الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمال الغيطاني بين (حرّاس البوابة الشرقية) و (الزيني بركات ) تجاذبات الرأي عند النا قدين (تحسين كرمياني) و( دعد ديب)

احمد يونس موحان الحلفي

2015 / 10 / 23
الادب والفن


عن عمر ناهز السبعين عاما غادرنا الروائي المصري جمال الغيطاني قبل ايام ..ومن البديهي ان حدثا من هذا النوع يثير حفيظة النقاد والمهتمين ليدلوا بدلوهم في تناول هذا الاديب الكبير .. وعلى غير العادة ومن باب ( نقد النقد ) احببت ان اتناول ماكتب عن هذا الاديب وفق مقالين هما مقال سابق تحت عنوان (جمال الغيطاني في"حرّاس البوابة الشرقية"هل دوّن ما رأى أم سرد ما أملي عليه ؟ ) للكاتب العراقي الكوردي تحسين كرمياني المنشور في الحوار المتمدن العدد 2376 في 17 اغسطس 2008 ومقال آخر تحت عنوان (جمال الغيطاني " الكبار يرحلون تباعا" ) للناقدة السّورية الواعدة دعد ديب المنشور في جريدة البعث السورية العدد 15426 في 23 اكتوبر 2015 والذي ربما ارتأته الكاتبه مقالا تأبينيا له. تناول مقال ( كرمياني ) الاديب من زاوية التشكيك بدوافع وملابسات كتابة رواية حراس البوابه الشرقيه للاديب جمال الغيطاني المنشورة أبان الحرب العراقية الايرانية التي جيّرها لأسباب سياسية بحتة وبدوافع مدفوعة الثمن من النظام العرقي السابق ...ورغم ان الناقد قد اعتبر الروايه موجهه ضد كورد العراق فقط في حين انها كانت موجهة بالدرجه الاساس لجيران العراق الشرقيين الذين كان يطلق عليهم النظام السابق أبان تلك الفترة بـ (الريح الصفراء ).. ولكننا ليس هنا في معرض الحديث عن هذا وانما اريد القول ان كاتب المقال قد اصدر حكمه النهائي من خلال رواية واحدة حكما غير قابل للاستئناف ومن وجهة نظر سياسية وقوميه بحته حين ختمه بقوله (قد يسقط الكاتب جراء ظروف قاهرة وقد تقوده شهواته العمياء الى مطبات ، لكن من يعي نفسه بعدما تتكشف له الامور ويعلن براءته او سهوه لا بد ان يرتقي الذاكرويجد من حوله مناشير التأييد تنهال عليه من لدن اصحاب القلوب التي تنشد الاعمار والجمال والحرية والعدالة وإسقاط اوراق التسقيط والاقصاء ، ليجد من تعثّر أنه تعافى من ادران الكوابيس التي باغتته في لحظة فقدان الوعي ، وان الجليد لا يذيبه الا (الصفح) كما جاء في رواية (أندريه موروا) !! في حين تناولت الكاتبه السوريه ( دعد ديب ) هذا الاديب من وجهة نظر وزاوية أخرى هو الجانب الاحترافي والامكانية الادبية المتميزة لهذا الكاتب حين تقول (..وان كان كل رحيل يدعونا إلى أن نقف على أطلال عمارته الروائية، لنعاود تفحص تراكيب لبناتها واصطفاف حجارتها ونعجب مجدداً بالتقاطاته المبكرة، وإشاراتها الثاقبة عن الكثير من القضايا الشائكة والمكابدات التي كانت ومازالت تؤرق إنسان المنطقة مفكراً كان أم أديباً أو عاملاً بسيطاً في مصر خاصة والعالم العربي بشكل أعم ) متّخذة من روايته الأشهر كما تصفه ..(الزيني بركات ) نموذجا وعينة للبحث لتصدر حكمها النهائي اخيرا (..جمال الغيطاني الذي كان فضح الواقع والظلم والظلام هاجسه الكبير في مجمل أعماله) ..إذن من أستعراضنا وتحليلنا لكلا هذين المقالين ..نستنتج ما يلي : (لا يمكن ان نعطي حكما عادلا على الكاتب او الشاعر او الاديب من خلال منجز واحد اوحتى جميع منجزاته بل يجب ان نتعامل معه كرزمة واحدة من السلوك والمواقف والاخلاق والسمو والترفع عن كل المغريات الماديه والتزلف للحاكم وعلى الناقد ان لا ينظر الى الاديب (موضوع النقد ) من زاوية واحدة كما لايمكن ان تكون الحرفية والتمكن الادبي في الصياغة والتصوير والبلاغه الشاهد الوحيد على تفرد الاديب وانما الموقف السيرة الذاتيه والمواقف والسلوك هي من تثبت ذلك) . تحيتي لكلا الناقدين اللذان اجادا في إضاءة الزاويا التي اختارها لألقاء الضوء على هذا الاديب الكبير...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي