الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إطلالةٌ على المشهد في الأقليم

امين يونس

2015 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


مادُمتُ أكتبُ بالعربية .. فأني أستهدفُ القارئ العربي أساساً ، لكي يَطّلِع على مُجريات الأمور ، وأيضاً القارئ الكردي الذي يعرف العربية .. وبما أنني أتحدثُ في هذه المقالةِ عن الوضع في كردستان العراق ، وعن الصراعات بين الأحزاب الكردستانية .. فلا ضَير من هذه المُقَدِمة :
* الأحزاب الكردستانية تلعب في ساحتَين : الساحة الكردستانية المُعتَرَف بها عراقياً وحتى أقليميا ، والتي حدودها منذ 1991: أربيل والسليمانية ودهوك . وكذلك في الساحة التي إستجدتْ بعد 2003 والتي إنضمتْ إليها كركوك وسنجار ومخمور وسهل نينوى وخانقين .. الخ .
* اُكّرِر ما قُلتهُ منذ سنوات : الحزب الديمقراطي الكردستاني ، ونتيجة لعددٍ من المُعطيات المحلية والأقليمية ، فأنهُ يحكم السيطرة على محافظة دهوك وأربيل ، ومعظم المناطق المتنازَع عليها في نينوى ( مثل مخمور وسنجار وسهل نينوى ) ويستميت للمحافظة على موطأ قدمٍ في كركوك وأنحاءها . في حين ان الإتحاد الوطني الكردستاني ، يُسيطِر على السليمانية وحلبجة وكرميان ومعظم كركوك ، ويُحاوِل جاهداً المحافظة على موطأ قدم في نينوى . أي ان هنالك نوعُ من التوازُن بين الحزبَين ، على الرغم من حصول الديمقراطي على 38 مقعد في الإنتخابات الأخيرة والإتحاد على 18 مقعداً فقط .
* حركة التغيير التي دخلتْ الى الساحة بِقُوة بحصولها على 24 مقعداً .. إلا أنها لا تمتلك [ قوة عسكرية او ميليشياتية أو أسايش ومُخابرات ] ، كما لاتستحوذ على قطاعات مالية أو إقتصادية أو نفطية . فبذلك ( لاتمتلك أدوات الضغط والتأثير ، حسب المعايير الكردستانية ) .. فأن أقصى ما تستطيع أن تفعلهُ ، هو : مُحاولة جَر الإتحاد الوطني إلى جانبها ، وتشكيل جبهة قوية ضِد الحزب الديمقراطي ، بالتفاهُم مع الإحزاب الإسلامية أيضاً .
* حركة التغيير ، نجحتْ خلال السنة الماضية ، في رص صفوف كُتلةٍ تضم الإتحاد الوطني والحزبَين الإسلاميَين ، للوقوف بِوجه الحزب الديمقراطي . ولا سيما في تفصيلة : شكل نظام الحُكم وطريقة إنتخاب رئيس الأقليم وصلاحياتهِ . وترجُمة ذلك فيما يلي : إعتبار ولاية مسعود البارزاني منتهية في 19/8/2015 وغير قابلة للتمديد او التجديد . وايضاً التركيز على عدم شفافية ملف النفط عموماً وإتهام الحزب الديمقراطي ، بأنه وراء الأزمات المتلاحِقة .
* بالمُقابِل .. فأن الحزب الديمقراطي ، بإمتلاكهِ ورقتَين ، يلعبُ بهما بِمهارة : ورقة ( ضمانهِ الى حدٍ ما ، لنصف أعضاء الإتحاد الإسلامي الكردستاني ، من محافظة دهوك ، ووقوفهم على الحياد ، أي بتعبيرٍ آخر ، معارضتهم لرفاقهم من السليمانية وأربيل ) . وورقة ( ضَمان عدم قُدرة قيادات مُهمة في الإتحاد الوطني ، لمُسايرة توجهات حركة التغيير " الى النهاية " ، بسبب المصالح الكُبرى المُتشابكة ، لهذه القيادات ، مع مصالح الحزب الديمقراطي .. وعلى سبيل المثال مصالح كوسرت رسول وقباد طالباني ووالدته وعمر فتاح وعماد احمد وغيرهم .. ألخ ) . أي أن الحزب الديمقراطي ، يدرك أنهُ إذا جّدَ الجَد ، فأن نصف الإتحاد الإسلامي وعددٌ مهم من قيادات الإتحاد الوطني ، لن يستطيعوا الخروج من دائرة نفوذ الحزب الديمقراطي ! .
* لهذهِ الأسباب أعلاه .. عمدَ الحزب الديمقراطي ، إلى الخطوات الأخيرة المتمثلة في : منع رئيس البرلمان من حركة التغيير ، من دخول أربيل / إعفاء وزراء حركة التغيير في حكومة الأقليم من مناصبهم / مُحاولة إستبدال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب العراقي وكذلك وزير الهجرة والمهجرين في الحكومة العراقية ، وكلاهما من حركة التغيير .
..............................
- رغم ان قيادات الإتحاد الإسلامي الكردستاني ، تُؤكِد على وحدة حزبهم ، فأن الوقائع تُشير إلى إنقسامٍ بين سوران وبهدينان .. وأن إسلاميي بهدينان ، مّيالون للتفاهُم والتنسيق مع الحزب الديمقراطي ! .
- حركة التغيير كوران ، كانتْ تأملُ بمواقف أكثر جدية وصرامة ، من الإتحاد الوطني والأحزاب الإسلامية .. بالنسبة إلى منع رئيس البرلمان من دخول أربيل وإستبعاد وزراء الحركة . وكما يبدو فان حركة كوران ، تشعر الآن بأنها تُرِكَتْ وحدها .. وأن الإتحاد الوطني والإتحاد الإسلامي .. رُبما يعملان اليوم ، على جَني المكاسب بعد تهميش حركة التغيير ! .
..........................
يقول المؤمنون بالقانون والشَرع والأعراف ... أن ما قامَ بهِ الحزب الديمقراطي الكردستاني ، مُؤخراً ، من خطوات .. بعيدٌ كُل البُعد ، عن الديمقراطية والدستور .
لكن ... متى كانَ القانون يحكُم أفعالنا في هذه المناطِق من العالم .. ومتى كانتْ الديمقراطية ، نبراساً لنا ؟! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاملات منزليات مهجورات في شوارع بيروت | الأخبار


.. استمرار القتال والقصف بين حزب الله وإسرائيل • فرانس 24




.. -وُلدت خلال الحرب وقُتلت بعد أشهر-.. جدة تنعى حفيدتها بعد غا


.. ضربة قاصمة لحزب الله.. هل تعيد تشكيل مستقبل لبنان؟




.. عادل شديد: استمرار المواجهة سينعكس سلبا على المجتمع الإسرائي