الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محكمة الشعب

حسين جاسم الشمري

2015 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


عندما اكتشفت هيئة النزاهة مخالفات في عدد من الوزارات ومؤسسات الدولة سارعت الى احالتها للمحاكم وجعلتها قضية رأي العام وهنالك من استبشر خيراً بان هذا اول الغيث في الاصلاحات, كما ظهر على السطح من قرع الطبول بانه اكتشف كوكبا فيه ماء وخضراء ووجه حسن, وكل ما في الامر ان الموضوع لا يعدو سوى مخالفات وتجاوزات قانونية لبعض مسؤولي وزارة الكهرباء وامانة بغداد, وبهذا الانجاز تريد هيئة النزاهة ان توهمنا بانها تقوم بواجباتها على احسن صورة, فان كان هذا ينطلي على البعض فانه علينا (لا), لان استقدام مسؤول بدرجة مدير عام او وكيل وزارة لمحاسبته على شراء عجلات مصفحة من الموازنة الأستثمارية وتوزيع قطع أراضي لمسؤولين او اقاربهم كانت مخصصة للفقراء او كمناطق خضراء ضمن التصميم الأساسي لا تقع في ميزان وحسابات السرقات العملاقة التي جعلت من الاحزاب يملكون ما لا يملكه قارون, فان مذكرات الاستقدام تلك صدرت عن قضايا تنطبق عليها مواد قانونية مختصة بمخالفة التعليمات لا اكثر ولن يسجن او يحاكم منهم احد فاقصى درجة ينالونها بعد قضية جنح هي الحبس البسيط او غرامة مالية محدودة خصوصا ان حدثت تدخلات ووساطات وانتهى الموضوع.
ان مطالبات الجمهور وخصوصا المتظاهرين في ساحة التحرير وباقي سوح المحافظات تنادي وتصر على محاسبة حيتان السراق الذين اضاعوا ثروات العراق منذ عام 2003 والتي تقدر بمبلغ 802 مليار دولار فقط من مبالغ الموزنات العامة اضافة الى المبالغ التي لا يعلم عن مصيرها احد وهي العوائد الخاصة بفارق ارتفاع اسعار النفط بعد تحديد مبالغ الموازنات الاتحادية على سعر البرميل انذاك, اي ان الموازنات تحتسب على اساس سعر البرميل مثلا 70 دولار وبعدها يرتفع ليصل الى اكثر من 90 دولار, اين تلك الفروقات واين ذهبت؟
اليوم على هيئة النزاهة ان تبحث عن تلك الارقام المذهلة وايضا تبحث ملفات كل السراق الذين نهبوا اموال العراقيين واستقدامهم الى القضاء وامام محكمة الشعب وعدم التهاون مع اي منهم مهما كانت مرجعيته حزبيا او قوميا او مذهبيا وهي بذلك غير متفضلة انما تقوم بواجبها الحقيقي والشرعي والاخلاقي امام ابناء الشعب, وعليها ان تطلع على التقرير المسرب من السفارة الامريكية في بغداد والذي يؤكد ان الاحزاب الكبرى القابضة على السلطة لوحدها سرقت اكثر من 700 مليار دولار وهنالك اسماء لامعة وحاكمة لشخصيات واحزاب وردت في التقرير تمتلك مبالغ لا يتحملها العقل فمن اين حصل هذا الذي كان يعتاش على غسل الصحون او رواتب الخدمة الاجتماعية في دول الغرب على المبالغ والثروات المهولة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس