الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمه السوريه وتضارب وجهات النظر

سناء بدري

2015 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لا شك ان الوضع في سوريا يزداد تعقيدا واختلاف وجهات نظر المتابعين للشأن السوري اصبحت تطال حتى شرائح نفس الاحزاب التقدميه واليساريه والليبراليه والوطنيه و و , في بلداننا العربيه ناهيك عن السورين انفسهم.
هل انت مع او ضد او محايد او لايعنيني بالامر شيئا.
الكتابه في هذه المسئله تعرض كاتب او كاتبة المقال الى مواقف لا يحسدوا عليها اذ انحازوا الى طرف على طرف وقد تنسف ما بناه الكثيرين من مصداقية ومحبة المتابعين وتجعل منهم منحازين الى طرف من غير ما قصدوا واعتبارهم خارج الصف الوطني التحرري الرافض للدكتاتوريه وانهم مجرد طابور خامس او او او.
والمقال هو مجرد اجتهاد ورؤيا من منظور حيادي خاضع للحوار الحضاري البناء مع كل اختلاف ,بعيدا عن القذف والشتائم والتخوين اذ المصلحه تتطلب الخروج من الازمه وايقاف حمام الدم ووحدة الاراضي السوريه التي هي من وحدتنا جميعا.
عدا ذلك فالشعب السوري هو وحده الذي يقرر مصيره بانقاذ ما يمكن انقاذه بعيدا عن التفريط والتفتيت وكتاباتنا هي مجرد اسهام في ابدء الرأي وتأثيرها لن يكون فعالا و قويا مثل تأثير اصحاب العلاقه.
ترددت كثيرافي الكتابه عن هذا الموضوع لكن الموضوع لم يعد شأننا سوريا خالصا اذ ان له انعكاسات على مجمل منطقتنا وبلداننا مثل العراق ولبنان وفلسطين والاردن ومصر وبقية دول الجوار.
منذ البديات كان الانحياز للثوره السوريه في تغير النظام البعثي الشمولي المستبد ودكتورية الرئيس بشار الاسد وحكمه الطائفي الوراثي من ابيه.
الثوره استقطبت تعاطف كل احرار العالم واستبشرنا خيرا في بدايتها والعصيان المدني والمقاومه السلميه كانت عنوانها ..الا انها عندما عسكرت واستنجد احرار سوريا بالغرب وامريكا ودخلت كل التنظيمات الارهابيه المتأسلمه على خط الثوره واصبحت السعوديه وقطر هي المطالبه بحرية الشعب السوري, بدءت واكرر بدءت المعادله في التغير
فالثورات لا تصدر وتحرير سوريا لن يكون بواسطة الطائره والدبابه الامريكيه والدعم الارهابي المالي واللوجيستي والتقني والمعلوماتي باسلحه وذخائر غربيه همها الهيمنه والتفتيت وخلق الفوضى الخلاقه لا حرية السورين.
العراق كانت شاهد عيان على الدمار والخراب والارهاب والتفتيت الذي نتج عن الاحتلال الامريكي. والفوضى الخلاقه التي طالت كثير من بلدان وطننا العربي كانت نتيجة هيمنة الامبرياليه الامريكيه بمساعدة الغرب.
لم تسلم قبلها الصومال من التدخل الامريكي بها وها هي ليبيا تتصارع بعد سقوطها على يد الناتو وامريكا .
هل كان هناك من يتصور ان امريكا تهتم بحرية الشعب السوري وعدالته.وان السعوديه وقطر وتركيا هي عراب دعم الحريه فيها.
ان امريكا والغرب لا سياسات دائمه عندهم الا وجود اسرائيل لكنها تبحث عن مصالح دائمه .
بالامس كان صدام حليفا لامريكا عندما حارب ايران لثماني سنوات وعندما احتل الكويت بأعاز وتلميح وتشجيع امريكي بعدها اصبح عدوا.
لو كانت امريكا جاده بدمقرطت العالم العربي كان عليها البدء من السعوديه قامعة الحريات واسؤ بلد في العالم من جهة حقوق الانسان.كان عليها اسقاط قطر واسقاط ملك المغرب و و فهي ليست حريصه على حريات احد سوى حرية شعبها ودولة اسرائيل.
كم تغنت الولايات المتحده وحلفائها الغربين بالدفاع عن الاقليات ومنهم المسيحين ولم تفعل شئ وتركتهم لمصيرهم في العراق وسوريا ولبنان و و و..
دخول روسيا على الخط بشكل مباشر يحدث البلبله والتخبط والهلع وتغير موازين القوى والمعادله.
هذا لا يعني اننا مع التدخل الاجنبي ان كان امريكيا او روسيا لكن المعطيات والحقائق على الارض تشير ان الاختيار بين السيئ والاسوء هو لصالح التدخل الروسي.
متى سمعنا ان الروس ادعو ان لا مصالح لهم بسوريا. فهم اعلنوها صراحة انهم يريدون ان يبقى لهم نفوذ وقاعده بحريه في سوريا فلماذا اليوم كل اللبيرالين وبعض شرائح اليسار والكثرين يحتجون على تواجد روسي وقاعده عسكريه وتعتبر هيمنه في الوقت اللي هناك قواعد للامريكين في السعوديه وقطر وتواجد في الكثير من الاقطار العربيه بالاضافه للتدخل في شؤون وسياسات كل اقطارنا العربيه.
روسيا اعلنت ان مصالحها في محاربة الارهاب من منبعه اذ ان هناك اكثر من 12 الف اراهابي من روسيا ودول الاتحاد السوفيتي سابقاعلى الاراضي السوريه. هؤلاء سيعودون للعبث والتخريب والارهاب في امن بلادها.
لا ننسى موقف السعوديه وقطر في زيادة انتاج وضخ البترول اكراما لعيون امريكيا من ما ادى الى ازمه اقتصاديه في روسيا لذا فهي ايضا لاتخفي ان محاربة التدخل السعودي والقطري والتركي في سوريا هو من منطلق المحاظفه على مصالحها اولا وهي لا تخفي ذلك بالاضافه على مصالح سوريا من السقوط والتفتت وانقسام اراضيها.
حقائق ومعطيات
من الذي يدعم الارهاب المتأسلم والذي انشاء القاعده والتي نتج عنها جبهة النصره اليسو الامريكان.من الذي يدعمهم بالسلاح والذخائر .
داعش واخواتها اعلنت امريكا انهم مجرد 10 الف اراهابي وبعدها 20 و30 الف واليوم هم اكثر من 120 اي انه كان هناك تضليل.هؤلاء الدواعش من دعمهم الروس ام الامريكان.
كل الارهاب المتأسلم والاسلام المتطرف خلال العقود الماضيه دعمهم الامريكان لا الروس.
متى سمعنا ان الروس دعموا الارهاب في منطقتنا خلال الاعوام الخمسين السابقه.
ما هو موقف امريكا من كل قضايا التحرر والحريات والعداله الاجتماعيه في اوطاننا هل كانت يوما لصالحنا.
كم فيتو امريكي كان لصالح القضيه الفلسطينيه حتى يومنا هذا.
الاتحاد السوفيتي ساعد في مصر عسكريا واقتصاديا ووقف مع القضايا العربيه وساعد في بناء السد العالي في مصر زمن عبد الناصر وفي زمن الرئيس المؤمن انور السادات طردهم وخرجو ولم يعبثوا بالسياسه الداخليه لمصر مثل عبث الامريكان طوال العقود الطويله الماضيه.لربما نسي الكثيرين وقوف الاتحاد السوفيتي مع مصر ابان العدوان الثلاثي و و و.
نعم نحن ندرك ان روسيا اليوم هي ليست الاتحاد السوفيتي لكن مع ذلك مواقفها تبقى افضل من مواقف الغرب والامريكان في الصراع السوري.ومجمل المواقف من قضايانا العربيه.
هل الغرب والامريكان بالفعل معنين بالحفاظ على وحدة الاراضي السوريه وحرية شعبها.
لقد ادعو ان محاربة داعش تتطلب عامان وبعدها 5 اعوام و10 اعوام ومن ثم 30 عام في ظل وجود تحالف دولي مؤلف من 60 دوله وضربات جويه كرتونيه مجملها اكثر من 6000 طلعه جويه ولم تؤدي الى نتيجه لا بل قوة وذادت من نفوذ داعش واخواتهاعلى الارض والانتشار في الكثير من اقطارنا. لانهم غير جادين بمحاربة الارهاب وملاحقته والقضاء عليه فهو صنيعتهم.
ادعاء تدريب معارضه بواسطة امريكا قوامها 58 مقاتل سلمو اسلحتهم وانضموا لجبهة النصره هؤلاء ليسو بمعارضه مع كل الاحترام.
15 يوما من الضربات والتدخل الروسي بطلب من الرئيس الاسد رغم دكتاتوريته الا انه الرئيس الشرعي لسوريا احدثت فرقا ونتائج في محاربة التنظيمات الارهابيه في المقابل هناك تدخل غربي وامريكي غير معني بالقضاء على الارهاب لانه داعمه ولا زال يقدم له السلاح والذخيره.
محاربة الارهاب تحتاج الى اراده وتصميم اي وقف ارسال السلاح وانتاجه للارهابين .وقف كافة المساعدات الماديه والمعلوماتيه ووو .
جرحه جبهة النصره وغيرهم يتلقون العلاج والدعم من اسرائيل.
اوربا والغرب اليوم في مأزق اذا قضي على الارهاب في سوريا والعراق واندحرت داعش واخواتها هناك الاف من الارهابين سيعودون الى الغرب وهم سيكونوا قنابل موقته تنفجر بوجوههم...في الاصل كل دول الغرب معنيه في بقاء الصراع للتخلص من اعباء هؤلاء المتطرفين الاسلامين.
نعم نشعر بالاسى والالم لمقتل وتهجير ملاين السورين ومن يتحمل تبعية ذلك هم الكثيرين ولا نبرء النظام والاسد من المسؤوليه ونحمل الجميع اثار ودمار وانفجاروتبعيات الازمه.
ابتداء من المجتمع الدولي وكل المشاركين في هذا الدمار والاباده ا النطام والاسد مرورا بامريكا والغرب والسعوديه وقطر ودول الخليج وتركيا وروسيا والصين وايران الكل شارك في ذبح ونحر وتدمير سوريا والضحايا كانوا من الشعب السوري.
اليوم نحن في مفترق طرق والمطلوب انقاذ ما يمكن انقاذه والبحث عن وسيلة ابقاء سوريا موحده .هناك المهم والاهم والاختيار بين السيئ والاسوء.
استبدال النظام والاسد بداعش واخواتها وابقاء مصير سوريا بايادي كل المرتزقه الذين جاؤا من اكثر من 100 بلد في العالم للعبث في امنها ونهبها واغتصابها وتفتيتها هي ليست الحل الافضل.
اذا كان الاستعانه بالروس هو الافضل لانهاء المزيد من الدمار وقف شلالات الدم والتفتيت والتقسيم فليكن.
امريكا والغرب والسعوديه وقطر وتركيا ليست معنيه بهذا التوقف اذ انه لا يخدم مصالحها.
عزيزي القارئ هذا هو مجرد تصور واجتهاد فانا اعلم انه هناك لا يوجد حروب نظيفه, والحروب قذره وهمجيه ونتائجها كارثيه على الجميع ولا منتصر فيها .نحن اليوم في دوامة صراع نبحث عن افضل الحلول من اسؤها لانتهاء الازمه.
واكرر ما كتبته في مقال سابق استبدال الطاعون بالسرطان ليس الحل بل علينا البحث عن الشفاء من الامراض بافضل الطرق.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كل الإحترام
عماد ضَو ( 2015 / 10 / 22 - 20:25 )
مقال متوازن وعقلاني وموقف إنساني لا غبار عليه

نحن مع الديموقراطية في سوريا مباشرة في اليوم الذي يلي تنصيب اول رئيس للجمهورية السعودية وأول رئيس للجمهوية القطرية بعد فوزهما بانتخابات حرة مباشرة من مواطني البلدين بإشراف الأمم المتحدة ومراقبين من 10 دول أجنبية ولجنة تابعة للجامعة العربية بها مبعوث سوري واحد على الأقل


2 - الاستاذ عماد ضو المحترم
سناء بدري ( 2015 / 10 / 23 - 09:08 )
اشكرك على تقيم المقال رغم اني بالعاده اكتب مقالاتي والمس اكثر تفاعلا حتى وان كان هناك مخالفين لرأي وهذا المقال بالذات لا, ربما لم يعجب الكثيرين او ان القراء وصلوا الى التخمه من كثرة الحديث عنه.
اعتقد ان الكتابه هي صدق الكلمه وما يؤمن به الكاتب او الكاتبه ولا مواقف حياد في القضايا الانسانيه
اذا كان الهدف من تنحية الاسد تدمير كل سوريا وقتل معظم شعبها باي ثمن فهو مرفوض اذ ان هناك فرص اخرى ستلوح والاسد لن يبقى الى الابد.
في مقالي قلت الاختيار بين السيئ والاسوء هو الذي دعاني للقبول بالاسد ورفض النصره وداعش واخواتها ومعارضة الخمس نجوم الامريكيه
تحياتي واشكر مرورك

اخر الافلام

.. هل دخل الاتحاد الأوروبي في مواجهة مع الجزائر؟ • فرانس 24 / F


.. الاتحاد الأوروبي يدين القيود الجزائرية المفروضة في حقه على ا




.. هانتر بايدن. ما صحة مزاعم تتهمه بالعنف والتحرش لجنسي؟ • فران


.. هل تقف مدريد وراء إطلاق الاتحاد الأوروبي إجراء بحق الجزائر؟




.. ما موقف الجزائر من إطلاق الاتحاد الأوروبي إجراء بحقها؟