الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرة في الملعب السوري

زوهات كوباني

2005 / 10 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


الوضع الذي تعيشه سورية حساس للدرجة لا يمكن معرفة عقباها، لكن البوادر التي تلوح في الافق تبشر بأن التغيير الداخلي او التدخل بات قاب قوسين أو أدنى . وبدات السلطات السورية تحس بشكل جيد بهذا الوضع والمخاطر المحدقة. لذا على النظام في سورية أن تتحلى بالتعقل في تحليل القضايا والرد على المشاكل التي تعانيها بشكل يتناسب مع احتياجات الجماهير السورية بكافة اطيافها وموزاييكها (بكردها وعربها والسريان والاشوريين وغيرها من الاطياف ) وان تعود الى طريق الصواب من حيث تناولها للقضايا المنطقية العالقة وتتخلص مباشرة من تلك الذهنية السلطوية المتعفنة والتي عفا عليها الدهر . لذلك فكل المجريات الاخيرة تشير الى ان الكرة في الملعب السوري ولم يعد يفيد سورية تلك التبريرات او المماطلات او المخادعات للوسط السوري او العالمي ,ويتطلب التعامل الصحيح . فقد وصلت الامور الى حافة الهاوية ولذلك فيتطلب الحساسية في الاقتراب من هذه المسائل والموضوعية. ان الاقتراب المطلوب من سورية هو ان تقوم بنبذ جميع الاقترابات القديمة الصادرة والنابعة من الذهنية والعقلية المهيمنة على السلطة في السورية .
ان حادثة اغتيال الرفيق الحريري قد وضعت سورية امام اختبار كبير وهو اما ان يتعامل سورية مع هذا الحدث بجدية ومنطق او ينقلب الحدث عليها . فالدلائل كلها توجه اصابع الاتهام نحو سورية وتورط مسؤوليها الكبار وصولا الى عائلة الاسد نفسها من امثال ماهر الاسد واصف شوكت وغيرهم في هذه العملية. لذلك فالملف السوري بات موضوع نقاش من قبل جميع الاوساط العالمية حتى ان ما كانت سورية تعلق عليه الامال بهم من الاصدقاء بدؤا يبتعدون عنها وحتى الدول العربية التي كانت سورية تثق بهم فالكل يجاوب وبنبرة واحدة ضرورة التعامل والتعاون مع لجنة التحقيق الدولية , وان القضية تجاوزتهم الى الامم المتحدة تهتم بها كل العالم والحل يكمن هناك وعلى سورية الانصياع للقرارات الدولية . اي ان سورية لا بد من الانطلاق بالاعتماد على ذاتها وكيفية اقترابها من حل القضايا الوطنية في سورية بدأُ من القضية الكردية التي تشكل قضية اساسية لان الكرد يشكلون ثاني قومية في سورية الى القضايا الاجتماعية والسياسية والحقوقية , فمصيرها متعلق بالرد الصحيح على الحادثة وتناولها الصحيح للمسائل المصيرية التي تعيشها من على جميع الصعد . وما التصريحات الصادرة عن الرئيس الاسد في مقابلته مع المحطة الامريكية س ن ن بان من تورط في حادثة الاغتيال هو خائن وعقوبته شديدة اما امام القضاء السوري او امام القضاء الدولي لهو دليل جدي على ادراك الرئيس بان الخطر محدق .
عند النظر الى الواقع العملي في سورية يظهر تناقض عجيب مابين التصريحات وما بين ما يريد تقبله بالشارع السوري من قبل السلطات , وذلك لتضليل الحقيقة الموجودة , فطالما يترك الامر للجنة التحقيق يتطلب الصبر والتعامل معها بشكل تام دون ان يظهر الشبهات او احكام مسبقة قبل ان تظهر نتائج اللجنة في التقرير التي سيرفع الى هيئة الامم المتحدة .فالتصريحات الصادرة من الاعلام السوري وعبر مسؤوليها بدءاٌ من دخل الله الى فاروق الشرع الى بثينة شعبان وغيرها كلها تؤكد ان مسؤولي النظام يحاولون مسابقة التيار والعمل على اظهار نتائج التحقيق وفق ما يريدون . وهذا ما يظهر على التعامل الخاطئ للنظام السوري مع الكرة الواقعة في الملعب وسيسفر عن انزال اهداف تلو الاخرى دون ان يتمكن من الرد والدفاع .
ان الرد على العاصفة الشديدة والتي تشبه بتسونامي الشرق الاوسط لا يمكن ان يتم بحشد الجماهير الغفيرة في مدن حلب والشام وبان هؤلاء هم الشعب السوري وضد تقرير ميليس, لان الشعب ظهر في السابق في شوارع بغداد وغيرها من المدن العراقية حاملين صور الديكتاتور صدام حسين وممجدين بحياته, ولكن نفس الذين ظهروا الى الشوارع ومدحوا وهتفوا بالقائد المبجل وسيف العروبة والى اخره من مفردات قاموا هذه المرة مع سقوط صدام بتحطيم تماثيله وصب اللعنات عليه وعلى ماضيه , وهذه حقيقة المنطقة والشعوب اي ان السلطات و الدولة وعلى راسه الرئيس بشار ان لا ينخدع بالشعارات الرنانة الطنانة , وربما غدا سينقلب عليه لذلك يجب تناول الحدث والكرة الموجودة في ملعبها بشكلٍ عقلاني بعيداً عن العواطف والديماغوجيات لاننا في عصر لم تعد تفيد مثل هذه الالاعيب بشيء فبدأ الجماهير تعرف ما يدور وراء الكواليس . فالحل الناجح هو الاستلام للحقيقة والقيام بما تاخر اكثر من اللازم وهواجراء التغييرات الجذرية في بنية النظام من على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والحقوقية وعلى راسها حل القضية الكردية التي تشكل المعيار الاساسي في اقتراب النظام من حل القضايا الداخلية , لكي تستطيع تحقيق العدالة والديمقراطية والمساواة والرفاهية للشعب السوري بجميع اطيافه وتجعل من سورية دولة القانون والدستور. وبهذا تستطيع سورية من اخراج الكرة من ملعبها وتسحب البساط من تحت كل من يتربص بسورية وذلك بتوحيد جبهتها الداخلية بعد اجراء تلك التغييرات الجذرية المطلوبة لتسستطيع التواكب مع ركب العصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة