الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتظار : قصة قصيرة

صبيحة شبر

2005 / 10 / 26
الادب والفن


القاعة ملاى بالمنتظرين، رجال ونساء أثقلتهم الهموم، ودوا لو يجدون عنها براحا، أوقاتي مثقلة، تتراكم علي الأعباء، لا أجد متنفسا لأخلو إلى نفسي او أؤدي عملا أثيرا أحبه، فكل ما أقوم به مفروض
الحاضرون يحدث بعضهم بعضا، يسرد عليه همومه ويقص عليه متاعبه، وأنا لا أجد من ينجدني من وهدني، أمنياتي قليلة، أتمنى لو أحظى بلحظات حرة لا يملكها الآخرون، أتمدد، اجلس مسترخية، أفكر بشيء لا محدود، أسير بلا هدف، لا أهرول واهرب من أمور لا اعرف كنهها، تدفعني متاعبي إلى مضاعفة سرعتي، وتدفع بي قوة غامضة فلا أقوى معها على التقاط أنفاسي
عملي جميل مع كونه مرهقا، يسخرون مني حين اخبرهم باني عاشقة لمهنتي، تفكيري باحتمال فقدانها يثير في رعبا أخطبوطيا، بدأت افقد العديد من الأصدقاء المقربين، لا يريدون تصديقي وحالتي ميئوس من برائها
تنادي السكرتيرة على اسم رجل من الحاضرين، يقف المعني بالنداء ويدخل... هذا الطبيب مشهود له بالكفاءة، لكني لم الحظ تحسنا في وضعي النفسي، وقد عدته مرات عديدات، لم يعد الأمر يطاق، ماذا الم بي ؟ لم يعد نسياني مما يستهان به، أضحى لا يغتفر، أدخلني في مآزق لم استطع لها تبريرا..... أحدى الحاضرات وجهها مألوف، هذه الأناقة وذلك الجمال رايتهما، أنا واثقة من هذه الحقيقة، تحدثت مع صاحبة هذا الوجه، ولكن أين ؟ ومتى كان ذلك اللقاء ؟ وما نوع الأحاديث التي أجريناها ؟ وأين تم ذلك ؟هل تشاركني عملي ؟ أم تجاورني في سكني ؟ وهل تشترك معي في هواياتي واهتماماتي ؟ من يدريني ؟ قد أكون حدثتها أو استمعت إليها
عند ذهابي إلى السوق آخر مرة.....إنها تبتسم محيية إياي، فمن تراها تكون ؟ ولكن ما بالي وماذا جرى لي ؟ حتى المقربين مني لم يعودوا بمنأى عن تفاقم حالتي، التي كثيرا ما بررتها بضغط الأعباء علي وتراكمها
لم اعرف للوهلة الأولى مديري في العمل، فقد ناله مع زوجته نصيب من نكراني..... لم يقولا شيئا، ربما لم يلحظا نسياني.....
تذكرتهما بعد لحظة فتلعثمت وسال عرق الخجل مني ثم بادرتهما بالتحية...... السكرتيرة تنادي على اسم امرأة، تنهض الزائرة بارتياح
كمن يحقق انتصارا، المراة الأنيقة تقوم ، اتابعها وأحاول تذكر من تكون ؟ تتصفح المراة الجميلة إحدى المجلات النسائية، الطريقة المتبخترة في السير اعرفها أنا على يقين ،وقد رأيت تلك الابتسامة ، ولكن ما حسبي ؟ كثيرا ما أصادف أشخاصا في الطريق واجد وجوههم مألوفة، واشعر أنني اعرفهم وأبدا بسؤال نفسي عمن يكونون، ولا اهتدي إلى الجواب إلا بعد أن يبتعدوا عني
الوقت يمر بتثاقل وبطء، الطبيب بارع يضع يده على موضع الداء، ولكن كيف يمكنه تشخيص الدواء إن تعددت مواضع الألم
يقرع الباب، يدخل رجل جاوز الخمسين، وخطه المشيب عركه الدهر بنابه، أنا متيقنة أنني اعرفه ولكن كيف ؟ يقترب الزائر بأدب جم وابتسامة تزيل تجاعيد وجهه المتغضن، يحييني الرجل، يستفسر عن الزوج والأولاد، أجيبه بكلام عام، ولكن هل أساله عن الزوجة والأولاد كما فعل هو أم اكتفي بالابتسام، هل هو متزوج ؟ اله أولاد ؟ كم عددهم ؟ يخبرني الرجل أن سميرة تسال عني وهي تشتاق إلى رؤيتي ، فمن تكون سميرة هذه ؟ أقرر أنني سأخبره أنني اشتاق إليها أكثر مما تشتاق إلي، ولكن من يدريني أن الرجل يعرفني حقا ألا يحتمل انه يشبه وهو يعني امرأة أخرى ؟ هل أحاول أن استفسر منه عمن يكون ؟ ومن سميرة هذه ؟
ينقذني من حيرتي والورطة التي تكتنفني أن السكرتيرة تنادي على اسم آخر، يبتسم الرجل ويجلس بعيدا عني لعله أدرك أخيرا أنني لا اعرف عن عائلتهم الموقرة شيئا، وأنني أعاني من متاعب نفسية قد تكون أكثر مما يعانيه هو، أتظاهر بقراءة موضوع في إحدى المجلات، والحيرة تتضاعف في نفسي يبتسم لي احدهم، اشعر انه قد حان دوري للاستفسار عن العائلة وعن صحة الأولاد، يبدو الاستغراب واضحا على محيا الرجل وما أن أحاول الإجابة، تنادي السكرتيرة على اسمي، أتنفس الصعداء، ادخل مهرولة كعادتي



صبيحة شبر

الرباط في 1996








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا


.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح




.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر