الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة بوتين للعالم

فوزي بن يونس بن حديد

2015 / 10 / 22
كتابات ساخرة


يبدو أن الزيارة التي قام الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد لروسيا قد فاجأت الصديق قبل العدو، فهي تحمل رسالة للعالم مفادها أن بوتين لا يلعب على الحبلين كما تفعل واشنطن، بل إنه واضح في علاقته مع سوريا وتحديدا مع صديقه وغريمه بشار الأسد، فسياسة الحبلين أو الازدواجية في التعامل مع القضايا المصيرية التي تتبعها واشنطن وحلفاؤها في الغرب والشرق لم تفلح في إقناع العالم أن أمريكا تحارب الإرهاب، بل ازداد العالم ثقة بأن واشنطن تمارس الإرهاب بأنواعه المختلفة فضلا عن أنها تكرس مبادئ الإذلال والعبودية التي دأبت على نهجها طوال علاقاتها مع الدول النامية والمغلوب على أمرها.
بوتين كان ينصت جيدا لما يقوله الأسد ويشرحه عن الوضع المتأزم جدا في سوريا، سببه تركيا وقطر والسعودية وواشنطن، دول تمارس لعبة كسر المقاومة في المنطقة، تلك المقاومة التي وقفت شوكة في حلق الصهاينة المجرمين، واليوم وبعد أن تلهت كل من سوريا وحزب الله وإيران بمشاكلها الداخلية وأزمات المنطقة رتع الصهاينة في فلسطين كالكلاب الشاردة تبحث عن طرائد سهلة فإذا بهم يواجهون حرب السكاكين والحجارة، كان بوتين طوال جلسته مع الأسد ينصت بإمعان لما يبديه الأسد من امتعاض كبير لدول المنطقة التي ترعى الإرهاب، ومن أمريكا التي تدّعي أنها تحارب الإرهاب، وهي في الوقت نفسه تغذيه عبر سلسلة من التوجهات آخرها رفضها القاطع التدخل الجوي الروسي في العراق لتفكيك شبكات الإرهاب، مما يجعلنا موقنين أن أمريكا لا تريد إنهاء الأزمة في العراق وهي المستفيدة الأولى من خيراته ترتع وتلعب كيفما يحلو لها، لا تريد شريكا مثل روسيا في المنطقة، فسارعت لتحذير العبّادي من مغبة استدعاء القوات الروسية للعب دور في العراق.
وبعد أن أثبتت الضربات الروسية نجاعتها إلى حد كبير، رغم ما يحاك ضدها من محاولات لتثبيط التدخل الروسي في سوريا، رأى بوتين أن يكافئ الرئيس الأسد ويخرجه من محنته التي أدارها طوال 4 سنوات في قفص القصر الجمهوري بدمشق، أراد أن ينفّس عن كربه ويمنحه أملا جديدا في الانتصار، والوقوف على قدميه من جديد بعد أن فتك الإرهاب ببلاده ولم يعد قادرا على حسمه عسكريا لوحده، احتاج فيه إلى شريك حصيف وصريح وحاسم فلم يجد إلا روسيا بوتين، الذي اتسم بالحزم والحسم في معالجة الأمور مع الفارق.
فسحة من الأمل للرئيس الأسد وضربة قاصمة لأولئك المتشككين في قدرة الأسد على الوقوف من جديد، غيّرت من موازين القوى في العالم، فهاهي تركيا تتراجع من جديد لتقبل بمشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية بسوريا، وهاهي دول الغرب تسقط تدريجيا لتقبل هي الأخرى أن يكون الأسد محورا أساسيا في أي حوار يقع، لتبقى أمريكا تولول بين هذا وذاك، ويستمر الجدال، ويستمر الخداع الأمريكي في تضليل الرؤية نحو السلام، خدمة للصهاينة المجرمين، ولكن الدب الروسي له كلمته أو له ما يقول.
هذه الزيارة التاريخية جعلت القوى التي تعارض سوريا تتجمد في مكانها، بل وتحدث تغريدات على خيوط الموسيقى الحزينة في فشل المخطط الصهيوأمريكي في تغيير وجه المنطقة لكن التشبث بالمكان والأرض جعل السوريين لا يفقدون الأمل في مواجهة كل من أراد ببلادهم سوءا أو سوّلت له نفسه الاعتداء على كرامتها، بل تبعث برسائل للعالم أجمع أن السوريين صامدون يواجهون قضيتهم بكل ثبات، وأنهم موقنون أن الاحتلال سيزول وستبقى الحرية عنوان المكان الذي ألفوه، وستبقى سوريا أبية منيعة منتصرة في كل الحروب وعلى كل المعتدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس