الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتهازية ديدن المؤسسة الكهنوتية مع التظاهرات والقضية الحسينية.

احمد محمد الدراجي

2015 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الثورة يخطط لها الحكماء ويصنعها الشجعان ويعيشها الجبناء ويتغذي على دمائها الانتهازيون من حكام ورجال دين ووعاظ سلاطين ...
الحسين سطَّرَ بدمه الطاهر أروع ملحمة في تاريخ البشرية تنهل منها الأحرار رحيق الإباء، وتستنشق عبق الحرية، وتستلهم الدروس والعبر لتختار الموت على ضفة الحرية على الحياة في ظل العبودية ....
هذه الملحمة الخالدة لم تكن بمنأى عن مخالب سُرّاق الثورات الانتهازيين الذين سرقوا جوهرها، وسيَّسوا شعائرها، ومَيَّعوا أهدافها، وسطحوا مفاهيمها، وتاجروا بدماء مُفَجِّرها، وأخرجوها من بعدها الإنساني إلى البعد الطائفي المقيت، وحولوا شعائرها إلى مجرد عادات وطقوس، ومنابر إعلامية للترويج لمَن ثار الحسين ضده : "الفساد والظلم" ....
أليس من أبشع صور الانتهازية والنفعية والوصولية والإستئكال هي المتاجرة بالدماء ؟!،وأي دماء ؟!، دماء الحسين "عليه السلام" ، وتسطيح مفاهيم ثورته و تسييسها وحرفها من مسارها الذي رسمه الحسين ...
الانتهازيون النفعيون من رجال الدين و الحكام والوعاظ اتخذوا من عاشوراء وشعائره شماعة لتمرير أجنداتهم، وتحقيق مصالحهم الشخصية أو الحفاظ عليها، جعلوا من المنبر الحسيني آلة إعلامية لانتخاب الفاسدين والظالمين، ومن الشعائر الحسينية ذريعة لتسلطهم وبقاءهم وطائفيتهم...
التظاهرات التي يقوم بها الشرفاء من أبناء العراق تمثل امتدادً لثورة الحسين وتطبيقا حقيقيا لأهدافه التي تتمثل في طلب الإصلاح و رفض الظلم والفساد وهي ذات المطالب التي يرفعها المتظاهرون والتي قلبت السحر على الساحر وزلزلت الأرض تحت عروش المؤسسة الدينية الكهنوتية وحاضنتها إيران والتي كانت السبب في تسلط وبقاء الفساد والمفسدين والظالمين، لأنها هي من أمرت بانتخابهم ودافعت عن حكوماتهم، فما كان أمامها اليوم إلا ركوب موج التظاهرات وانتهازها بما يخدم مصالحها ويحفظ لها وجودها المتهالك من خلال إطلاق الخطابات الفارغة وإتباع سياسة التسويف والتسطيح والتغرير والتخدير، وهذا يؤكد مُجدَّدا عدم ارتباطها بالتظاهرات ولا بأهدافها ولا بمعاناة الشعب المظلوم الذي خرج ثائرا من ذاته، وهو الذي حرَّك تلك المؤسسة الدينية وأجبرها على النطق، بعد أن التزمت الصمت والسكوت، فموقفها من التظاهرات والطريقة التي تتعاطى معها هي ذات الطريقة التي تعاطت فيها مع الحسين وثورته وشعائره، فلا وجود لأي ارتباط حقيقي بالحسين وثورته وأهدافه، كما أسلفنا، وإنما توجد الانتهازية والتوظيف والتسطيح، كما هو الحال مع التظاهرات، ومن هنا حذَّر المتظاهر والناشط الصرخي الحسني من أي محاولة للانتهازية واستغلال تضحيات المتظاهرين في بيانه الموسوم: "من الحكم الديني(اللا ديني)..الى..الحكم المَدَني" حيث قال:( 6ـ لابدّ أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية ومن ورائها ايران بان أيَّ محاولةٍ للانتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين وارجاع الامور الى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وافرازاتها الفاسدة المُفسِدة ، نحذرهم باننا سنغيّر توجّهات واَولَوِيات التظاهر فسنطالبُ أولاً وقَبْل كلِّ شيء بل سنؤسس حشدا مدنيا لتطهير المؤسسة الدينية من قُبْحِها الفاحش وفسادِها المُستَشري بأضعاف أضعاف قبحِ وفسادِ السياسيين ورجال السلطة ، فنحذِّرُهم من ركوبِ الموجِ ومحاولةِ الخداع والتغرير من جديد فنقول لهم عليكم تطهير أنفسِكم ومؤسساتِكم قَبْل ان تنتهزوا وتَركَبوا مَوْجَ التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد ، فلأكثر من ثلاثة عشر عاما الأمور بأيديكم من سيئ الى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد.).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام رائع
ابن العراق ( 2015 / 10 / 19 - 17:31 )
الانتهازيون النفعيون من رجال الدين و الحكام والوعاظ اتخذوا من عاشوراء وشعائره شماعة لتمرير أجنداتهم، وتحقيق مصالحهم الشخصية أو الحفاظ عليها، جعلوا من المنبر الحسيني آلة إعلامية لانتخاب الفاسدين والظالمين، ومن الشعائر الحسينية ذريعة لتسلطهم وبقاءهم وطائفيتهم...

اخر الافلام

.. روسيا تعلن بدء مناورات تشمل أسلحة نووية تكتيكية قرب أوكرانيا


.. إسرائيل ترد على طلب الجنائية الدولية بهجوم على الضفة الغربية




.. السعودية وإسرائيل.. وداعأ للتطبيع في عهد نتنياهو؟ | #التاسعة


.. لماذا جددت كوريا الشمالية تهديداتها للولايات المتحدة؟




.. غريفيث: دبلوماسية قطر جعلتها قوة من أجل الخير في العالم