الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كن مثلكْ

ماجد ع محمد

2015 / 10 / 20
الادب والفن


وأنت تتنزه في رياض الأغيارِ
حاذر من التسرعِ شوقاً لملاقاة المُنتَجِ في حقلِكْ
لا سيما عندما تكون بمثابة زائرٍ للمتونِ
وغارفاً من ثمرات غيركْ
فتشعرُ بأن ثمة رغبة حارقة للبوحِ تدفعك
لوضعِ رسوماتٍ داهمت طقسك
فبقيَت لبضع شهقاتٍ مشغولاً بطيف المداهمات
حتى تندفع للاندلاق بالذي لم يكن كلُهُ من نفسكْ
ناسياً بأن انعطافك لزرع بعض الشتلاتِ أوانَ الغَرفِ
هو أشبهُ بحالة من يتطاول بمنقار قريحته
عفو الخاطر الى منهل سواهْ
فيستنشق المُستَحضَر أمامَه
يدعهُ بأريحية الساهي في جوفه
غافلاً تماماً عن عملية الاستلاف أعلاهْ
فصحيحٌ يا صاحب الكُراسة والبصيرة
بأن المَغرفَ ليس أكثر من جنديٍ في متناول رُباكْ
بل والأدوات جميعها متوافقة مع هواكْ
والتربة لا شك هي ملك يُمناكْ
ولكن إياكَ يا زارع الحروفِ أن تتغافل هنيهةً
عن كون غبار الطلع لا يزال لسواكْ
وحتى يخلو بناءَك من آثار مداميكهم
وترتفع عالياً بأناكْ
كن مثلكْ
لا مثلهم
وحافظ على مسافة صعيدٍ يجعلك تنسى شيئهُم
حتى تبدو للناظر مقداماً
والمشتري لا مراءَ بشوق المعتني حينها سيضمكْ
خاصةً يوم يراك صادقاً في تقديم المُنتجِ
وبحبٍ تطرّز على صفحات الحياةِ شيئاً يخصكْ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناسبة هذه القصيدة النقدية التي تبدأ بالذات وقد تفضي الى بعض الذوات:
هي أن من عادتي أن أحمل معي أينما رحلتُ أو استوطنتُ في دروب الغربةِ كتاباً أو كتابين، وأثناء ذهابي وإيابي من العمل في اسطنبول عادةً ما أشغل نفسي بالقراءة في وسائط النقل، لذلك ففي يوم الاثنين بتاريخ 12- 10-2015 بينما كنتُ أقرأ فصلاً من رواية كهوف هايدراهوداهوس للأديب السوري سليم بركات، وقد خطرت لي أثناء القراءة فكرة، فقمت دونتها على ورقة مستقلة، ثم حشرت الورقة بين طيات الرواية، وعدت لأكمل القراءة، وفي اليوم الثاني أي الثلاثاء فكنت أقرأ في الطريق أيضاً ديوان البر والبحر للأديب الليبي إبراهيم الكوني، وكذلك الأمر فقد خطرت لي بعض الافكار فجئت بالدفتر وسجلت ما خطر على بالي عليه ثم عدت لأكمل ما بدأت به، ولكني في اليوم الثالث عدت لأجمع شمل المتناثر من مدوناتي هنا وهناك، فرأيت بأن المكتوب المحشور بين طيات هايدراهوداهوس لا يطابقني إنما يجانس مكتوب صاحب الرواية، وكذلك الحال مع المنثور الآخر فرأيته أقرب الى نفَس ابراهيم الكوني أكثر من قربه مني، وأدركت حينها بأن ما أجده في المكتوبين هو لا يشبهني، إنما يحمل ملامح الكاتبين اللذين مررت بحدائقهما في يومي الاثنين والثلاثاء، عندها مزقت مدوناتي تلك، وعلى أنقاض تلك المسودات كتبتُ هذه القصيدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت


.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو




.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو