الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدوان السعودي على اليمن و الاهمية الاستراتجية لباب المندب

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

2015 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لقد فشلت السعودية بكل الذرائع السياسية والعسكرية بشن العدوان العسكري والحرب على اليمن بتحقيق اهدافها سوي في السيطرة على باب المندب او في الحصول على منفذ بحري لها في بحر العرب او في عودة شرعية الرئيس اليمني المستقيل الي السلطة والحاكم في اليمن ومعروف ان من اسباب الحروب الثروة التي كان حاكم الإمبراطورية ومستشاروه يتخذون قرار الحرب من اجل الحصول على الثروة بينما القتال يتولاه جيوش مستأجرة. وكان هدف الحاكم جباية الضرائب من شعب المنطقة التي تعرضت للغزو وليس طردهم منها، مثلا :لم يواجه الإسكندر الأكبر اي مقاومة من عامة الناس عندما قاد جيوشه للهجوم على الفرس لان الناس بالعادة لا يهمهم من الحاكم نشبت في العصور الوسطى حروب عديدة في أوروبا في سبيل الثروة وكثيرًا ما كان أحد النبلاء يحاول أن يستولي على ممتلكات نبيل آخر ومن أجل ذلك، كان يستخدم جنوده، أو ربما يستأجر قادة آخرين مع جنودهم لمساعدته. وفي بعض الأحيان كان فاتح المدينة يحصل على دفعات مالية كبيرة في مقابل تركه المدينة في سلام والسعودية اليوم تستخدم جنود من عدد من دول العالم في شن عدوانها الغاشم على اليمن وهي نفس اساليب العصور الوسطي في الحرب .

وخاضت الأمم الأوروبية الكبيرة حروبًا على امتداد العالم من اجل الحصول على السلطة أو التوسع فيها وعملت على توحيد هذه الحروب الشعوب كما زادت من قوة الحكومات

وتخشى معظم الدول من احتمالات الهجوم عليها فتقوم بإنشاء قوات مسلحة للدفاع عن أراضيها وأحيانًا تتوجه هذه الخشية نحو قطر معين، وفي هذه الحالة تقوم الدولة بتوجيه ضربتها الأولى ونجحت السعودية في ضربتها الاولي في اليمن الا انها فشلت في ما بعد من الحرب والعدوان على اليمن وانتقلت المعارك القتالية الي العمق السعودية واصبحت عاصمته السعودية الرياض ومناطق كثيرة منها مستهدفة في أي وقت كان من قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية

عندما تقوم أمة بشن حرب معينة فإن حكومتها تعلن دائما أسبابًا لتلك الحرب لكي تكتسب مشاركة شعبية في المجهود الحربي لكن أسباب الحرب المعلنة قد لا تكون هي دواعي الحرب نفسها . هاجمت روسيا تركيا عام 1853م الذي ادى الى نشوء حرب القرم معلنة ان السبب هو الاضطهاد التركي للنصارى الأرثوذكس الذين كانوا يعيشون في الإمبراطورية العثمانية باعتباره سببًا لهجومها على الأتراك لكن دواعي حرب القرم الذي لم تعلن كانت ترجع لرغبة الروس في التوسع في منطقة البحر الأسود على حساب الدولة العثمانية الضعيفة وقد أثارت هذه السياسة مخاوف كل من بريطانيا وفرنسا بالاضافة الي وجود الرغبة في إيجاد أسواق للسلع المصنَّعة وغيرها والحصول على المواد الخام بأسعار زهيدة تتحكم فيها الدولة المستعمرة ومن الذرائع السياسية الغريبة أيضًا ما فعله الحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى حين منحوا بولندا ممرا مائيا عبر الأراضي الألمانية عرف بممر دانزج ثم أعطوها ميناء دانزج ليكون ملكا لها بحجة أن مصالح دانزج وبولندا متطابقتان. وهذا ما لم ترض عنه ألمانيا وقد أثاره هتلر فيما بعد

واليوم يمكن لنا القول ان السعودية استخدمت كل الذرائع السياسية للسيطرة على اليمن وشن العدوان عليها للوصول الي باب المندب وبحر العرب تحت ستار مكافحة المد الايراني والشيعي في اليمن وعود الشرعية وحكم الرئيس الفار المستقيل منصور هادي الي اليمن فشلت السعودية ومعها دول التحالف في معركة مارب واليوم في معركة باب المندب

وربما لعب الموقع الجغرافي والسياسي لليمن في حركة الملاحة الدولية دور كبير في اطماع العديد من القوي العالمية للسيطرة على اليمن وباب المندب

صنع وبات اليوم الامور مكشوف للعديد من المحلين السياسين والكتاب والصحفيين والباحتين في مراكز القرار

الأهمية الإستراتيجية لباب المندب ومعركة باب المندب التي انتصرت بها قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية حيت ان مضيق باب المندب الذي تشكل اليابسة اليمنية الضفة الأكبر فيه، أنه أحد أهم أسباب إطلاق "العدوان السعودي على اليمن وتشكيل السعودية تخالف عربية لشن عدوان ظالم وغاشم على اليمن ، إذ يبدو واضحا لهؤلاء المحللين أن من بين أهداف السعودية الوصول إلى بحر العرب ومضيق باب المندب الذي يفصل خليج عدن عن المحيط الهندي لما له من أهمية إستراتيجية وتأثير كبير على التجارة العالمية وخطوط إمدادات النفط

ويعتبر باب المندب ممرا مائيا استراتيجيا ويشترك في حدوده البحرية مع كل من اليمن واريتريا وجيبوتي. ويبلغ عرض المضيق نحو 32 كيلومترا بدءا من رأس منهالي في اليمن وصولا رأس سيان في جيبوتي.

وحسب الموسوعة البريطانية تقِسم جزيرة بريم (مَيّون) ـ وهي يمنية ـ المضيق إلى قناتين: القناة الشرقية وتعرف باسم باب اسكندر وعرضها 3 كيلومترات وعمقها 30 مترا والقناة الغربية وتحمل اسم "دقة المايون" وهي بعرض 26 كيلومترا وعمق يصل إلى 310 أمتار. كما توجد بالقرب من الساحل الإفريقي مجموعة جزر صغيرة يطلق عليها "الأشقاء السبعة".

وبحكم الجغرافيه ، لليمن أفضلية إستراتيجية في السيطرة على المضيق لأن اليمن يمتلك جزيرة بريم لكن القوى الكبرى عملت على إنشاء قواعد عسكرية قرب المضيق لأهميته الإستراتيجية،

فمثلا تملك الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة في جيبوتي على الضفة الغربية للمضيق وكذلك لفرنسا حضور عسكري قديم في جيبوتي

قبل شق قناة السويس لم يكن لباب المندب أهمية إستراتيجية بالمعنى الحقيقي ولكنه منذ عام 1869 عندما ربطت قناة السويس بين البحرين الأحمر والمتوسط أصبح لباب المندب مكانة إستراتيجية خاصة وتحول إلى أحد أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوروبا والبحر المتوسط من جهة ودول المحيط الهندي وشرقي إفريقيا من جهة أخرى خصوصا مع تزايد استهلاك الوقود الأحفوري وتزايد صادرات النفط الخليجي إلى الأسواق العالمية خاصة وأن عرض القناة الغربية "دقة المايون وعمقها قادران على استيعاب شتى أنواع السفن وناقلات النفط بحيث تسمح للناقلات والسفن بالعبور باتجاهين متعاكسين بكل يسر وسهوله

تقول ـ سعدة الصابري ـ "إن أهمية باب المندب الإستراتيجية تبدو أكثر وضوحاً إذا علمنا أن 38٪-;- من النشاط الملاحي البحري يتم عبر مضيق باب المندب متضمنة 8 ٪-;- من عمليات الشحن في العالم و 9٪-;- من عمليات شحن النفط أي ما يزيد عن 21 ألف سفينة محملة بشتى أنواع البضائع سنوياً حسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ما يعني أن إغلاق باب المندب سيؤدي إلى أضرار جسيمة على حركة التجارة العالمية بأسرها.

ويشكل المضيق "شريان الحياة بالنسبة إلى قناة السويس التي تدر على مصر أكثر من 5 مليارات دولار سنويا خاصة وأن ما يزيد عن 98% من السفن التي تدخل قناة السويس المصرية تمر عبر مضيق باب المندب. وهو ما يفسر ـ من بين أسباب أخرى ـ الاهتمام المصري بالمشاركة في عملية "عاصفة الحزم" والعدوان على اليمن رغم أن مصر هي أحوج ما تكون إلى الأموال الطائلة التي تنفقها أثناء مشاركتها في العمليات العسكرية ضد الشعب اليمني .

وحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية سيحول إغلاق مضيق باب المندب دون وصول ناقلات النفط من الدول الخليجية إلى قناة السويس وخط "سوميد" لنقل النفط من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط مما يضطر الناقلات التي تأخذ هذا الخط عادة إلى الإبحار جنوبا إلى رأس الرجاء الصالح في جنوب القارة الإفريقية للوصول إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية الأمر الذي سيزيد تكاليف النقل أضعافا. وهذا يعني في حال إغلاق باب المندب لمدة طويلة خسائر فادحة لدول الخليج وعلى رأسها السعودية المنتج الأكبر للنفط في العالم والتي تعتمد على مخزونها منه في الجزء الأكبر من اقتصادها
اليوم نحن امام خارطة سياسية اخري سوف يكون للحرب والعدوان السعودية على اليمن اثار عميقا على تعيير الجغرافية السياسيه لليمن والجزيرة العربية وبالذات على الاسر الحاكمه في المنطقة فاليمن في كل الاحوال سوف تحرج من الحرب والعدوان السعودي منتصرة فالعدوان ولا الحرب يمكن ان يحقق اهداف السعودية في اليمن بالحوار يمكن جل كل المشاكل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان