الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعيد نشر مقال الأستاذ محمد فتحى بعد حذف جريدة التحرير له : سبكى الإعلام وإبراشى السينما

ديانا أحمد

2015 / 10 / 21
الصحافة والاعلام


سبكي الإعلام وإبراشي السينما

محمد فتحي

2015-10-13



(1)

كان ذلك في الكويت..

وقفت الحافلة التي تقل الإعلاميين المصريين في منطقة قريبة من القصر الأميري في انتظار السماح بدخولها لتغطية زيارة الرئيس لدولة الكويت. الكل في الحافلة التي وقفت بجوار سوبر ماركت، فضل البعض النزول لشراء سجائر منه ، فيما تزاحم حول الحافلة مصريون مروا بالصدفة فإذا بهم يجدون مذيعين يشاهدونهم في التليفزيونات لا يفصل بينهم سوى أمتار قليلة..
اقترب بعضهم من الأستاذ وائل الإبراشي والتقطوا معه بعض الصور، لكن باقي الإعلاميين نظروا بدهشة للرجل الهندي الذي وقف بجواره ليلتقط صورة هو الآخر!!
نظرت لهم وقلت: انتو فاكرينه بيتصور معاه، لأنه بيتفرج مثلاً ع العاشرة مساء؟! ده فاكره أميتاب باتشان مش أكتر، ضحك الجميع، وصعد وائل وسط الضحك المتواصل، فأخبرته بما قلته عليه، لكنه استطرد: لا والله دول كانوا فاكريني الأستاذ مصطفى بكري.  

..........

(2)
لا أحب ما يقدمه وائل الإبراشي من إعلام، إذا تجاوزنا وأسميناه إعلامًا، وما زلت أذكر تعليق أحد رفاق عمره عليه حين شبهه بصحفيي الفضائح في الأفلام الأمريكية القديمة، والذين لا همَّ لهم سوى إحداث الجدل، وخلق قضايا من لا شيء. صحيح أن وائل على المستوى الشخصي إنسان واسع الصدر، للدرجة التي جعلته يتقبل مني ذلك وأنا أبوح له به في هذه الرحلة، موصيًا إياه بأن يتيح الفرصة لصديقنا المحترم والمجتهد سامي عبد الراضي، والذي كان قد تولى رئاسة تحرير برنامجه حينها، ورحت أؤكد له أن برنامجه يحتاج إلى الانتقال من مرحلة الفرقعة والإثارة لمرحلة المهنى، راجيًا إياه أن يعطي سامي المساحة الكافية لتطوير البرنامج ودفعه للمهنة أكثر من الفضائح. وكان الأستاذ وائل مرحبًا بما يسمع، وسعيدًا به كما بدا على ملامحه وقتها، لكن النتيجة كانت أن سامي اعتذر عن اسستكمال عمله بعد أقل من شهرين!!  

.........

(3)

حكى لي عمرو الليثي ذات مرة عن رحلة لأمريكا كان فيها مع وائل الإبراشي، ونزل الجميع للتنزه في إحدى حدائق الحيوانات المفتوحة هناك، لكن عمرو ووائل ذهبا بعيدًا عن المجموعة ففوجئا بقطيع من القردة يجري وراءهما.
قال عمرو إن سيارة جيب كانا يستقلانها وقفت بالقرب منهما فجريا عليها، وقفز وائل في حقيبتها، ثم أغلقها، في حين وقف عمرو يصيح: افتح يا وائل.. افتح يا وائل.
حسنًا.... وائل لم يفتح -حسب رواية عمرو- ولولا أن السيارة كانت مفتوحة وقفز فيها عمرو لكان الأمر تغير كثيرًا، لكن عمرو حين عاتب وائلاً اكتفى هذا الأخير بابتسامته الشهيرة، وهو يقول: مش واحد يعيش أحسن من اتنين يموتوا.  
.........

(4) 

في أول لقاء للسيسي بعد توليه الرئاسة بالإعلاميين المصريين في الاتحادية، وكان بينهم وائل الإبراشي، كان الرجل يتحدث عن أولويات القضايا التي يحتاج الإعلام تسليط الضوء عليها بدلاً من جو الشحن العصبي ومشاجرات الشاشات والقضايا التافهة. وكان وائل يومئ برأسه مستحسنًا ما يسمع..

في المساء كان وائل يعرض لمناظرة بين سنة وشيعة كادت تتطور لاشتباك بالأيدي.  

.........

(5) 

في شهر رمضان الماضي حضرت حفلاً للإفطار نظمه صندوق "تحيا مصر". وقف الإبراشي مع أحمد موسى يتجاذبان أطراف الحديث، مررت بجوارهما فنادى الأستاذ وائل: وطبعًا إنت يا محمد من الناس اللي كانوا عايزين أحمد موسى يتحبس عشان تخلصوا منه، رددت: جرى إيه يا أستاذ وائل إنت جاي تعمل حلقة هنا؟ 

في نفس الشهر ألقى رامز جلال بإفيه على أحد ضيوفه، مشبهًا إياه بأبو طارق بتاع الكشري.

بعد أقل من ساعتين كان "إعداد وائل" يتصل بأبو طارق ويسأله عن القضية التي سيرفعها على رامز. تعجب الرجل فقالوا له إن رامز خصص الحلقة للهجوم والسخرية عليك فغضب الرجل، وفي الحلقة التي أذيعت في اليوم ذاته كانت مكالمة أبو طارق عن القضية التي سيرفعها بناء على توصية "إعداد وائل"، بينما حاول نفس الإعداد أخذ تعليق من رامز جلال لزوم تسخين الحلقة. 
.........

(6)

وائل الإبراشي هو سبكي الإعلام المصري، مثلما السبكي هو إبراشي السينما المصرية، وجهان لعملة واحدة، اختلافهما الوحيد أن الأول رابط الجأش يحظى بثبات انفعالي قد يستفز ملائكة الحساب أنفسهم، بينما الأخير عصبي المزاج قابل للاستفزاز بأقل المتاح.

مثلما للسبكي خلطته في السينما، والقائمة على راقصة وبلطجي وأغاني مهرجانات وإفيهات ذات إسقاطات جنسية ومطربين شعبيين، فلوائل الإبراشي خلطته الإعلامية، التي تتلخص في صنع فضيحة أو خناقة أو الاتفاق مع بوكس لإلقاء القبض على ضيف خرج للتو بعد نصب الكمين له في البرنامج، مع ضيف بذيء اللسان، إضافة لمداخلات محفوظة من محام متفرغ لرفع قضايا الفرقعة الإعلامية، ورئيس ناد بذيء اللسان يشتم في الجميع، ويصيح كما بطوط في أفلام ديزني.

السبكي يحقق أعلى الإيرادات، وله مريدون يرون أن له فضلا على السينما المصرية بما قدمه في فترة ركودها بعد الثورة، في الوقت الذي يهاجمه آخرون على انحطاط مستوى أفلامه، ليقدم لهم أفلامًا أخرى تعجب المزاج العام، فيجد من يدافع عنه من الناس. 

وائل الإبراشي هو الأعلى مشاهدة بين برامج التوك شو، حسب تقارير "إبسوس" وغيرها من التقارير، وله مريدون يرون أنه يكشف المستور ويدفع المجتمع لعدم وضع رأسه في الرمال، وفي الوقت الذي يهاجمه آخرون باعتبار ما يقدمه ليس إعلامًا، يقدم هو فقرات تدعي الخوف على المجتمع، فيعجب المزاج العام أو مشاهدي الـ(c) الذين يتحكمون الآن في أبحاث المشاهدة، فيدافعوا عنه أمام شريحة الأفندية الأراذل بتوع المهنية.

السبكي يستعين بأي شيء ليكسب ولو كان طفلاً في غير دوره وسط مناخ قذر، ووائل يبرر أي شيء ليقدم فقرة ساخنة ولو كانت طفلة يعلم مسبقًا أنها لا تعي شيئا، وأن أهلها هم من شجعوها، وأن والدها كان يدور بهذا الفيديو على برامج أخرى ليعرضه ويظهر على هذه الصورة التي تلبي له شهرة يستفيد منها ويقتات، ولا يخجل من بقاء الطفلة على الهواء لما بعد منتصف الليل، بل ويتاجر ببكائها، في حين يمصمص مشاهدوه شفاههم، ويقولون: يا سلام يا أستاذ وائل.. إديهم كمان.

ما يجب الاعتراف به، أن وائل والسبكي يليقان بالوضع الحالي، حيث الجمهور عايز كده، والناس تشاهد وهي تأكل الفيشار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل