الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاض قنبر وبوهيمة التضليل الممنهج الكالح

كرار حيدر الموسوي
باحث واكاديمي

(Karrar Haider Al Mosawi)

2015 / 10 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


أعلِّمهُ الرِّماَيَةَ كُلَّ يوَمٍ ... فَلَمَّا اشتد ساعده رماني
/// كثير من البشر ، في كل زمان ومكان ، صادفهم هذا النوع من الناس او قد يصادفهم الحشائش الضارة موجودة عادة في جميع او اغلب المزارع ، فحيث تنبت وتعيش النباتات النافعة توجد تلك الحشائش الضارة ومهما اقتلعوا منها فإنها لاتنتهي او تعاود الانبات ، وهكذا حال بعض الناس مع بعضهم للأسف لقد قالوا : نكران الجميل من شيم اللئام . مثلما قالوا : أما اللئيم فإنه لا يزيده الاحسان والمعروف إلاّ تمردا----إذا أنتَ أكرمتَ الكريم ملَكْتهُ .. وإن أنتَ أكرمْتَ اللئيم تمرَّدا
--وهناك مثل يقول : آخرة المعروف .. الضرب بالكفُوف---اعلمه الرماية كل يوم ... فلما اشتد ساعده رماني :
وكم علمته نظم القوافي ... فلما قال قافيته هجاني---تعلم الابجدية والأرقام مني ... فلما أصبح عالماً نفاني :
سعيت في الارض من اجل راحته ... فلما أصبح عاقلاً عصاني--وكم اطعمته لحم الخراف ... فلما صار ذا كرش وطاني !
تلك بعض مما قيل بحق ناكر المعروف والجميل والإحسان والعلاقة الرحمية والصداقة وحتى الاخوة والأبوة والتأريخ المشترك ، والحلوة او المرة,فناكر الجميل هو ذلك الانسان الذي يتصف بالجحود والتنكر والمغالاة واللاأبالية وعدم احترام مشاعر ومواقف الآخرين ( أيا كانوا ) ، سواء من قدم له يد المساعدة او الدعم المادي او المعنوي او حتى الذين ارتبطوا معه بعشرة او مصلحة او انقاذ من حالة مأساوية او صعبة كانت ستطيح به,لكن الغريب وفي ايامنا هذه ، أن هذا النوع من الناس في ازدياد وليس العكس! رغم مهاجمة ونقد مثل ذلك عبر الاتصال المباشر او العتاب او وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية من خلال الافلام والمسلسلات الدرامية الاجتماعية او ما يكتب في الصحف او في بطون الكتب غير ذلك الكثير !؟فهل نكران الجميل مرض ؟ وهل هو من الامراض المستعصية ؟
فالأمراض الاجتماعية السلبية كثيرة للأسف وهي ايضا أصبحت مزمنة ومزعجة ولها تبعات ضارة للمحيط والمجتمع والأسرة ، لا بل حتى للشخص المصاب بالمرض نفسه لان سمعته وعلاقاته المختلفة ربما تتضرر وقد يصل الأمر الى نبذه او تركه او التحفظ عل طبيعة التعامل معه مستقبلا ، اليس كذلك؟ الوجع مؤلم والصدمة أكبر ولكن لا تسمح له أن يلوث داخلك الجميل ويفقدك الثقة في الجميع او الآخرين ؟///
قال انتفاض قنبر الناطق السابق بلسان المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه احمد الجلبي
ان الجلبي قد افلس سياسيا وان الامريكان لا يثقون به بعد ان ورطهم في احتلال العراق عام 2003. واضاف في حوار اجرته معه شبكة اخبار العراق حيث يتواجد حاليا في العاصمة الاردنيه عمان للقيام باعمال تجارية حرة بعد ان ترك العمل في حزب الجلبي انني لست نادما على الاطلاق لخروجي من المؤتمر الوطني وان لكل شيء نهاية وانه اختار نهايته بنفسه مشيرا الى انه فضل ترك العمل الحزبي والبحث عن فرص اخرى في اطار تحالفات مع اي جهه كانت بغض النظر عن قوميتها او ديانتها. وعبر عن نظرة متشائمة للاوضاع في العراق وقال ان الحكومة الحالية قد وصلت الى نهايتها وان هنالك اخفاقا واضحا في تقديم الخدمات للمواطنين وخاصة في الكهرباء والماء وضروريات الحياة الاخرى مشيرا الى ان وزراء حكومة المالكي لا يعرفون نبض الشارع العراقي بسبب ابتعادهم عن هموم المواطنين وانعزالهم وتهربهم من السؤولية الملقاة على عاتق كل واحد منهم. واعرب عن قناعته من ان حكومة المالكي لم تغيير شيئا حيث لا تزال الطائفية والعنصرية هي المسيطرة على الاوضاع بالعراق وان احداث تغيير ايجابي فيها غير ممكن لان الوقت المتبقي لها قصير ولا يتعدى السنه الواحده. واعترف بوجود تدخل ايراني في شؤون العراق الداخلية وقال ان احدا لا ينكر ان ايران تتدخل في العراق وعبر عن قناعتة من ان هذا التدخل ليس في مصلحة ايران وقال ان مساعي ايران سيصيبها الفشل لان الشعب العراقي وفي مقدمتهم ابناء الطائفة الشيعية يرفضون الهيمنة الايرانية وان ولائهم للعراق. واشار الى ان ايران تعمل على خلق بؤر للعنف والقتل داخل العراق عن طريق دعم بعض الميليشيات الموالية لها داعيا ايران الى حل مشاكلها مع الاطراف الاخرى وخاصة امريكا في مكان اخر وليس على الساحة العراقية. وانتقد التوجه الديني للاحزاب التي تحاول تسيس الدين لخدمة اغراضها السياسية وقال اني ارفض تسيس الدين وتدين السياسة وهذا من اكبر المسائل الخطيرة التي تواجه العراق.ودعا الى تطبيق مبدا القائمة المفتوحة في الانتخابات المقبلة والتي قال عنها انها يتعين ان تجري بشكل شفاف بعيدا عن التزوير والتلاعب بالاصوات وتجاوز القوانين والدستور التي تنظم هذه المسائل
وحقيقة كانت اعترافات انتفاض قنبر على قناة البغدادية وهو يكشف الأسرار والحوادث الخفية المتعلقة بزعيم المؤتمر الوطني الدكتور أحمد الجلبي، وعادت بي الذاكرة لعام 1995 وأنا أشاهد اعترافات المنشق حسين كامل ضد سيده وولي نعمته صدام حسين، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فكما كان حسين كامل اقرب الناس الى الدكتاتور وأمين أسراره وصاحب الحظوة عنده، كان هذا هو حال السيد انتفاض قنبر منذ العام 1993 بالنسبة لأحمد الجلبي الذي كان ذراعه اليمين قبل وبعد سقوط نظام الطاغية. وكل واحد منهما ظهر وهو يتحدث ويقدم نفسه بأنه العفيف النظيف والنزيه وأن سيده هو مصدر السوء والشر والخطيئة وإنه انشق عنه لأنه لم يستطع إصلاحه أو تقويمه، ودفعته غيرته على الشعب ووطنيته الفائضة للتخلي عن امتيازاته والانتقال الى صفوف هذا الشعب المغلوب على أمره. هذه نماذج مما عاشه ويعيشه الشعب العراقي من مهازل ومسرحيات مبتذلة عما يمكن أن أسميه النفاق على الطريقة العراقية. ويمتد هذا النفاق إلى كل مفاصل الحياة السياسية في العراق اليوم، فجماهير هذا الحزب السياسي أو ذاك، وهذه الكتلة السياسية أو تلك، نزلوا هم أيضا إلى الشارع ليشاركوا في تظاهرات يفترض أنها خرجت للتنديد بأحزابهم وكتلهم السياسية التي تهيمن على السلطة والحياة السياسية والاقتصادية في العراق هيمنة تامة، وهي تحديداً المتهمة بالفساد وانعدام الكفاءة. وهكذا ضاعت المعايير في بلد الأعاجيب والنفاق والإشاعات والتسقيط والصلافة. ينددون بالفساد وهم فاسدون، يعارضون الرشوة وهم المرتشون، أي إنهم يتظاهرون ضد أنفسهم وأفعالهم وممارساتهم هم وأسيادهم الحيتان الكبيرة، يطالبون بالإصلاح وهم أشد المعارضين له، ينادون بالحفاظ على كرامة المواطن وهم الذين يهدرونها في كل يوم وفي كل دوائر الدولة.
الشعب العراقي يبدو يائسا رغم تحركه وتمرده على الأوضاع السائدة لكنه لم ينتفض لكرامته ولو حتى على غرار انتفاضة انتفاض قنبر على سيده. فالجميع يعتقد أن ليس بوسع أحد إنقاذ العراق، لأنه يتجه نحو الانهيار، لا سيما المثقفين الذين يعبرون بشتى الوسائل عن قلقهم على حاضر العراق ومستقبله. ويرون أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية في العراق تتجه نحو الأسوأ، والأخطر من ذلك هو أن الجميع يجدون في رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي أملهم الوحيد الباقي لوقف هذا الانهيار المتوقع والمنتظر في الوقت الذي يرى كثيرون منهم أن رئيس الحكومة عاجز عن أن يعالج الخلل لأسباب ترتبط بخلفيته الفكرية والعقائدية والتنظيمية والطريقة التي أوصلته لهذا الموقع المهم فهو محكوم بالاتفاقيات والعهود التي قطعها لنظرائه في السلطة ولرؤساء الكتل التي دعمته لكي يطاح بسلفه ويتسلم مقاليد قمة السلطة التنفيذية تحت شروط وضوابط عليه احترامها والتقيد بها، لكي يبقى ضعيفاً، وهو يعترف بذلك ويصرح بأنه يتعرض لضغوط كبيرة بل ولتهديدات مباشرة وغير مباشرة يمكن أن تودي بحياته. الشعب العراقي، وفي كل شرائحه ومكوناته، محبط وخائف، لأن من تقع على عاتقه مهمة إنقاذ العراق يجب أن يمتلك رؤية واضحة وفريق كفوء ومتمكن وسلطة مستقلة وإرادة قوية وقدرة قيادية ترغم الشركاء والأعداء في الداخل والخارج، على الانصياع والخضوع وتقبل قراراته وخططه الإصلاحية الحقيقية والجوهرية لاسيما في بنية وجوهر العملية السياسية وإخراجها من فخ المحاصصة المميت ومحاربة الفساد والمفسدين المعشعشين من حوله، و بل وحتى داخل مكتبه الخاص. إنها فرصة تاريخية ووحيدة لن تتكرر متوفرة الآن أمام السيد العبادي لكي يغدو رمزاً من الرموز الوطنية المؤسسة التي يحفل بها تاريخ البشرية وكل ما عليه هو أن يستأصل مراكز القوى المناوئة المطوقة له ولسلطته والمتمثلة برؤساء الكتل السياسية المشاركة بالعملية السياسية وإصلاح المؤسسة القضائية وتطهيرها من الفاسدين والمضي قدما بالإصلاحات الاقتصادية والسياسية بعزم وصلابة وجرأة قبل أن ينهار بناء الدولة برمته على الجميع فهو بنيان هش آيل للسقوط في أية لحظة خاصة بوجود عدو شرس يكمن له في الجوار وفي الداخل وهو تنظيم داعش الإرهابي المتوحش والشرس. الشعب بغالبيته الساحقة يؤيد رئيس الوزراء الحالي ويدعمه ولم يرفع ضده شخصيا أية شعارات معادية وأغلبها كان عبارة عن تعبير عن خيبة الأمل من بطء الإصلاحات وتسويفها وتجاهل مطالب الجماهير المتظاهرة، كم إن المجتمع الدولي يتعاطف مع الدكتور العبادي ويسانده، وهناك بعض القوى السياسية الوطنية المخلصة تقف إلى جانبه حتى لو كانت ضعيفة الإمكانيات ولا تمتلك ميليشيات أو مجاميع مسلحة تحميها وتحميه. فلا فائدة من الشكوى والضغوط وعدم تعاون الشركاء والتحديات والمؤامرات التي تحاك في الكواليس والعراقيل الدستورية، وهي الذرائع التقليدية التي يتمترس خلفها كل رؤساء الحكومات التي اعتلت هرم السلطة التنفيذية منذ السقوط وإلى اليوم، وهاهو الدكتور العباذي يواجه نفس التحديات،، وربما يفشل في تحقيق أي تقدم أو تصحيح للمسار السياسي وحل المشاكل الآنية التي يواجهها الشعب كنقص الخدمات وتردي المستوى المعيشي وتدهور القدرة الشرائية وتفشي الفساد وهدر المال العام والإهمال الخ.. جميعنا يعرف أن السيد حيدر العبادي تسلم مهمة شبه مستحيلة فثلث البلاد محتلة من قبل عصابات إرهابية تدميرية وخزينة خاوية وجيش وقوى أمنية مترهلة وفاسدة وعاجزة عن الدفاع حتى عن نفسها وميليشيات منفلتة تفرض قوانينها المافيوية على الشارع العراقي وسلطة ضعيفة لا يحترمها ولا يخاف منها أحد لغياب الردع وسلطة القانون وقضاء فاسد وخدمات متردية أو غائبة وصفقات مشبوهة ووهمية وتدخلات إقليمية ودولية سافرة تتحكم بالقرار الوطني وتنتهك استقلالية البلد وفساد منتشر في كل مفاصل الدولة بتشجيع وتضامن محكم بين الكتل السياسية المستفيدة من رؤساء الكتل إلى أصغر عنصر من الأتباع وشعب مرهق ويائس فقط طعم السعادة والفرح ودبت فيه روح الاستسلام وخسر بوصلة التوجيه نحو المسار الصحيح والنظر إلى مستقبل أفضل ويبدو تائهاً في صحراء بلا حدود وبلا ماء أو غذاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما