الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلت جاكلين سولتون المراة التي ارادت ان يعم السلام في ربوع بلادي

عباس الشطري

2015 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


رحلت جاكلين سولتون المراة التي ارادت ان يعم السلام في ربوع بلادي
عباس الشطري
ذات امرة وتحديدا في ايلول عام 2005 واثناء حضوري لمهرجان الثقافة الكوردية في مدينة دهوك الكوردية وصدفة محض صدفة التقيت احد اصدقاء ماركريت ثورن الاردنيين التي تعرف في العراق باسم ماركريت حسن تلك المراة التي وهبت روحها للعراق وفيه ومن اجله استشهدت عام 2004 في الانبار ,كان هذا الرجل الاردني المفعم بالحماسة يتحدث عنها وعن نشاطاتها الانسانية المتنوعة وعن قدرتها على صنع الابتسامة للاطفال في كل مكان حطت به يتحدث الرجل بكل الم وحرقة عن المراة الانسانة التي ارادت الخير للعراق وابنائه ,لكنه لم يكن يعرف انه يتحدث الى رجل شاهد عشرات الكراسي المتحركة التي جلبتها ماركريت الطيبة من استراليا لمساعدة الاطفال المعوقين فضلا عن اشرافها على بناء مستشفى كبير في احدى المدن الجنوبية قدمته هدية للنساء اللواتي كن يشاهدن اطفالهن يموتون دون علاج , لقد شعرت بدفء قلبها وانا ازور مدينتي فاجد مستشفى واسرة واجهزة لاتتوافر في المدن الاخرى ,حقا لقد صنعت معجزة في زمن الحصار والموت البطيء الرهيب للاطفال العراقيين ,استشهدت ماركريت في الانبار بعد ان قطع خاطفوها يديها الكريميتين ثم اعدموها بدم بارد وحملت معها همها الكبير بان يعم السلام هذا البلد المثخن في الجراح
وليس بعيدا عن نشاط ماركريت عملت مواطنتها جاكلين سوتون بنفس هذه الروحية وان كانت لفترة قصيرة جدا لتضع بصمتها كما وضعتها ماركريت لكن حماستها ومعها الشهيد عمار وزملاؤها صنعت بهجة وحضورا في نفوسنا نحن الشباب الباحثين عن فرصة تعلم مهنة البحث عن المتاعب وفق اسسها المعرفية الدولية الصحيحة
وهذه البهجة المقلقة التي صنعتها وزملاؤها في نفوسنا اصبحت مقلقة فعلا فهذا الجهد المبذول من معهد صحافة الحرب والسلام وفرعه في العراق تحديدا هو ماتبقى من امل للصحافة الحقيقية الناقدة التي بدات تتكون في ضروف صعبة وخطرة بل ان المعهد يمثل واحدة من الحالات الصحية القليلة التي نجح فيها المجتمع الدولي لبناء منظمات غير ربحية في العراق وقدم فيها مساعات سخية اتت اكولها في حين فشلت عشرات المشاريع التي تحولت مساعداتها الى جيوب المفسدون حتى توقفت المنظمات الدولية عن استمرارها بالدعم بعد ان وجدت ان وضعنا لايرجى اصلاحه.
قدم معهد صحافة الحرب والسلام مساعدات عدة للصحفيين العراقيين تضمنت دورات ولقاءات وورش عمل في مناطق مختلفة في العراق لتدريبهم في مجالات معرفة الجوانب القانونية والاخلاقية لهذه المهنة الخطرة والتعريف بالحماية القانونية للصحفي او الاعلامي وكيفية السلوك العملي الاعتيادي للمهنية الصحافية حتى لايصطدم بالقانون فضلا عن المواد والنصوص القانونية التي تناولت موضوعة الاعلام في القوانين والدستور العراقي لكي يتجنب الصحفي الوقوع تحت المسائلة القانونية اثناء تأدية عمله وواجبه الاعلامي اضافة الى تمكين الصحفيين العراقيين الشباب من تطوير معرفتهم بالمجالات الاعلامية المختلفة وكذلك تحسين مهاراتهم المهنية , كل هذه الاعمال هي من صنع اولئك اللذين ارادو لنا مستقبلا واملا في التقدم والحياة حرة ومن بينهم جاكلين سوتون , رحلت جاكي وقلبها كما مواطنتها الشهيدة يحلم بالامل ان يعم السلام هذا البلد الذي اثخنته الجراحات رحلت المراة التي اشاعت في نفوسنا بعض البهجة رحلت ونحن نردد كما ردد العظيم ليو تولستوي على لسان بطلة روايته الحرب والسلام انا ميخائيلوفا ,كم من مزعجات وقلق احتملنا حتى باتو يشيعون في نفوسنا بعض البهجة ثم ان هذه البهجة يفسدها الخوف اي اننا نقضي حياتنا كلها في العذاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام في حرم جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة للمطالبة بإن


.. القوات الإسرائيلية تقتحم معبر رفح البري وتوقف حركة المسافرين




.. جرافة لجيش الاحتلال تجري عمليات تجريف قرب مخيم طولكرم في الض


.. مشاهد متداولة تظهر اقتحام دبابة للجيش الإسرائيلي معبر رفح من




.. مشاهد جوية ترصد حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البرازي