الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طُنجرة الضغط ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


طُنجرة الضغط ..!!
لستُ من أنصار حسابات الدم ، بل وسأسمح لنفسي ، ولمرة واحدة ، أن أعبر عن مشاعري تجاه تجار الدم وأصحاب "مكاتب المحاسبة" بالدماء ، فأنا لا أُطيقهم ويغيظونني أيضاً .وأحتقر من يضع "تسعيرة" للدم حسب نوع ، جنس وقومية حامله .. وأسمح لنفسي بالقول بأن الدم هو نفس الدم ، لا دماء زرقاء ، خضراء أو حمراء ... فاللون واحد والتركيبة واحدة ، مع بعض الخلافات في النوع فقط ..والدماء التي تُسفك ، هي دماء لأشخاص كانت لهم أحلامهم ، طموحاتهم ، خططهم للآتي من الأيام ، لهم احباؤهم وأعزاءهم ، ولا يهم في هذا السياق ، ماهية مواقفهم السياسية .
كتبت صديقة يهودية على صفحتها الفيسبوكية ما يلي :" زهقتُ وأرفض أن أخجل . فليخجل أهل الذين يقومون بتنفيذ اللينتش (الضرب لأعزل حتى الموت). فليخجل قادة الدولة الذين يُشجعون الهستيريا والكراهية ، والذين يُعلنون بأنهم يعلمون من الذي حرق العائلة المسكينة (عائلة الدوابشة)، لكنهم لا يريدون كشف مصادرهم الاستخبارية ؟(كسيناريو رديء في مسلسل تلفزيوني من الدرجة الثالثة).. ما نوع الرسالة التي يستلمها الشعب ؟
فليخجل أولئك الذين يعتبرون انفسهم أخلاقيين ، مثل يائير لبيد (وزير سابق ونائب في البرلمان)، بينما يُشعلون الشبكة (العنكبوتية) بالدعوة الى الصخب والشغب في الشوارع. وليخجل أيضا أولئك الذين يُشيّئون (من شيء)ويستغلون النساء. فليخجل اولئك الذين يتعاملون مع اللاجئين البائسين وكأنهم سرطان.
ربّيتُ أبناء شجعان واخلاقيين الذين لن يعتدوا على النساء، ولا على المخربين الحقيقين أو المُتخيلين الذين يستلقون على الارض ، جرحى . ولن يُهاجموا من يخالفهم الرأي .
بقينا قلة قليلة ، في دولة تخلصت من ميثاقها الأخلاقي ، وتنحدر نحو منحدر زلقٍ ومُظلم ، دون توقف أو حصانة ، وبقينا مع قيادة محرضة ومثيرة للخوف والكراهية " ... انتهى ... بينما أضافت سيدة اخرى على هذا البوست ، مضيفة بأنها تخجل من كل المعقبين الاوغاد الذين كتبوا يقولون "ليست خسارة كبيرة ،روح هذا الزنجي النتن " ...
يدورُ في اسرائيل وفي وسائل اعلامها الرسمية والعنكبوتية وخلال شبكات التواصل الإجتماعي ، حوار ساخنٌ جدا.. عن تصرفات الغوغاء والرعاع الذين قاموا بقتل عامل اريتيري في محطة الباصات المركزية في مدينة بئر السبع ، بعد أن قام شاب بدوي من النقب بإطلاق النار على جمهور المنتظرين في المحطة ... (للتذكير فقد استنكرت القيادات العربية والبدوية هذه العملية الاجرامية بشكل جلي وواضح، وانا اشجبها وأدينها ) ، وكان مِن بين مَن أُصيبوا أثناء تبادل اطلاق النار شاب اريتيري من مهاجري العمل ، فظنه الرعاع بأنه عربي ، فقتلوه بدم بارد وبطريقة تقشعر لها الأبدان ...!!
-لو كان مخربا عربيا ، لكانت ردود الافعال مُختلفة جدا ...!! هكذا قال أحد المشاركين باللينتش ....
التبريرات كثيرة ، فالشعب متوتر ويغلي من الداخل وكأنهُ في طنجرة ضغط ، وفي حالة خوف ويرى في كل صاحب سحنة عربية ، مخربا محتملاً .! هكذا يقول المُبررون .. لكن الأجواء التحريضية العامة ، والتشجيع على حمل السلاح الشخصي ، للدفاع الشخصي عن الذات ، تحول بأيدي الغوغاء والرعاع الى "عمليات انتقام " ولمجرد الانتقام .. وليس للدفاع عن النفس .
القانون الذي يكفل الحقوق الأساسية حتى لأعتى المجرمين ، تم التخلي عنه لصالح قانون الشارع ..
وبالمُقابل ، فقرية العيسوية ، المجاورة للقدس والتابعة لها ، تم اغلاق ثلاثة من مداخلها ، مع ابقاء مدخل واحد ووحيد ، مما تسبب بأزمة سير خانقة ، وأفاد مراسل الشبكة الثانية للراديو الاسرائيلي بالعبرية في البرنامج الاخباري ظهيرة هذا اليوم ، بأن سيدة من العيسوية قد توفيت داخل سيارة علقت في ازمة السير، في طريقها الى المستشفى ..وروى المراسل بأنه شاهد سيارة شرطة مرور أمام المدخل تسجل غرامات مالية باهظة للسائقين على أقل هفوة ..!!
طُنجرة ضغط أُخرى ...!! فهل سيعيش الإسرائيليون والفلسطينيون في طناجر ضغط ، ويأملون بأنها لن تنفجر ..
الحل معروف ، إنهاء الاحتلال والعودة الى حدود 1967، لتقوم دولة فلسطينية مستقلة الى جانب اسرائيل ..
فلا فرق بين دمٍ ودمٍ ..




































التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستيف بانون.. من أروقة البيت الأبيض إلى السجن • فرانس 24


.. فرنسا: حزب الرئيس ماكرون... ماذا سيقرر؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. أوربان يزور أوكرانيا ويقترح وقفا لإطلاق النار للتعجيل بإنهاء


.. فرنسا: التعايش السياسي.. مواجهة في هرم السلطة • فرانس 24 / F




.. كبار جنرالات إسرائيل يريدون وقف الحرب في غزة حتى لو بقيت حما