الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شموع لمحمد العناز بمناسبة حصوله على جائزة جنان خليل

خالد الصلعي

2015 / 10 / 15
الادب والفن


شموع لمحمد العناز بمناسبة حصوله على جائزة جنان خليل
******************************************
لم ألتق به الا صدفة قبل أيام قليلة ، وكم للصدف من محاسن في حياتي . حين جلست على الطاولة معتمرا وحدتي كعادتي ، لملمت تلابيبها كي لا تُعدي أحدا ، فالوحدة أخت العزلة في وجه من وجوه الاقتران بالذات خوفا من تلفها المضمون في مجتمع مظلم .
تناءت الى مسامعي وأنا أنتظر قدوم النادل ، مصطلحات ومفاهيم ثقافية ترتبط بعالم الكتابة ، شخصان كانا جالسين قرب الطاولة التي اخترت الجلوس عليها يتناقشان بخصوص الثقافة بنبرة متمكنة . أثارني الأمر قليلا ، وهبّت في شرايين التوق الثقافي رغبة في الالتفات اليهما والانضمام لهما لرشف بعض من ماء الروح . لكن تحفظي على الانحشار في نقاش ثنائي منعني من الانضمام اليهما ،أو حتى الالتفات اليهما لكشف شخصيهما ، واستكنت لوجع الانفصال الاضطراري ، مرغم ومجبر في واقع يتهارش فيه المثقفون على الفراغ .
فجأة جاءني صوت من قبل أحدهما يطلب قطعة سكر ، لأني دائما ما أفضل وضع قطعة سكر واحدة في فنجان قهوتي لأستمتع بالمذاق المر للقهوة ، وهو يستعير حلاوة السكر كي يداري بها غصة الواقع . ابتسمت في وجهه وقدمت له الصحن الصغير وبه ثلاث قطع سكر ، واستأذنته في سؤاله ، رحب الرجل . سألته عن محور نقاشهما ، فرد علي الآخر وابتسامة بريئة تملأ محياه ، لامحور في نقاشنا نحن ندردش في واقع الثقافة العربية ، والمغربية على الخصوص . استاذنتهما في مشاركتهما النقاش ورحبا بي لغور عطشي بدأ ينحت شقوقه ببطء في أعماقي. وانطلقنا في رحاب الأخذ والعطاء ، سافرنا بعيدا ، وكنا نؤوب بسرعة الى موطننا ، الى ألم الضياع ، الى جرح الفراغ .
لم يكن هذان الشخصان غير الشاعر والناقد المغربي محمد العناز ، والكاتب الجزائري اسماعيل مهنانة .
تساءلنا كيف نضيع عن بعضنا في هذا الشارع الضيق ؟ أما كان لنا أن نلتقي منذ زمن الشعر الطنجي ، أو المغربي ، أو العربي ، أو الانساني ؟ . انه نفس الهم الذي أبعدنا عن بعضنا ، هم الانتصار للشعرية ، للابداعية ، للبحث عن أفق يسع الجميع ، عوض أنابيب الشللية الضيقة التي أهلكت حرث الابداع ونسل الكتابة بالمغرب .
هو كالطفل الجامح ، بوجه بريئ وبطموح شعري جارف ، يتحدث عن وضع الشعر بالمغرب في العقدين الأخيرين والمرارة تتقطر من عباراته ، يتحسر على مآل الشعراء وهم يتناطحون لوأد بعضهم واغتياب أقرانهم وقتل أندادهم . حدثني عن حجب جائزة الشعر التي يمنحها اتحاد كتاب المغرب والأجواء التي تسربت عن لجينته القصديرية . عن أفول نجوم كادت تملأ سماء الشعر العالمي بأسماء ، لولا اختياراتها العابرة لخلدت اسمها في عالم الابداع الشعري .
دافع بكل ما وسعته قواه عن وجود الشعر بالمفهوم الوجودي ، حيث تختلط بتلات العبارة الشعرية بتربة الرؤية الابداعية . ولولا هذا الايمان المنغرس في أعمق طبقات الشاعر للفظ الشعر انفاسه .
تماما ، التقينا عند نقطة الغروب ، عند جناح التواري ، كيف أكون شاعرا اذا تصارعت كديك مع شاعر آخر حول نشر قصيدة أو الانضمام لمجموعة ، أو من أجل معيارية سخيفة لا يعطيها حقها الا القارئ .
هذا بعض مما تركته جلسة الصدفة مع الرائع الذي يستحق كل شموع الابداع كي عل عتمة التنابذ والاقصاء تنجلي عن فضاء بطبيعته يأبى الأضواء الساطعة ، كما يكره العتمة الحالكة .....شموع لمحمد العناز . ولن أنسى صديقي اسماعيل مهنانة ، قد نختلط صديقي برهة كما يختلط النهر بالبحر . والى ذلكما الحين لي كل الحرية في العودة الى عزلتي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو