الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبواق الأنظمة القمعية

جلال صادق حبش

2015 / 10 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


حين إمتهنت الصحافة، بعد أن ذرفت أربع سنوات دراسة، في سبيل تلك المهمة، ظننت أني سأكون منذ تلك اللحظة، كاتباً للحقيقة بوقائعها كما هي، ظننت أني سأجد منبرا حرا، أكتب فيه دون قيود.
ثم إستفقت من سباتي، كثير ما عانيت من القيود، المفروضة من إدارة تحرير المواقع و المجلات التي حررت مقالاتي، كثيرة هي المقالات التي لم تجد طريقها للنشر، أو التي وجدتها و هي مشوهة مبتورة الأطراف، بعد ما أجري لها من حذف إضافة أو تحوير، فتصبح مقالاتي تحمل تأويل قول ما لم أقصد قوله!
أعرف أن الكثير غيري عانوا ذات المشاكل، فالرفيق أبو مدين الساحلي، لجرأته في النقد، يحرج جريدة المدن الإلكترونية، فترفض أحيانا الجريدة الممولة من قطر بوساطة عزمي بشارة، نشر مقالاته ليكتفي بنشرها على موقعه على الفيس بوك. لكن هكذا جريدة لا تستحي من مقالة مدح للأمير القطري الحديث، حينما توارث السلطة عن أبيه، كتبها رئيس التحرير فيها ساطع نور الدين، دفعت معظم كتاب المدن(و أنا من بينهم) للإعتكاف عن الكتابة و الموظفون لتنفيذ إعتصام وذلك بتاريخ 18 حزيران 2013 . و ما جرى مع الصحافي رستم محمود، حيث منع عن الكتابة لصالح المدن، بعد أن إنتقد الصحافيين فواز حداد و حازم نهار، فيما كتباه عن كتاب عزمي بشارة "درب الآلام نحو الحرية"، يثبت بأن هذه الجريدة بوق كباقي الأبواق.
بالطبع لا تختلف جريدة العربي الجديد بشيء، عن المدن سوى بأن لها نسخة مطبوعة، فهي تمارس الضغوط على كتابها أيضا، وتمتنع عن نشر ما لا يتوافق مع سياستها. فهي إمتنعت عن نشر جميع المقالات التي أرسلتها لهم. دون تبرير أو رد، على الرغم من ترحاب معن البياري في البداية بي!
لي رفيق يكتب في جريدة العرب، كثير ما تحولت كتابته إلى نصوص غريبة عن تلك الأصلية، و كأنها كتبت من جديد، ولكن بإستثناءات و إضافات و حذف لمقاطع كاملة!
عندما صدرت جريدة الأخبار للمرة الأولى، كان الأمل كبيرا بشيء جدير بالقراءة، لكن بعد رحيل المبدع جوزف سماحة، تحولت إلى ما يشبه، لوحة إعلانات ممانعة، لا مكان فيها للصوت الحر، فرحل كثيرون عنها، أولهم خالد صاغية ثم فداء عيتاني و ثائر غندور و نادر فوز و رشا أبو زكي و بيسان طي و غيرهم ممن سقطوا من الذاكرة سهوا، لينتهي إبداع سماحة بفرط الفريق الرائع الذي جمعه، و تصبح الأخبار بوقا للتحريض على القتل، بوقا يعمل ضمن شروط التمويل الإيراني حصرا!
أما جريدة السفير التي إتخذت لنفسها شعار، صوت الذين لا صوت لهم، التي أصبحت لاتشبه سوى جرائد الأنظمة العربية، في التطبيل و التزمير، و التي لا يختلف إثنان على مصدر تمويلها(إيران-سوريا)، فبعد توقيف تغريدة في كانون الثاني من عام 2014، على خلفية مقال "فيديو مهين"، الذي وجه فيه الزميل حسان الزين، النقد اللاذع للوزير جبران باسيل، على خلفية الطريقة الذكوية المشينة التي قدم فيها الوزير المذكور إحدى موظفات وزارته، إلى نظير خليجي، تغريدة كانت زاوية مستقلة عن معزوفة الممانعة التي تعزفها الجريدة، قرار التوقيف قوبل بتحويل تغريدة إلى مدونة، يكتبها بالإضافة إلى الزين، عماد الدين رائف و إيلي قصيفي، ثم تحت الضغط إستقال الزين ليلحق، بوسام سعادة و زياد ماجد و جهاد بزي، لتعم المعزوفة الواحدة البوق الذي ينبض بصوت الذين يقتلون من لا صوت لهم.
قامت جريدة النهار في صيف 2009، بتسريح عدد كبير من الصحافيين و المحررين و الموظفين(حوالي الخمسون)، كان أبرزهم إلياس خوري، جورج ناصيف، جان كرم، نزيه خاطر، بهجت جابر، خليل نحاس، وليد عبود، مي ضاهر يعقوب، جوزف حردان، خليل أبو أنطون. فبين الجد غسان تويني(الذي سرح 47 موظفا قبل تسليمها إلى إبنه جبران) و الحفيدة نايلة تويني، الجريدة التي إبتدأت عملها عام 1933، تحولت إلى مبنى فارغ، في وسط العاصمة.

أبواق كثيرة و لا يوجد منبر حر واحد، جدير بالقراءة، لكونها كلها تضج بالتطبيل و التزمير، بالحظر و الحذف، بالمنع و الطرد، بالتضييق و بالفوقية، لذا قررت من الآن و لاحقا، أن أحرر قلمي، من لوثة الصحافة المرهونة، و أن أكتب في الحوار المتمدن حصرا، لكون الموقع المنبر الوحيد الذي ينشر مقالاتي كما هي، و لتصل الفكرة إلى القراء كما هي، دون إضافة أو حذف، دون تحوير، الحقيقة و الحقيقة فقط!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نيويورك تايمز: صور غزة أبلغ من الكلمات في إقناع الآخرين بضرو


.. فريق العربية في غزة.. مراسلون أمام الكاميرا.. آباء وأمهات خل




.. تركيا تقرر وقف التجارة بشكل نهائي مع إسرائيل


.. عمدة لندن صادق خان يفوز بولاية ثالثة




.. لماذا أثارت نتائج الانتخابات البريطانية قلق بايدن؟