من حركات احتجاج شبابيه واسعه تتمدد من نقطه تصادم و مواجهه مباشره مع الاحتلال الى اخرى مترافقه مع تزايد متسارع لعمليات بطوليه فرديه و تضحيات زكيه متجدده و متكاثره لحظه فلحظه نفسه على شاشات وسائل الاعلام المتنوعه كحدث يتصارع على المركز الاول مع احداث المنطقه المشتعله ،و فرض نفسه على طاولات و حوارات السياسيين الرسميين المشغولين حتى النخاع بتتابع وقائع الصراع الدموي على اكثر من دوله و من اجل ترسيخ و تشريع و ترسيم مناطق النفوذ المتغيره هي الاخرى دقيقه فدقيقه على وقع طائرات السوخوي في سوريا و هدير ف.16 في اليمن و ليبيا...الخ.
لقد فرضت الاحداث في القدس و الضفه و امتدادها المتسارع الى غزه و سائر المناطق المحتله عام 1967 و حتى 1948 نقاشا ضروريا و ان بدا عقيما حول ما يجري من كونه غضب انفعالي او هبه تتحول من الانفعال و الاحتجاج على واقع اسود الى المطالبه باهداف محدده او حتى انتفاضه يتسارع المتحمسون الى اغراقها يسله اهداف عجزنا في السابق و في ظل النهوض الوطني العارم و موازين قوى مختلفه جذريا عن تحقيقها مما يشكل احباطا لها حتى قبل ان تتبلور.
المنهجيه الموضوعيه للاحاطه بالسؤال حول توصيف ما يجري تدعونا الى قراءه المحاور الاقليميه و تصور موقفها مما يجري.
اي كانت الاجابه عن تنسيق او تناقض اميركي مع التدخل الجوى الروسي في سوريا و الحديث الاعلامي و المخابراتي عن تدخل ايراني بري واسع ،فان صراع المحاور يتصاعد بوتيره عاليه و التصادم قائم و مهدد بالاشتعال اكثر و ان التقيا اخيرا،و هو ما يجعل ما يجري في فلسطين صدمه غير متوقعه لمحور بذاته خوفا من خطف الاضواء و اجتذاب التعاطف الشعبي و التخفيف من حده التوتر المذهبي،و يشكل مفاجئه ساره للمحور الاخر لنفس الاسباب و المفاعيل اضافه الى اعاده تسليط الضوء على العدو الاسرائيلي و لو من باب اعاده التوازن بالنسب مع العدوين الجديدين(الايراني و الروسي).
فرغم كل التوتر و الحده و الانقسام العامودي الرسمي و الشعبي ،الا ان القضيه الفلسطينيه و العداء مع اسرائيل لا زالا يشكلان نقطه الالتقاء الوحيده ربما في الخطاب الاعلامي الرسمي لجميع الدول الاقليميه و العربيه و في التعاطف الوجداني و الوعي السياسي لدى الشعوب.
ان ايجاد قاسم مشترك في الوعي الجماعي الشعبي له تاثير مهم بالتخفيف من حده الانقسام المذهبي و توضيح جلي لحقيقه المواقف لكافه الدول و القوى و ترجماتها العمليه،في حين ان الانقسام يشكل رافعه لمشروع محور معين يمذهب و يدين الصراع ،في حين يذهب المحور الاخر نحو تسييسه.
ان فكره الهدنه الطويله المؤقته التي طرحتها و تعمل عليها اطراف دوليه و اقليميه و عربيه لا تهدف الى الرهان على تغيير و تحسين في موازين القوى لاطراف متناقضه مع اسرائيل ،بقدر ما تسعى الى توجيه البوصله الشعبيه الى حالات عداء و خطر اكثر مما تشكل اسرائيل و هو ما يخدم مشروع المحور حاليا للسيطره على المنطقه و الحد من نفوذ قوى دوليه و اقليميه صاعده و تعزيز النفوذ لاطراف و قوى على صداقه واسعه مع اسرائيل،مما يجعل الهدنه المطروحه اضاعه لوقت الفلسطينيين و ليس تهيئه للمعركه في الصراع العربي الفلسطيني_الاسرائيلي.
الحاله الاحتجاجيه الشعبيه الفلسطينيه و الانتفاضه هي على النقيض تماما،فهي استخدام متدرج لاوراق القوة الفلسطينيه و تراكما و ان بطيئا لموازين القوى رغم التضحيات الجسيمه.
المنطق يشير الى ارتياح واسع من قبل من يعرف بمحور االممانعه و المقاومه مما يجري في فلسطين سيما انه يخفف ايضا من الخربشه الاسرائيليه في الملفات الاقليميه لانه يلهيها بملف المواجهه و التصدي لعدوها المحلي الداخلي.ان اسرائيل التي تشكل فائض استراتيجي لمحور و ثلاجه انتظار للحالات الحرجه ،انما تفقد تاثيرها الى درجه التلاشي مع تعاظم الانتفاضه الفلسطينيه و تتحول من رصيد الى عبء على المحور.
ما من شك ان ما يعرف بمحور الممانعه و المقاومه سيعمل على الاستخدام المنطقي لما يجري في فلسطين و زياده تاثيره كعامل ايجابي له،لذلك لن يالوا جهدا من تقديم كل وسائل الدعم المعنويه و الماديه ،مما يجعل المحور الاخر يسارع لتدارك ما يجري و العمل على اخماده ،و فعلا بدا بممارسه اشد الضغوط السياسيه و الماديه لايقاف الحركه الاحتجاجيه و العمل الجاد لعدم تحولها الى انتفاضه شعبيه عارمه ،
هنا نفهم البطء و الاستكانه الفصائليه و السياسيه الفلسطينيه و عدم الرهان على انهاء الانقسام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة