الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الشاعرة و الصحفية فينوس فائق

ميديا محمود

2005 / 10 / 27
مقابلات و حوارات


كنّاها الشاعر الدكتور عبدالله الصائغ بالطائر الكردي الملون , وقد صدق بذلك , فحيثما ادرت وجهك ثمة وجه مشع لفينوس فائق , فينوس ابنة مدينة السليمانيةالشاعرة والصحفية و ناشطة في مجال العمل التطوعي للاجئين ,لها عواميد ثابتة في دوريات كردية . بالاضافة الى ليسانس الاداب هي حاصلة على شهادات في علم الكمبيوتر والتحرير التلفزيوني والانتاج الاذاعي ,لها باع في الترجمة الشعرية باللغات العربية والهولندية والكردية . هي تشغل الان منصب نائب رئيس المركز الثقافي الكردي في دنهاخ- لاهاي هولندا .فازت مؤخرا بجائزة مهرجان العنقاء الذهبية الدولي الرحال لعام 2005 .

1-بداياتك كانت مع الشعر. في قصائدك تهب نسائم من كردستان وعبق من ورودها ,وتعانق الغيوم الصخورفي صفحاتك ؟ . برايك هل الشعر هو للشعر على غرار الفن للفن ام انه يجب ان ينبض بألام الشعب وينزف جراحه.

بعض الشعر يكون للشعر و ليس كله ، لكن كثيره خصوصاً عند الشعراء الكورد ، هؤلاء الآتون من تلك المنطقة الموبوءة بالإحتلال و العذابات و القهر و الذل و الهوان على أيدي الأنظمة الحاكمة التي تقتسم جسد كوردستان الكبرى ، ينبض الشعر بآلام الشعب كما قلت و يتنفس قهره و ينزف جراحه ، إنه قدر الشاعر الكوردي ، و إلا إذا تقرأئين لشعراء الغرب ، تجدين أنهم يكتبون الشعر للمتعة كما يحتسون الشراب للمتعة ، ليس عندهم ما يقلق منضجعه حتى صار الشعر عندهم ضرب من اللهو و العبث و المتعة ، صار الشعر للشعر ، لكننا لم نتخلص بعد من لعنة السياسة ، تلك العاهة التي ولدنا بها نحن الكورد ، لذلك تجدين الشاعر الكوردي لا ينفصل عن آلام شعبه مهما إبتعد جغرافياً ...

2-كيف تقيمين التغيييرات التي طرات على واقع المراة الكردية في ظل االادارة الكردية المحلية . وهل المراة الكردية مستعدة للتخلي عن بعض ما اكتسبته في المرحلة السابقة في ظل الدستور العراقي الجديد..

خطت المرأة الكوردية بعد تحرير كوردستان خطوات جدية و مدروسة نحو نيل المزيد من الحقوق الإنسانية و الإجتماعية و السياسية لها في المجتمع الكوردي و قد أحرزت تقدماً ملحوظاً في مستواها الإجتماعي من خلال تغيير و تعديل الكثير من قوانين الأحوال المدنية بصالحها ، منها القانون الخاص بتعدد الزوجات ، و قانون الميراث و غيرها من القوانين الأخرى ..
لكن الدستور العراقي الجديد يأتي ليضع المرأة الكوردية أمام التحدي من جديد و يضعها موقف حرج في مرحلة مهمة من مراحل نضالها من أجل التقدم و المضي نحو مكتسبات أكثر و ليس التنازل من جديدي و هذا الشيء يقلقني في واقع الحال ، فمن غير الممكن أن أتصور أن المرأة الكوردية و بعد أن ذاقت طعم الحرية و نالت الكثير من حقوقها و مارستها على أرض الواقع سترضى بما سيقسمه لها الدستور العراقي الجديد.. على المرأة الكوردية في الجزء المحرر من كوردستان الكبى أن تعي تماماً خطورة المرحلة بالنسبة لها و ان تتعامل مع المعطيات السياسية الجديدة بمزيد من الحذر و مزيد من الوعي و المسؤولية ، لتضمن لنفسها مستقبلاً من نوع آخر، ليس مستقبل يحدده لها الرجال القابعون في السلطة ، لكن المستقبل الذي تطمح إليه هي و الوضع الذي تنشده في زمن من المفروض بنا أن نتقدم إلى الأمام و ليس أن نتراجع إلى الخلف ، زمن نحصل فيه على المزيد من الحقوق لا أن نتنازل عن المزيد من الحقوق..

3-هل تعتقدين بجدوى التمثيل المئوي للمراة في البرلمان -الكوتا- و لا سيما ان تمثيل اولاء النسوة يتم تحت وصاية الرجال وباعدادهن .
شخصياً أقف ضد نظام الكوتا الذي هو أضعف الإيمان ، فتحديد نسبة التمثيل السياسي في مراكز القرار و المناصب الحكومية و التمثيل داخل البرلمان يحدد حركة المرأة و لا يمنحها المزيد من الحقوق ، أنا لا أعتبر نسبة الكوتا إنجاز أو مكسب بالنسبة للمرأة في العراق و تحديداً بالنسبة للمرأة الكوردية ، إنما هو إهانة و ترسيخ للوصاية الذكورية على حركة المرأة السياسية و الإجتماعية في كافة مجالات الحياة ، لأن المرأة الكوردية عندما مارست حقها السياسي و نالت مقاعد البرلمان الكوردستاني نالت ذلك الحق عن جدارة و ليس بنسبة معينة ، لا أظن أن المرأة الكوردية سترضى بذلك ، و إذا رضيت سيكون خطأها الفادح..

4- التناقض الواسع بين احوال المراة المثقفة الكردية والمراة العادية هو سمةَ مميزة للمجتمع الكردي باجزاءه الاربعة وكذلك لبعض المجتمعات الاقطاعية كما هو الحال في بنغلاديش مثلا حيث استطاعت المراة تسلم مقاليد الحكم في بلادها ولكن اوضاع المراة عموما سيئة . ما هي اسباب هذه الظاهرة عموما , وكيف يمكن تجاوزها برايك ؟
مؤكد أن هذه المسألة غاية في الأهمية و جديرة بالنقاش ، و بتقديري أن هذه الحالة موجودة في المجتمعات التي تعاني تحديداً من إضطرابات سياسية و إقتصادية ، مثل المجتمع البنغلاديشي الذي ذكرتيه ، أو المجتمعات التي تسيطر عليها التيارات الدينية و المسلمة تحديداً ، ففي كوردستان برغم التحرر إلا أن المجتمع الكوردستاني لازال متخلفاً إلى حد ما بسبب سيطرة التقاليد الدينية و الإجتماعية البالية على الكثير من مجالات الحياة و سيطرتها على عقول الرجال بشكل خاص ، و حتى أن كوردستان لازلت لحد اليوم تعاني من إضطرابات و صعوبات سياسية بين الحزبين الحاكمين و عدم الإستقرار السياسي هذا الأمر الذي يترك أثره السلبي على الكثير من نواحي الحياة و بالأخص ما يخص وضع المرأة في المجتمع ، حيث ينصرف المجتمع بشكل عام إلى الأمور و المسائل و المصاعب اليومية التي لها علاقة بحياته اليومية ، و ينسى الجانب المهم و هو مسألة التوعية ، التوعية في كل المجالات ، المجتمع الكوردستاني يحتاج إلى التوعية السياسية و الإجتماعية و الثقافية ، حتى النساء اللائي حصلن على مقاعد في البرلمان ينقصهن الوعي بمهامهن كعضوات برلمان هذا أقل شيء..
بالنسبة للعراق بشكل عام الوضع واضح للعيان ، هناك فجوة كبيرة بين السلطة في الأعلى و الشعب في القاعدة ، النظام السابق خلف مشاكل إجتماعية و سياسية تحتاج إلى سنين طوال لكي يتم تخليص المجتمع من تأثيراتها نتائجها السلبية على العقول ..

5 -فينوس فائق اعلامية وشاعرة , نقابية , مناصرة لحقوق المرأة تكتب المقالة السياسية, الترجمة 000 الخ . كيف توفقين باتمام كل هذا جنبا الى جنب و اين تجدينك تحققين ذاتك اكثر ؟
أجد نفسي حين أمسك القلم و أكتب سواء التحقيق الصحفي أو المقابلة الصحفية أو القصيدة أو اشارك في نشاط من أجل المرأة ، خلقت لأكون كذلك ، لا أتصور نفسي للحظة بدون ذلك العالم الذي خلقت من أجله ، ربما الموت وحده يكون الجواب على إبتعادي عن ذلك كله ، فأنا بدون دنيا الكتابة و الصحافة و الأدب و الشعر بشكل خاص لا أساوي شيء..أما كيف أوفق في ذلك كله ، فلا أدري ، كل شيء يتم في لحظته و بدون تخطيط ، أكتب المقالة عندما أريد و أكتب الشعر في وقته ، لا تخطيط ، و لا أفكر في كيفية التوفيق كثيراً ، أدعه يمشي لأنني أتلذذ من ذلك كله ، و أجد ذاتي بين كل ذلك..

6-الرسالة التي تحبين توجيهها للكرديات ؟
الرسالة التي أريد أن أوجهها للكورديات هو: أننا نحن الكورديات نختلف عن كل نساء المنطقة ، النساء الكورديات حادات الذكاء ، و الذكاء وحده لا يفيد بالمناسبة لو لم نعرف أين نوضفه ، المهم أن نوضف الذكاء في خدمة القضية الكوردية أولاً و ذلك سيتم بممارسة حقوقنا السياسية ، و ليس المطالبة بها ، فنحن الكورديات لسنا بصدد المطالبة بحقنا السياسي و إنما مطلوب منا أن نمارسه رأساً.. و أريد أن أقول لو كنا يداً بيد سنحقق ما يعجز الرجال عن تحقيقه ، فالمرأة أقوى من كل الرجال الذين يتصورون أن المرأة كائن ضعيف..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجورجيون يتحدون موسكو.. مظاهرات حاشدة في تبليسي ضد -القانون


.. مسيرة في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تطالب بوقف الحرب على غز




.. مضايقات من إسرائيليين لمتضامنين مع غزة بجامعة جنيف السويسرية


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. ديوكوفيتش يتعرض لضربة بقارورة مياه على الرأس