الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حشرجات الرنتيسي البائسة …. لمن يسوقها …؟

كامل السعدون

2003 / 1 / 14
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

ليس بغريب أن يتداعى الطغاة في ساعة الحشر القادمة هذه ، فيوحدوا إيقاع حشرجات الموت ، ويتعالى منهم النحيب ، ويتبادلوا اللطم على صدور بعضهم ، فبعضهم لبعض وليٌ حميم ، وإذا كان لسان البعض قد اختفى في الحلق قسراً من خوفٍ أو لسراب أملٍ ، لا زال يختلج في المخيلة المريضة العطشى لأي سرابْ ، فأن البعض ممن هو أقربُ للموت ، ولا يتوقع لحقن المورفين أن تطيل عمره ، مثل هذا لا يستطيع إلا أن يمد لسانه ، بكل امتداده ، ليفرز من قيح الوهم ، كل ما يمكن لقنواته السمية أن تفرز ، بأمل أن يستطيع أن يفعل شيئاً ، أي شيء

لتغيير اتجاه قدره ، وقدر رفاقه في حزب الشيطان …!

لكن أن يطيش سهم الرنتيسي في المزايدة ، حتى على شيخه الكبير القابع كالفأر في جحره ، وهو ينظر من كوة المفتاح متحسراً ، للمفتشين وهم يعبثون بثياب زوجته ، وحجرة نومه ، فتلك والله المصيبة الكبرى…!

المسكين …. صاحب العنتريات الكبرى، محرر القدس وعربستان وطنب الكبرى ، موحد العربان وقاهر اليهود والصليبيين وقائد جيش القدس بملايينه السبع ، مطلق الصواعق المواحق وصواريخ الحسين والعباس على الرافضة والشعوبيين ، مبيض السجون ، وقاتل الأطفال بالسموم ، لم يجرؤ المسكين هذا ذاته على أن يطلب من

جنوده المسومين ، ما جرؤ الرنتيسي على طلبه …!

ما طلب من طياريه ، وهم بحمد ربك كثرٌ ، على أن يصولوا على الأساطيل ، صولاتٍ انتحارية ، كما فعل اليابانيون الأبطال ضد الأساطيل الأمريكية في الحرب العالمية الثانية ..!

ما جرؤ على دعوة فدائييه وهم بحمد ربك يسدون عين الشمس ، من كثرة ككثرة الهوام في المزابل ، على أن يتزنروا بالأحزمة الناسفة، لينطلقوا صوب الجنود والمعدات الأمريكية ، المتوقع مبادرتها بالهجوم في القريب ..!

لأنه يعلم أن من لديه ، ليسوا بشجاعة ومبدأية الكوريين الشماليين إبان الحرب الكورية ، ولا بإيمان حرس الأمام إبان حرب الخليج الأولى …!

فما لديه ، ليسوا إلا حثالات من سقط متاع قبائل الجزيرة والمنطقة الغربية ، وسقط المتاع هذا جمعتهم بصدام حسين الطمع والغرور وعقد النقص والأمية والجهل والطائفية ..!

إنهم كجند معاوية ويزيد ، لا ذمة لهم ولا دين ولا عقيدة ، وبالتالي فليس بمقدور صدام أن يجند منهم حتى ولو عشرة ، يذهبون إلى الموت وهم يعلمون بكامل اليقين ، إنه الخيار الوحيد …!

فهل يضن الرنتيسي أنه قد أبدع من الفكر ما لم تجد به قرائح الحثالة المحيطة بصدام حسين ، وأنهم سيلقفون فكرته الذكية تلك والتي جاءت في لحظة عجز فيها المهندس الأكبر عن ابتداع مخرجٍ ولو بضيق خرم الإبرة ليتسلل منه عابراً بوابة الذل المستديم ، والموت الذي يطل من عيون حتى أشباهه وحواريه ، فيربطوا الحزم الناسفة على ظهور البغال البعثية من قواعد وقيادات ، ثم يدفعوهم إلى الموت من أجل سواد عيون السقيم عدي والدموي قصي وكبير طغمة الجزارين صدام حسين !!

كيف يا سيد رنتيسي … هل سيحرك صدام حسين فدائييه الجبناء بالكمبيوتر ، أم يشد عليهم أحزمة النسف ويبقي في يده على الصاعق ، ويجلس في مخبأه لينظر عبر كاميرات مراقبة على بغاله الآلية وهي تتوجه صوب الأمريكان الذين لن يروا ربما حتى نهاية المعركة …!!

أو إنهم سيقعدوا في بيوتهم وبين عيالهم وحريمهم وهم متزنرين بالمتفجرات ، ومنتظرين انتهاء موجات التدمير الجوي الأولى ، وحين يشرع الأمريكان بالدخول إلى بغداد التي تكون قد استحالت إلى أطلال ، سيخرج هؤلاء الفدائيين ليقتلوا الغزاة بأحزمتهم …!!

فكرة ذكية والله …

ليت صدام يستجيب لها… فيُحزّم قصي وعدي وعزّة وطارق وساجدة ( أم المؤمنين ) بالمتفجرات …!

أليس هؤلاء هم القدوة ، وهم أول من يضحي وآخر من يستفيد ، كما عودونا دوماً ، فأن نجح صدام في تلغيم هؤلاء ، سارعت جموع المقتدين ، للإقتداء …!!

ليته والله يفعلها …أو يقترحها حتى عليهم ، لقتلوه في الحال وانبطحوا للأمريكان ، حتى قبل وصول هؤلاء إلى قرارٍ نهائيٍ بالحرب وتوقيتها …!

الحقيقة ، أن الفكرة الرنتيسية البائسة ، والتي تنم عن جهلٍ فاضحٍ بطبيعة النظام العراقي ، وطبيعة العلاقة بين عناصره حتى في قمة هرم القمامة هذا …!

ولكن الفكرة ، لا تخلو من تشويقٍ وفنٍ، وقد أعجبتني للغاية رغم غبائها ، وأود أن أضيف لها نكهةٍ من مطيبات عراقيةٍ ، لا أضن الرنتيسي تذوقها سابقاً …!

الفكرة هي أن يتم تقسيم الحرسين الخاص والجمهوري وعناصر المخابرات وكوادر الحزب ، كُلٍ لفصيلين ، فصيلٌ ناسف وفصيلٌ هو مشروع نسفٍ لاحق ، وهكذا يسير الجندي أو الرفيق البعثي جاراً وراءه ذيلٌ طويل من سلك التفجير الذي نهايته بيد صاحبه الذي يسير وراءه على مسافةٍ آمنة …!!

وبهذه الطريقة يتم بأذن الله ، إيقاع موقعةٍ عظيمةٍ بالأمريكان ، تدفع دم العافية مجدداً إلى وجنات صدام حسين المتخشبة ، تقر روحه ويشفى غليله إذ يرى قتلى غريمه ، فأن أقترب الأمريكان أو العراقيين منه ، فجر هو بدوره قصي وعدي وساجدة ، ثم أنبطح للأمريكان ، طالباً المسارعة بنقله إلى لاهاي ، إذ أن الشوق لميلوسوفيتش غالبه ، وما عاد به صبرٌ على مزيدٍ من انتظار …!

أو ليس هذا أغنى من فكرتك يا سيد رنتيسي …!

أو … لم لا تأتي أنت ذاتك مع كوادر تنظيمك ، فتكون القدوة لطارق وعزّة والمعتوه المعوق الفاسد قصي …!!

لا أضن أن إسرائيل ستمنعك من الرحيل إذا عرفت نبل مقصدك الجهادي هذا ..!

ولا أضن أن الأردنيين سيمانعوا في تسهيل وفادتك تلك ، فهم بدورهم يتجمعون الآن للذهاب إلى بغداد لحماية ولي نعمتهم ، بعد أن وعدهم السماسرة( بقبضة ) دسمة ، بل أدسم من كل مرة ، لأنها ستكون الأخيرة ، وآمل جدياً أن يتمكنوا من القبض والعودة ، قبل أن تأتي الصواريخ التي لا تفرق بين الأجير والمستأجر ..!

بالمناسبة … يمكنك أيضاً أن تنقل اقتراحك الجهادي هذا لقيادات الدروع البشرية، وبدل أن تذهب الناس بأيادٍ فارغةٍ لتعود بها ممتلئة ، يمكن أن تذهب بحزمٍ ناسفة فلا تعود إلى دنياكم هذه التي أذلكم فيها الصليبيون واليهود

بعلمهم ودساتيرهم وأخلاقهم وتسامحهم …!!

 

********

أعتقد أن الفلسطينيين ، جلّهم ، وللأسف يصرّون على قطع كل حبال الوصل بالشعب العراقي وبالمستقبل العراقي ، بمراهنتهم على أقبح خلق الله ، قاتل العراقيين ومدمرّ الحضارة العراقية …!!

الفلسطينيون للأسف يصرون على أن يدفعونا للابتعاد مسافةٍ هائلةٍ عن مظلوميتهم …

إنهم يكررون ذات الأخطاء التي ارتكبوها مع الإيرانيين والكويتيين والأردنيين واللبنانيين …!

وكلما كثرت أخطائهم ، ضاق هامش المناورة أمامهم .

وقد ضاق فعلاً ، حتى تحول الثوار إلى قتلة أطفال مدارس وجزارين ، يتناحرون بينهم ، ويبيعون دماء بعضهم مقابل حفنة دولارات من صدام حسين …!!

أسفي على الثوار إذ يتحولوا إلى منظرين لأسوأ فاشيةٍ عرفها التاريخ …!

أسفي …!

 

كامل السعدون

أوسلو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق