الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيد ... قصة قصيرة

صلاح زنكنه

2015 / 10 / 23
الادب والفن


- فاطمة.. ی-;-ا فاطمة
صاح زوجي من غرفة النوم وكنت في المطبخ أهی-;-ئ له فطوره.. تشاغلت عنه فصاح ثانی-;-ة :
-فاطمة، أی-;-ن أنت؟
هرعت إلی-;-ه مسرعة لألبي طلبه فوجدته ممدداً ما زال في الفراش، وهو ی-;-رمقني بنظرات غری-;-بة غاضبة، حی-;-ی-;-ته بمرح وحنو:
_ صباح الخی-;-ر ی-;-ا...
قاطعني بنفاد صبر:
_ من الذي كبلني ی-;-ا فاطمة؟
ظننته ی-;-مزح فأجبته مازحة
_ الحب ی-;-ا حبی-;-بي، الحب.
صرخ بوجهي مهتاجاً :
_ اللعنة علی-;-ك وعلى الحب، هی-;-ا فكي وثاقي وأبعدي عني هذه السلاسل.
استغربت طری-;-قة كلامه ، وعصبی-;-ته غی-;-ر المعهودة ، صحی-;-ح أنه كئی-;-ب أكثر الأحی-;-ان ونادرا ما ی-;-بتسم ولكنه لی-;-س فظاً إلى هذا الحد.
- قلت لك أبعدي عني هذه السلاسل.
- أي سلاسل ی-;-ا مصطفى ؟ ما الذي جرى لك لتحدثني بهذه العنجهی-;-ة ؟
هدأ بعض الشيء وراح ی-;-توسلني هذه المرة :
_ أرجوك ی-;-ا فاطمة فكي هذه السلاسل الحدی-;-دی-;-ة إنها ترعبني.
كان ی-;-تكلم وكأنه مقی-;-د فعلاً وكانت لهجته جادة.
- ما هذا المزاح الثقی-;-ل ی-;-ا مصطفى، أی-;-ن هي السلاسل ؟
- ألا تری-;-نها ؟
- أنا لا أرى شی-;-ئاً.
- وهذه السلاسل الحدی-;-دی-;-ة التي تقی-;-د رجلي ومعصمي ألا تری-;-نها ؟
- كلا .
- لكنها تقی-;-دني بإحكام صدقی-;-ني ی-;-ا فاطمة.
رفعت جسمه عن السری-;-ر وأسندته إلى جسمي ، كان وضعه ی-;-وحي بما ی-;-دعی-;-
وما إن وطأت قدماه الأرض سقط وارتطم بها ، صرخت فزعاً ، تجمع الجی-;-ران وحملوه إلى فراشه ، واستدعوا الطبی-;-ب وفحصه وأكد أنه لا ی-;-شكو من مرض عضوي ، ثم عرضناه على طبی-;-ب نفسي لكن دون جدوى .
في الی-;-وم التالي كنت آمل أن تتحسن حالته وی-;-نجو من الكابوس الذي جثم على صدره، لكنه أفاق كالمجنون وهو ی-;-لوك لسانه في فمه والكلمات لا تكاد تخرج من بی-;-ن شفتی-;-ه إلا على شكل غمغمة.
أجهشت بالبكاء وكدت أصاب بالجنون ، وزوجي ی-;-خور ولعابه ی-;-سی-;-ل مع الزبد وی-;-شی-;-ر بكلتا ی-;-دی-;-ه المبكلتی-;-ن بالقی-;-ود الوهمی-;-ة إلى فمه ، لم أفهم شی-;-ئاً ، أحضرت ورقة وقلماً فكتب بخط مرتعش مرتبك :
_ لقد خاطوا فمي ی-;-ا فاطمة.
بكی-;-ت وبكی-;-ت وهو ی-;-نظر إلي كالأبله وی-;-غمغم.
في الی-;-وم الثالث لم ی-;-قم بأی-;-ة حركة ، ولم ی-;-تفوه بشيء ، كان جسده بارداً هامداً لا حی-;-اة فی-;-ه، وكاد قلبي ی-;-طفر هلعاً من صدري حی-;-ن رأی-;-ت السلاسل تطوق زوجي من قمة رأسه حتى أخمص قدمی-;-ه , حاولت أن أهرب إلى خارج البی-;-ت ، فوجئت بالسلاسل تقی-;-دني ، ولما حاولت أن أصرخ وجدت فمي مخی-;-طاً .
1985








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان فضيل يتحدث عن جديد أعماله في صباح العر


.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال




.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر


.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى




.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا