الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصلاح الاصلاحات

سيف زهير

2015 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


من على مسرح السياسة العراقية الهزيل، تتبدل الادوار والمواقع بين هذا وذاك الا ان المحتوى نفسه والنوايا كذلك غالبا، سيما وان اغلب المتنفذين يتفقون علنا او خفية على ضرورة التوحد من اجل الحفاظ على المكتسبات والفضائيات والموارد الهائلة التي كنزوها بين ليلة وضحاها، يتم التغطية عليها من خلال مسرحية المظلومية التي يخرجها قدر العراقيين المنكوب، فكلما مرت اوقات عصيبة على ابناء الشعب العراقي وحدتهم بكل اطيافهم شاهدنا بالمقابل توحد اقطاب ميزان القوى المتنفذة على شكل تحالف طبقي طفيلي قائم على معاداة التطلعات الشعبية والحركة الاحتجاجية وزيادة ارصدتهم عبر الاثراء اللاشرعي. ان ما تقدم به السيد حيدر العبادي كبداية اصلاحية تواكبت مع المرحلة الراهنة والرغبة الجماهيرية الكبيرة للاصلاح، سرعان ما تبخرت على نار هادئة هي والورقة الاصلاحية التي قدمت من قبل مجلس النواب توافقا مع مبدأ على حس الطبل. وبعد الاخذ والشد خلال الجمع الاحتجاجية وعدم قناعة الجماهير العراقية المنتفضة بعمل اي اصلاح حقيقي شاهدنا محاولات حثيثة من هذا التحالف للتسويف والالتفاف ساعدتها خطوات العبادي الاصلاحية التي كانت عبارة عن حلول ترقيعية غير مثمرة. بعد ذلك تحول خطاب السيد العبادي من تقديم اصلاحات مدروسة وتهدف الى تغيير مهم في حياة المواطن الى قرارات ارتجالية فردية وخطابات رنانة تمثل البداية التي خطاها السيد نوري المالكي برحلة تدمير العراق خلال دورتين انتخابيتين فاشلتين بأمتياز. والتركيز من قبله على ان البلد يواجه معوقات اقتصادية زادت من صعوبة عمل الحكومة في حين ان المتنفذين كانوا ولا زالوا سببا رئيسيا فيما جرى وليس المواطن المكَرود، وكما تباهى امامنا بان الاعجاب الدولي ينصب على عمل حكومته لانها تقوم باصلاحات خلال فترة تقشف اقتصادي صعبة، الا انه تناسى ان يقدم اسماء الفاسدين الذين اوصلوا البلد لهذا المنحنى الخطير او ليعمل على اصلاح حقيقي للمؤسسة القضائية، ولم يذكر ان التقشف وهذه الصعوبة تنصب فقط على رأس المواطن المسكين. وافلات الاحزاب المتنفذة منها رغم ضرورة محاسبتها اولا قبل ان تقوم الحكومة بجباية الدخول المحدودة للمواطنين، يبدوا ان الملامح اصبحت واضحة للجميع رغم ضبابية الخطاب الحكومي وتركيزه على هوامش سطحية في عدم الجدية للقيام باجراءات ايجابية تتلائم والوضع الراهن، ان الاصلاحات التي تأكل فقط من كيس الفقير ليست محط تقدير او اعجاب من اغلبية ابناء الشعب وانما تحتاج نفسها الى اصلاح. فدخل الناس وخبزهم خط احمر لا يجب عبوره، وواجب الاخذ برأيهم وسماع همومهم. قبل التباهي بأراء الاخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة