الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصار وغزو وطائفية وهجرة

زاهر نصرت

2015 / 10 / 19
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لاشك ان ابرز عناصر الالفية الثالثة في قرنها الاول هو عودة المفاهيم الدينية لتحتل الصدارة وابرز ما يمكن ملاحظته هو ظهور التعصب الديني وظهور تفاسير لاديان قديمة ، المسألة ليست المساجلة لصالح فريق ضد اخر بل تبيان لمنحني جوهري هو صراع الحياة ضد الموت كخط اساسي ينظم المفاهيم في هذا القرن الجديد الذي يشكل حلقته بداية الالفية الثالثة وقد يشكل حلقة ختامها ايضاً ، ومن هنا كان لكل امة حضارة و " ايدلوجية " ومفاهيم خاصة بها تصنع سلوكها ، وتحدد معالم رقيها او همجيتها او تحدد ملامحها بين الامم ان كانت حسنة او قبيحة وكما نصنع الحدود على ارضنا وحول بيتنا ، واذا كانت كل دولة تضع لها حدوداً مع الدول المجاورة وتدافع عنها وتحميها من الاعتداء عليها بدمائها وارواحها واذا كان كل منا يدافع عن حدود بيته وارضه ولو اقتضى ذلك معارك وقضايا فمن الطبيعي والضروري ان تحمي كل امة حضارتها وتحافظ عليها من أي غزو خارجي وحضارتها وقيمتها يجب ان تكون اعز واكرم عليها من ارضها .
ان التاريخ يشهد ان القوة الكبرى التي هزمت المانيا النازية هي روسيا التي كان نظام الحكم فيها يقوم على التطبيق المحلي لبعض نتاجات الفلسفة الالمانية فكانت هذه الفلسفة اخطر سلاح سدد الضربة القاضية في وجه النازية الالمانية وهناك من اعتبر التاريخ الحضاري والحياتي للبشرية من نتاج الفكر وجادل اخرون بانه من نتاج المادة واخرون قالوا بالغرائز ويحتدم الصراع الان حول علاقات مجردة يدعونها ( بنى ) اما نحن فلا زلنا نكشف ونعلن كل يوم ان التاريخ ما هو الا عبارة عن مؤامرات سرية يتم حياكتها من قبل جواسيس الدول المستعمرة .
ولقد ارادت جماعة منا ان يكملوا ما بدأه واراده المستعمرون من افناء شخصيتنا وطمس ملامحنا فركزوا جهودهم من مراكز قوتهم لهذه الغاية بعد ان فقدوا في انفسهم ملامح شخصيتهم ونسبتهم لامتهم ، ونحن امة لها حضارتها العريقة وقيمها المستمدة من جلال صانعها ولها تاريخها وامجادها القائمة على هذه القيم ومن الخطر على كياننا وعلى حاضرنا ومستقبلنا او من العار علينا ان نتخلى عن حضارتنا لنذوب في حضارة اخرى او نحاكيها في مجراها .
يجب علينا ان نسير وفق نهج يخدم هدفاً مستقبلياً لنا ومن المؤكد ان هذا المستقبل ليس وهماً انه الواقع الذي سوف نعيشه في الايام او السنوات المقبلة وان وجود هذه الهدفية يكسب الحياة معنى يخرجها من دائرة الضياع والعبث ويجعلها اختياراً لا مجرد ضرورة ويطرح الكفاح بديلاً للاغتراب ، نعم هذه هي الصيغة السوية لمفهوم التكيف مع الواقع وما الانسحاب من الواقع او الانسياق وراءه سوى حالتين مرضيتين ومن ذلك اصرخ بصوت عال فلنعود الى حضارتنا فلنعود الى اصولنا .



زاهر نصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام