الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعى المفقود

محمد شحات ديسطى

2005 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


مع كل مرحلة انتخابية نتواصل ونلتقى ونحاول معاً أن نشق طريقاً للمستقبل كى نصل إلى حياة أفضل حياة كريمة للوطن والمواطن.
تعالوا نفكر معاً فى الخريطة البرلمانية هذه الأيام ونعطى لأنفسنا قدر من الحرية فى الاختيار بأسلوب علمى منطقى دون أي مهاترات …. دعونا نستعيد الوعى المفقود فى الحالة الانتخابية … فعضوية البرلمان شيىء مختلف عما يتصوره جميع من فى الساحة للأسف الشديد فالعضوية من وجهة نظرهم هى الظهور فى المأتم والأفراح بشكل مبالغ فيه …..أو هى بعض الدعاية الفجة التى تقتحم العيون وتشوه الجدران أينما تولى وجهك فى المناسبات العامة للإعلان عن نائب مشتاق للعضوية….أو هى فى اعتقاد الكثيرين المغامرين أنها أصبحت أسرع وسيلة للكسب السريع(الحرام طبعاً ) فهى افضل من العمل سنوات فى الغربة سواء فى دول النفط أو فى دول أخرى لما تولده من مكاسب خرافية … فبحسبة بسيطة عليك أن تبدأ بالمليون الأول - فرش مسجد بالموكيت تكملة وعمل صبة لمضيفة أو دار مناسبات - لتصبح بعد العضوية من المليارديرات والواقع خير دليل على ذلك فالهدف ليس خدمة الجماهير وإنما الكسب الحرام وليذهب الجميع للجحيم فتكوين الثروات والوجاهة الاجتماعية والحصانة هى أهم مايحلم به النائب …. الجميع بلا استثناء يغازل العصبية والقبلية والتكتلات أين هم من قضايانا أين برامجهم وأهدافهم أين آرائهم فى الأحداث الجارية أليس فيهم رجل رشيد!!!! .
وإذا كان ذلك هو أهم أهداف النائب فدعونا نستعيد الوعى المفقود فى العملية الانتخابية فنحن بحاجة للتوعية ومعرفة الحقيقة.
فنواب البرلمان يا سادة فى جميع أنحاء العالم لديهم الوعى الإنتخابى فهم يعلمون دور رجل البرلمان فهو رجل يمارس وظيفتى التشريع والرقابة بمعنى أنه يطرح مشروعات القوانين أو تعديلها أو يناقش بجدية فى القوانين المعروضة على المجلس مادة مادة وفقرة فقرة بما يناسب الشريحة أو الشعب الذى يمثله… كما أنه يراقب أداء السلطة التنفيذية سواء على مستوى الدائرة أو المستوى العام ولذلك يعطيه الدستور الحصانة كى يواجه السلطة التنفيذية بكل صلابة ففى أى مكان فى العالم يستطيع النائب إسقاط حكومته ويتم قياس قوة أى حكومة فى العالم بقوة نوابها وبرلمانيها فالحكومات فى العالم شرقه وغربه يخشون نواب البرلمان ما عدا مصر.
تعالوا نراجع أداء ممثلينا فى البرلمان ومجالسنا التشريعية وإلى أى مدى ينطبق أدائهم مع وظيفة النائب مع وعيهم بالدور الذى ينبغى أن يقوم به نائب البرلمان …. للأسف الشديد طوال مدة العضوية والتى طالت بالبعض لدورات متتالية لم نسمع لأى منهم صوت أو أى دور تشريعى أو رقابى إيمانا منهم بالحكمة ( لا أرى لا اسمع لا أتكلم ) و( وإذا كان الكلام من فضة فإن الصمت من ذهب ) وعموماً إذا كنا نتجنى على أحد عليه أن يلجمنا بالحجة الدامغة ويعرض علينا كشف حسابه.
كل حالم بالعضوية ينادى فى دعايته أنه سيصنع المستحيل ويحول بلدنا إلى جنة وينادى حاسبونى فى نهاية الدورة وفى النهاية نحصل على حصاد الهشيم لقد فوضناه نيابة عنا وجاء وقت الحساب فمستوى بلدنا واضح لكل ذى عينين فدلونى على أى خدمة نشيد بها على آدائهم …..لم نعد بحاجة إلى فرش مسجد بالموكيت فلله الحمد المساجد أكثر من عدد المصلين .
نحن فى حاجة ماسة إلى قماش اللافتات ومصاريف الدعاية المصقولة فيما هو أهم وأجدى… بصراحة شديدة وبدون أدنى حساسيات ودون انتقاص من قدر رجال بذلوا من الجهد بقدر استطاعتهم نحن نستحق نواباً افضل من ذلك.
فإلى متى يكون تصور النيابة بهذا الشكل البدائى …. أما تستحق مصر ذات الثقل التعليمى والثقافى أن تغير هذه النظرة …. يا ناس نحن فى القرن الواحد والعشرين ومازلنا نفكر بعقلية الجاهلية الأولى …
يا ناس نحن نستحق نواباً أفضل من ذلك.
يا ناس نحن نستحق نواباً أفضل من ذلك.
محاسب / محمد شحات ديسطى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وول ستريت جورنال: الحوثيون استحدثوا طرقا جديدة لتهريب السلاح


.. استهداف محيط بلدة شقرا جنوبي لبنان




.. في أول أيام العيد.. فلسطينيون يزورون قبور شهدائهم في دير الب


.. المتحدث العسكري الإسرائيلي: حزب الله أطلق أكثر من 5 آلاف صار




.. شاهد: الشرطة الألمانية تطلق النار على رجل هدد عناصرها بفأس و