الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رائد المسرح الديواني المناضل جبار عبد الكريم الأصفر

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

2015 / 10 / 15
الادب والفن


  ولد المناضل الراحل جبار عبد الكريم الأصفر في مدينة الديوانية عام  1932 , درس الأبتدائية في مدرسة الديوانية الثانية وكان مكانها قديماً محل بناية  متوسطة الأستقامة حالياً , كان متفوقاً في دراسته الثانوية , وعندما أكملها لم يتمكن من مواصلة الدراسة بسبب الحالة المادية لوالده المناضل عبد الكريم الأصفر (كرم الأصفر ) , كان الظرف لم يكن يسمح له الذهاب إلى بغداد لأكمال الجامعه , حيث كانت العائلة كبيرة ومكونة من الأب والأم وثلاثة أخوه وأربعة أخوات فأضطر التقديم لدورة المعلمين وقتها للتخرج كمعلم والعمل في المجال التربوي.
  كانت اول تعيين له عام 1953 , وأول مدرسة باشرَّ فيها  ناحية الصلاحيه , ثم خدم في مجال التعليم متنقلاً في المدارس التالية (مدرسة المناهل والأرشاد والميثاق) , أما عام الإحالة على التقاعد فكان عام 1983.
  بما أن والده عبد الكريم الأصفر كان صديق للشهيد الراحل فهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي  وهم يعملون سويه في ميناء البصرة عندما تعرفوا على شخص أرمني (فاسيلي) شرح لهم عن مبادئ وأفكار الحزب الشيوعي , فكان هدف الشهيد  فهد تشكيل الحزب الشيوعي العراقي ووالده عبد الكريم الأصفر في مدينة الديوانية , مما دعا إلى  تشكيل أول خلية ماركسية في الديوانية كان قبل عام 1928 , وكانت الكتب الحزبية تصلهم من الحزب الشيوعي اللبناني عن طريق المراسلة , حيث طلبوا منهم الحزب الشيوعي اللبناني فتح مكتبة لبيع الكتب لتكون غطاء لوصول الكتب للمدينة , وفعلا افتتح المناضل الراحل عبد الكريم الأصفر أول مكتبة في الديوانية عام 1926 ومكانها كان مقابل عوينات القادسية حالياً .
  عندما ولد الراحل الأستاذ جبار الأصفر وجد أمامه مكتبة زاخرة بالكتب تشمل جميع   الأتجاهات الثقافية , فكان الراحل جبار الأصفر قارئ من النوع الجيد ولهُ قدرّة على سرعة الحفظ وتقبل المعلومات  , وفعلا أصبح موسوعي القراءة ,حافظاً جيد للشعر ,ولم يفارقه الكتاب لأخر لحظه في حياته , وكان آخر كتاب أعاد قراءته أكثر من مرة (علي سلطة العدالة الأنسانية ) للكاتب عزيز السيد جاسم , أي كان قبل يوم من وفاته .
  اختص الراحل جبار الأصفر بتدريس اللغه العربية ,حيث كان بارع جداً بها , له الكثير من القصائد في اللغة الفصحى والشعبية , اشترك مع المرحوم علي جاسم الحمد و مسلم هاني و عزيز الفؤادي و نجم الموسوي وغيرهم في تأليف فرقة مسرحية قدمت الكثير من الأعمال المسرحية منها الناقدة والشعبية الهزلية مثل (عنتر وعبلة في القرن العشرين ) وهي مسرحية استخدمت الشعر الشعبي للحوار , (خمس مقاتلين على خط النار ) للكاتب المصري علي سالم و ( اغنية على الممر ) حيث تم تعريقها و تم أخراجها من قبل المبدع الراحل عبد السادة ناجي الأطرقجي , وقد استخدموا السلاح الحقيقي فيها , ومسرحيات أخرى منها  مسرحية ( كهوة طرف ) و( قاووش الزلم )و ( الأشجار تموت واقفة) وغيرها من الأعمال , وآخر عمل تم تقديمه كان بعنوان ( الحاج زباله) بعدها توقفوا عن العمل بسبب مضايقة حزب البعث لهم كونهم يحملون الفكر الماركسي وأعضاء  في صفوف الحزب الشيوعي العراقي , وكانت مطالبة سلطة البعث بالعمل لنشر أفكاره ليس إلا , وهذا لا يتوافق مع أفكارهم ومبادئهم ,كما كانت للراحل الأستاذ جبار الأصفر عدت مشاركات مسرحية من خلال المسرح المدرسي . توفي الأستاذ والمناضل جبار الأصفر في السابع والعشرين من رمضان عام 1432 المصادف 28 /8 /2011
 
مسرحية( اغنية على الممر ) اخراج عبد الساده الأطرقجي
 
  كان السلاح المقترح استخدامه في عرض المسرحية من الخشب , ولكن عند مرور قائد الفرقة الأولى ليرى التدريب على المسرحية , أدخلهم دورة على السلاح الحقيقي لمدة اكثر من اسبوع , بعدها زودّ العرض المسرحي خمسة بنادق ومسدس وهاون 60ملم  تم استخدامه لليوم الأول فقط , حيث احترق الديكور , كان هذا العرض في مدينة الديوانية , وعند طلبوا منهم عرض المسرحيه في السماوه كان المتفق عليه أن تخرج مظاهره بعد العرض تشجب الأحتلال الصهيوني  لفلسطين وقد تمَّ ذلك .
  يقول ولده عماد جبار الأصفر تعليقاً عن دور والده والآخرين في مجال المسرح :انهم كانوا لا يتقاضون أجر عن العروض المسرحية , وأغلب ريع العروض كان لدعم نادي الديوانية الرياضي , وكانوا يذهبون لمكتب المحافظ لا لدعوته للحضور بل لعرض علية شراء بطاقات حضور المسرحية  . كما يؤكد الأستاذ كامل الأطرقجي وهو من عائلة مناضلة ومعروفة في مدينة الديوانية والأبن البكر لأحد المخرجين والمؤلفين المسرحيين :إن مسرحية (أغنية على الممر) كان آخر عمل اخرجه والدي عبدالساده الاطرقجي وبعدها اعتزل الفن (ميدانيأ) لكنه كان يحترق شوقا للمسرح . كان ذلك في عام 1969 , ودائماً كان يردد مع نفسه , لايمكن ان اعيش بدون مسرح .
  ويعلق الروائي سلام إبراهيم عن دور هؤلاء المسرحيين الرواد في المدينة :كانوا يلتقون في محل عمي خليل الحلاق لم يكونوا ممثلين فحسب , بل كانوا  صاحبي نكتة ونوادر ما زالت المدينة ترويها , ومازال عمي خليل الحلاق حياً يرويها في المقاهي والمناسبات. كما يقترح الروائي سلام إبراهيم تجميع هذه الصور والشهادات التقديرية كي توضع في عرض دائم في نقابة الفنانيين في الديوانية , على أمل إقامة متحف في المدينة يضم كل ما يتعلق بمبدعيها من الفنانين كي يحفظ وتتطلع عليه الأجيال القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر


.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية




.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال