الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضوء النهار يجدد الساعة البيولوجية في الجسم

حنا عطاالله

2005 / 10 / 27
الطب , والعلوم


التوقيت والفصول:
ضوء النهار يجدد الساعة البيولوجية في الجسم
* كتب المهندس حنا عطاالله
درجت العادة أن تصدر رئاسة مجلس الوزراء بلاغا" بتغيير الساعة مرتين سنويا" فيتم العمل بالتوقيت الصيفي في الأول من نيسان من كل عام مع بداية الإعتدال الربيعي وذلك بتقديم الساعة ستين دقيقة كما يباشر بالتوقيت الشتوي في بداية شهر تشرين الأول مع إنطلاقة الإنقلاب الخريفي بإعادة تأخير الساعة ستين دقيقة.
الإستيقاظ والنوم
ولهذا التغيير مدلولات موجبة وتداعيات ناتجة , نظرا" لتأثير ضوء النهار على التركيب الفيزيولوجي لجسم الإنسان وبالتالي إنعكاسه على العمل والدوام والمجتمع بشكل عام لجهة بداية ونهاية اليوم والإستيقاظ والنوم , فيما تلتزم بعض الدول بتثبيت ساعتها كونها تعتمد على مرجعية أصبح ثباتها سر إستمرارها كتوقيت غرينتش في العاصمة البريطانية لندن وهو مايعرف بالتوقيت العالمي أو توقيت السعودية (مكة المكرمة).
الشتاء ومشاعر القلق
وتكمن أهمية التغيير من كون أشعة الشمس في الصباح كفيلة بإعادة تنشيط الساعة الطبيعية للإنسان ورفع روحه المعنوية ، في حين يؤدي طول الليالي الباردة القليلة الضوء في فصل الشتاء والذي يكفي وحده لإحداث خلل في مسننات الساعة البيولوجية في أجسام الناس , وقد وجد البحاثة الذين انكبوا على دراسة هذه الظاهرة أن الإنقباض وسرعة الغضب والانفعال ومشاعر القلق تصل إلى أقصى مدى لها في فصل الشتاء , من الناحية العلمية البحتة تعرف هذه الظاهرة باسم ظاهرة الاضطراب ذ ي التأثير الموسمي وفيها تتداعى عقارب ساعة الدماغ الداخلية إذا لم تستشعر دفعة من الضياء عند الصباح.
الربيع نشوة الجسم والروح
وهذا يعني ان فصل الشتاء يترك بصمات على الأجسام ويحدث أحياناً الاذى ويكون هذا الاثر خفياً في الجسم فالملاحظ أن النوبات القلبية تكون أكثر حدوثا ًفي شهور الشتاء منها في بقية العام، كما أن وظيفة الجملة المناعية تأخذ في التباطؤ مع قصر ساعات النهار مما يتيح لبعض الأمراض أن تزداد عدداً، لذلك فإن الربيع يجب ان يكون الفصل الذي يعمل فيه الإنسان على التخلص من الآثار السيئة لفصل الشتاء التي أحدثها في الجسم وفي الروح
الضوء المحرض
أما عن الطريقة التي يستشعر الدماغ بها قوة الضوء في الصباح فهي وجود حزمة من خلايا الأعصاب في الدماغ تعرف بإسم النواة فوق التصالبية وهي الحزمة التي تعمل على تنظيم الساعة البيولوجية الدماغية عن طريق قياس ضوء النهار الذي تستقبله العينان أي أن مقدار ضوء النهار يساعد على ضبط الساعة البيولوجية في الجسم ، ذلك بوساطة حزمة الأعصاب الدماغية القادرة على قياس كمية الضوء التي تتسرب عبر الجفنين المغمضين والنواة فوق التصالبية لاتستطيع ضبط الساعة البيولوجية في الجسم إلا بعد تلقيها المحرض الصحيح ومثل هذا المحرض يكون مستحيلاً في ايام الشتاء المظلمة, ومن سوء طالع أعداد غفيرة من الناس أن حسن وظائفهم الجسمانية يعتمد على قيام دورة منتظمة تراعي حالات الليل والنهار وإحدى هذه الوظائف هي إنتاج هرمون السيروتونين الذي يتعلق بموضوعي يقظة الإنسان وإحساسه بالعافية , والأشخاص المصابون بالإضطراب ذي التأثير الموسمي sad المشار إليه يعانون نقصاً في مستويات هذا الهرمون في أدمغتهم.
ضرورة تغيير الساعة
وعليه نرى الكثير من الناس الذين يقولون أننا إعتدنا النوم والإستيقاظ في ساعة محددة ودون منبه ( قد يكون العمل أحد مسبباتها ) وهي بالأساس الساعة البيولوجية بذاتها وأي خلل فيها كالسهر لداعي بعض المناسبات أو الواجبات الإجتماعية يؤدي إلى إضطراب الجسم وبالتالي يشعر الإنسان بالقلق ولفترة ليست بالقصيرة.
مما تقدم ندرك مدى أهمية التوقيت في الحياة اليومية للمجتمع وتأثير ضوء النهار في تجديد الساعة البيولوجية للناس وبالتالي ضرورة تغيير الساعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تفض بالقوة اعتصام الطلاب الداعم للشعب الفلس


.. أول مركبة فضائية صينية تنطلق إلى القمر




.. نفايات الفضاء تهدد مستقبل البشرية.. ما الأسباب؟


.. المغرب.. شكاوى من نقص أدوية مهمة في الصيدليات




.. محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان ورحيل الأمير بدر بن عب